الشيخ محمد بن عبدالله الناصر

[نفود السر]

الشيخ محمد بن عبد الله الناصر
( 1257 - 1430 هـ )

هو الشيخ محمد بن عبد الله بن ناصر بن علي بن محمد بن ناصر بن حماد بن شبانه بن محمد بن عبد الله بن مسند

فهو من أسرة آل ناصر الذين هم من آل شبانه ثم من آل أبي مسند أحد أفخاذ آل محمد بن محمد بن علوي بن رهيب الحنظلي التميمي .
وكان الأسرة آل ناصر تنقلات فيما بين أشقير والمجمعة وبعضهم يقيم في بلد المذنب ومنهم قاضي بلد المذنب , ومنهم الأسرة آل ناصر تنقلات فيما بين أشقير والمجمعة وبعضهم يقسم في المذنب , ومنهم قاضي بلد المجمعة الشيخ حماد بن محمد بن شبانه ( ت 1175 ) ولد المترجم في بلد أشقير سنة 1257 هـ وتربى على يد ولده ( 3 ) حيث أدخله في الكتاب فتعلم مبادئ القراءة والكتابة ثم حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ثم شرح في طب العلم على علماء أشقير ولما بلغ من العمر ثمانية عشر عاما بدا الرحلة في طلب العلم ويحدثنا ابنه الشيخ عبد الرحمن في تاريخه المخطوط عن ذلك فيقول : ( ولد في بلد أشقير ثم رحل منه لطلب العلم واستوطن بلدة عنيزة نحوا من خمس سنين ثم سار منها واستقام في الرويضه نحوا من ست سنين ثم نزع منها منها وقصد المجمعة واستقام فيها وبما توفى )

أما مشايخه فقد أخذ العلم عن قاضي الرياض الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ ( 1225 – 1293 هـ ) وارتحل إلى شقراء وكانت في اوج عزها وزهرتها من جيت كثرة العلماء فطلب العلم فيها على كل من :

1 – قاضي الوشم ومفتي البلاد النجدية الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين ( 1194 – 1282 هـ ) .
2 ) الشيخ حمد بن عبد العزيز العوسجي الدوسري ( 1245 - 1330 هـ ) . ثم ارتحل في طلب العلم إلى مدينة عنيزة بالقصيم وأخذ العلم فيها عن :
3 ) الشيخ محمد بن عبد الله بن مانع ( ت 1391 هـ ) .
4 ) الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم ( 1240 – 1323 هـ ) .

ثم ارتحل إلى بلد المجمعة واستقر فيها وأخذ العلم فيها على كل من :

5 ) الشيخ عبد العزيز بن صالح مرشد ( 1240 – 1324 هـ ) قاضي المجمعة ثم حائل .
6 ) الشيخ حسن بن حسين آل الشيخ (1266 – 1338 هـ ) قاضي المجمعة وبلدان سدير .
7 ) الشيخ العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى 1253 – 1329 هـ ) وذلك بعد أن عين قاضيا في بلدان سدير سنة 1314هـ فلازمة المترجم ملازمة تامة وصار بينهما صحبه ومحبة وألفه وكان يحضر دروسه فأخذ عنه جملة من العلوم .

ومن ثقة الشيخ أحمد بن عيسى به اتخذه كاتبا له , ويوجد في بلد المجمعة وثائق وأحكام فضائية ومخالصات من إملاء الشيخ أحمد بن عيسى وكتابة المترجم له
كما أنه يراسل علماء عصره للتباحث معهم فيما أشكال عليه من السائل .
كان على جانب كبير من الزهد والورع يقول عنه ابنه الشيخ عبد الرحمن عندما ترجم له : كان ورعا زاهدا عابدا صادقا ثبتا عدلا , ناصر لأهل الدين قامعا لأهل الزيغ والضلال والحاقدين )

وكان يكثر من زيارة المقابر وقد حفر قبره وهو في تمام صحته وما زال يتعاهده ويجلس بداخله إما تاليا للقرآن , أو متفكرا وواعظا لنفسه ومزهدا لها في الدنيا , وغلى أن توفى ودفن فيه رحمه الله تعالى .

أما عن مصادر كسبه فكان يعمل في التجارة حيث فتح متجرا في سوق بلد المجمعة , بالإضافة إلى ريع بعض الأملاك التي يملكها .
أعماله وآثاره :

(1 ) – لما قدم إلى بلد المجمعة عرفه الناس بعلمه وفقهه وورعه فقدموه إماما وخطيبا للمسجد الجامع الكبير والوحيد في بلد المجمعة وقت ذلك واستمر في ذلك إلى أن كبر في السن فخلفه على الإمامة والخطابة ابنه عبد الله .

(2 ) –كان خطيبا ومعلما ومفتيا لبلد المجمعة وقد ذكر أحد معاصريه أن الفتوى في وقته يرجع فيها على قاضي البلد واثنين معه فقط وكان المترجم أحد الاثنين .

(3 ) – ولي القضاء في بلد المجمعة فترة وجيزة من الزمن وهي الفترة التي كانت بعد انتهاء حكم آل رشيد في المجمعة وقبل دخولها في حكم آل سعود . وكان اختباره من قبل أهل المجمعة حينما خلت المجمعة من قاضي ينظر في مصالح الناس فرأوا أن المترجم صالح للقضاء فولوه قاضيا حتى قد عليهم الشيخ عبد الله العنقري .
كما أن الشيخ أحمد بن عيسى كان ينبيه عنه في قضاء المجمعة , إذا سافر عن سدير لأي عرض شرعي .

(4 ) – له مكانته في بلد المجمعة فهو من كبار أعيانها في عصره فقد مثل واثنان معه أهالي المجمعة سنة 1324 هـ وذلك تلك السنة في بلدة شقراء عندما قدموا للسلام عليه .

(5 ) – له اهتمام بالأنساب فقد نقل عنه الشيخ المؤرخ إبراهيم بن صالح عيسى في كلامه عن أنساب الوهبه حيث قال : ( ذكر لي الأخ محمد بن عبد الله بن ناصر الأشقيري ساكن بلد المجمعة أن الشيخ محمد بن عبد الله بن مانع لما وقف على خط ابنه عبد الرحمن ... الخ )
كما نقل عنه ابنه الشيخ عبد الرحمن عند ذكره نسب الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – حيث قال : ( قال الوالد رحمه الله ومن خطه نقلت : هذا النسب من ريس إلى عقبة منقول من خط ... الخ ) .
كما نقل عنه الشيخ بن عبد الرحمن بن جاسر في شجرة نسب أسر الرواجع ) .

(6 ) – نسخ بخطة بعض الكتب منها :

أ – ( الاستيعاب في كمعرفة الأصحاب ) لابن عبد البر ولكنه مع ما فقد من محفوظات مكتبة .
ب –( تاريخ ابن يوسف ( لمحمد بن عبد الله بن يوسف وقد سبق وصف هذه النسخة .

كما أنه عمدة في كتابة الوثائق من عقود البيع والوصايا والمدانيات والرسائل وغيرها. وخطة جميل ومضبوط ومصدر ثقة لدى القضاء كما ذكرنا سابقا . ويوجد بخطة وثائق كثيرة في المجمعة وقليل منها في أشقير .

(7 ) – تخرج على يديه عدجد من طلبة العلم من أبرزهم ابناه عبد الله وعبد الرحمن , الشيخ عبد الرحمن بن عثمان الثميري المتوفى في 7 / 1 / 1336 هـ وقد أم المترجم المصلين في الصلاة عليه كما ا×ذ عنه العلم كل من حمد بن ناصر العسكر ( ت 1357 هـ ) , والشيخ عثمان بن إبراهيم بن سليمان بن جبير وصالح بن محمد بن سليمان بن جبير وعثمان بن عبد الله التويجري وغيرهم .
(8 ) – خلف مكتبة تزخر بالكثير من أمهات الكتب بين خطوط ومطبوع . وقد وقفها على طالب العلم من ذريته إلا أنها تشتت وفقدت ولا يعلم من آلت إليه سوى بعض المطبوعات . ومن ضمن ما فقد منها كتاب في الفقه من تأليفه .

وفاته :

فقد بصره في آخر حياته ونلخص تاريخ وفاته من ترجمته التي دونها ابنه الشيخ عبد الله له حيث قال حوادث سنة 1340 هـ : ( وفيها توفى العالم العامل الفقيه الزاهد الوالد محمد بن عبد الله بن ناصر في بلد المجمعة عن ثلاث وثمانين سنة رحمه الله تعالى )

عقبة :

خلف ثلاثة من الولدهم :

(1 ) – عبد الله , ولد سنة 1297 هـ تقريباً وطلب العلم على ولده وعلى يد الشيخ أحمد بن عيسى وغيرهما تولى إمامة جامع بلد المجمعة خلفا لوالده بعد ما كبر في السن , وكان ذا خط حسن موثوق به وهو عمدة في كتابة المبايعات والمدانيات وغيرها , نسخ بخطة عددا من الكتب منها ( درء تعارض العقل والنقل ) 3 لشيخ الإسلام ابن تيمية . توفى آخر سنة 1345 هـ رحمه الله وقد خلف ولدين طالبي علم هما :
- عبد العزيز ( 1331 – 1376 هـ ) عاش معظم حياته إلى أن توفى في المنطقة الشرقية , ولم يعقب ذكورا , له مؤلف لا يزال مخطوطا اسماه ( الذهب الابريز في فضائل الملك عبد العزيز ) . جمع فيه قصائد فصيحة قليت في فتوحات الملك عبد العزيز ..
- عبد الكريم ولد سنة 1334 هـ أم في عدد من مساجد المجمعة وله عقب فيها .

( 2 ) - إبراهيم , توفى شابا ولم يعقب رحمه الله تعالى .
( 3 ) – عبد الرحمن , ولد في بلد المجمعة في بداية العقد الأولى من القرن الرابع عشر طلب العلم على والدة وعلى الشيخ أحمد بن عيسى والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري وغيرهم .له مؤلف في التاريخ اسمه ( عنوان السعد والمجد في أخبار الحجاز ونجد ) لا يزال مخطوطا في ثلاثة أجزاء , كما نسخ بخطة الجميل عددا من الكتب التاريخية منها ( تاريخ ابن يوسف ) وتاريخ الفاخري ) , ( عقد الدرر ) لابن قدامه وغيرها . انتقل في آخر حياته إلى مدينة الرياض واستقر فيها إلى أن توفى في 27 / 7 / 1390 هـ ولا يزال له عقب رحمة الله تعالى .