الطاعون والجدري حصدا نصف سكان الكويت
العجيري يستعرض جانباً من تاريخ البلاد في دار معرفي
د. صالح العجيري متحدثاً في الندوةاستعرض الفلكي المعروف صالح العجيري جانباً من تاريخ الكويت الذي يعود إلى نحو 7 آلاف عام، وصولاً إلى تاريخ آل الصباح منذ كانوا يقطنون وسط شبه جزيرة العرب في مكان اسمه «الهداره»، حيث يعملون في تجارة الإبل والغنم، إلا أنهم، وبعدما شهدت تلك المنطقة أمراضاً وأوضاعاً غير مستقرة، تركوها متجهين إلى ساحل الخليج، قبل أن يستقروا في منطقة «الزباره» وهي في دولة قطر حالياً، وبقوا فيها أكثر من 30 عاماً، حيث تخلوا عن مهنتهم الأصلية واتجهوا إلى عباب البحر وخيراته.
وعرض العجيري أثناء الجلسة الحوارية التي استضافتها دار معرفي بمنطقة الدسمة أول من أمس، تحت عنوان «الكويت بين الماضي والحاضر»، بعض الإنجازات التي بنتها سواعد الكويتيين في الماضي، من قبيل بناء السور الثالث العام 1920، قبل موقعة الجهراء، بطول 8 كيلو مترات من البحر إلى البحر، لافتاً إلى أن منطقتي كيفان والشامية كانتا موردين للمياه، إضافة إلى الجزء البسيط الذي كان يُجلب من شط العرب، حتى سميت الكويت بلد العطاشى.
وذكر أن الكويت تعرضت خلال تاريخها الحديث إلى ظواهر وآفات وأمراض أصابت السكان مثل الطاعون والجدري، حتى وصلت حصيلة الموتى إلى أكثر من نصف السكان، في مرحلة ما، وقضى الكثيرون بسبب الجوع ونقل عشرات الأطفال إلى المقابر وانتشر العمى بين الناس في ذلك الوقت، إلا أنه ومع اجتهاد بعض المحسنين عادت الأوضاع في الكويت إلى وضعها الطبيعي تدريجياً،
وتناول بعض مراحل تطور التعليم في الكويت، مبيناً أن مهنة التدريس بدأت في القرن التاسع عشر، وأول ما كانت على شكل بعض المدارس التي تضم «ملا» واحداً لكل مدرسة، يتولى تدريس كل طلاب المدرسة وكذلك «ملاية» واحدة لتدريس الطالبات، ومن ثم تمّ إنشاء مدرسة المباركية العام 1912، وبعدها بدأ التعليم النظامي العام 1938، قبل أن ينشأ نظام تعليمي خاص بالبنات سمي في ذاك الوقت «خوات عودة».
ولم ينس العجيري التطرق إلى الجانب الاقتصادي من تاريخ الكويت، مستذكراً حينما تعرّض السوق الكويتي لهزة قوية بسبب دخول اللؤلؤ الصناعي الياباني بكميات كبيرة إليه، ما أدى إلى تعرض هذا السوق لـ «النقطة السوداء»، كما حلّت أزمة بالبحارة الذين اقترضوا الأموال من النواخذة، إلى درجة أدت بالبحارة إلى بيع مساكنهم لسداد ما عليهم من مستحقات.
وشدد العجيري في عرضه على أن «تواضع الكويتيين وتعاطفهم مع بعضهم بعضاً أوجد حالة من الأمان والاستقرار في المجتمع».