[حصان عون]

غدا ظهور 'سهيل'
رمضان: الفترة الاشد حرارة من السنة تنتهي اليوم




عيسى رمضان

قال خبير التنبؤات الجوية والبيئة عيسى رمضان ان اليوم الاثنين يصادف انتهاء فترة (الكليبين) المعروفة منذ القدم بأنها من اشد ايام السنة حرارة 'حيث شهدت منطقتنا ودول العالم كافة درجات حرارة غير مسبوقة بارتفاعها'.
واوضح رمضان في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان صيف هذا العام في الكويت شهد كسر الرقم القياسي القديم في مرصد مطار الكويت الدولي التي تعود سجلاته الى 50 عاما وكان 3ر51 درجة مئوية حيث بلغ الرقم الجديد 52 درجة مئوية اما اعلى درجة حرارة مسجلة هذه السنة على نطاق دولة الكويت فكانت في منطقة مطربة وتقع في المناطق الصحراوية شمال غرب البلاد حيث سجلت 54 درجة مئوية.
وقال ان احوال الطقس هذا العام كانت غريبة اذ مرت على الكويت ظروف جوية متقلبة من ارتفاع في الحرارة الى امطار رعدية في بعض المناطق وزيادة في ارتفاع نسبة الرطوبة كما استمرت الرياح الجنوبية الشرقية (الكوس) والرطوبة العالية بتأثيرها خلال شهري يوليو الماضي واغسطس الجاري وسوف تكون الرياح متقلبة يوم غد الثلاثاء موعد ظهور نجم سهيل.
وتوقع رمضان ان تكون الرياح جنوبية غربية صباحا الى جنوبية شرقية رطبة في باقي النهار 'واذا كان كذلك فان ما تبقى من فصل الصيف والخريف سوف تكون معظم لياليه رطبة في نواحي المدينة والمناطق الساحلية وتستمر درجات الحرارة العالية نهارا ولكنها تبدأ بالانخفاض ليلا'.
وقال ان درجات الحرارة تبدأ بالانخفاض في نهاية شهر سبتمبر بشكل ملحوظ 'وقد تأتينا الامطار في فترة ايام (الوسم) التي تبدأ في 15 اكتوبر وتستمر حتى بداية (مربعانية الشتاء) من هذا العام وخصوصا اذا استمرت الرطوبة النسبية عالية'.
وتوقع ان تخف حدة الرطوبة النسبية غدا الثلاثاء على ان تعود بقوة يومي الخميس والجمعة المقبلين مع استمرار الرياح الجنوبية الشرقية وتتراوح درجات الحرارة العظمى بين 43 و 48 درجة مئوية في الضواحي والمناطق الصحراوية على التوالي.
وافاد رمضان بأن غدا الثلاثاء هو اول ايام موسم (سهيل) وخلاله تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض التدريجي بسبب انكسار حدة زاوية سقوط اشعة الشمس على المنطقة اذ تقل حدة اشعة الشمس اللاهبة فتنخفض درجات الحرارة ليلا بشكل واضح وتستمر الحرارة نهارا ولكن ليست بقوة الفترة الماضية.
واشار الى ارتباط اهل الكويت والدول المحيطة في شبه الجزيرة العربية مثل السعودية والعراق وباقي دول الخليج العربي بنجم سهيل ارتباطا وثيقا اذ يصادف بداية تغير الطقس وانخفاض درجات الحرارة بعد الصيف اللاهب وكذلك بداية لفصل الأمطار.
وقال ان نجم سهيل يعتبر من أشد النجوم لمعانا في السماء بعد الشعرى اليمانية وينتمي الى مجموعة النجوم الثابتة الجنوبية ولا يرى هذا النجم في شمالي خط عرض 40 شمالا من خط الاستواء بسبب قرب هذا النجم من افق القطب الجنوبي لذلك يرى فقط في الدول الواقعة جنوب خط عرض 40 ومنها الكويت.
ونقل رمضان ما ذكره الكولونيل ديكسون المعتمد السياسي لبريطانيا في الكويت في القرن الماضي في كتابه (عرب الصحراء) من ان اهل الكويت قديما كانوا ينتظرون طلوع نجم سهيل بفارغ الصبر وهذا التلهف والانتظار يكون قويا لدرجة ان الناس بعد 24 اغسطس يستيقظون عدة ساعات قبل الفجر ليروا ان كان بامكانهم رؤيته. واوضح ان هذا التلهف لرؤية هذا النجم يأتي بعد اشهر الصيف الحارة وخصوصا فترة (الكليبين) الحارة والشديدة الرطوبة احيانا وكانوا اذا شاهدوه قالوا 'دلق سهيلدلق سهيل' وينتشر الخبر في الكويت والبادية ويتداوله الناس فيما بينهم ويقولون 'الحمد لله القيظ انتهى'.
واضاف 'يوجد في الكويت امر مشهور وهو انه في يوم 24 أغسطس يوم ظهور سهيل اذا كانت الرياح شمالية غربية فان اغلب ايام الصيف المتبقية سوف تكون فيها الرياح شمالية غربية ويكون الطقس مريحا وجافا ومعتدلا خلال الليل اما اذا صادف ظهوره طقس رطب والرياح جنوبية شرقية (كوس) فان اغلب الايام المتبقية من الصيف سوف تكون جنوبية رطبة ومرهقة في بعض الأحيان'.