من كتاب ( الإشراف على تأريخ الأشراف ) للمؤرخ البلادي :
( وفي أول ربيع الثاني من سنة إحدى وتسعين ومائة وألف خرج السيد لبّاس بن عبد المعين الحمودي أخو السيد عبد الكريم ومعه جماعة من ذوي حمود وهذيل فأخذوا قافلة من طريق الطائف، وفي شهر جمادي أخذوا أخرى من طريق كرى، وكان الشريف سرور بالعابدية فجاءه الخبر فركب خلفهم فسار قليلاً فلما رأوه طرحوا ما أخذوه وصعدوا روس الجبال فحمله وأرجعه لأصحابه، ثم لم يزل الشريف سرور يترصد السيد لباس بن عبد المعين المذكور حتى أرسل له سرية وقبضوه في الشرفية وحبسه، فتوجه في إطلاقه ذوو حمود فلم يقبل رجاءهم وأرسله إلى ينبع ليحبس فيها فضاق من ذلك أخوه الشريف عبد الكريم فخرج مغاضباً ومعه السيد بركات ان الشريف محمد بن عبد الله بن سعيد وتوجها إلى جبال هذيل فوجدوا الشريف أحمد بن سعيد قد اجتمع عنده كثير من العربان، فنزلوا جميعاً إلى وادي نعمان وخرج الشريف سرور إلى المعابدة بما لديه من العساكر والرجال وأقام بها أياماً حتى تفرق قوم الشريف أحمد، وهذه الوقعة الثانية عشر وإن لم يقع فيها قتال. وفي ثالث شعبان من هذه السنة، أعني سنة إحدى وتسعين، عاد جماعة من ذوي حمود في طريق الطائف، وهم الذين كانوا مع السيد لبّاس، فركب خلفهم مولانا الشريف بنفسه فلحقهم وقتل ثلاثة منهم ورابعهم قطعت يده برصاصة. وفي ثالث رمضان بلغ مولانا الشريف سرور أن جماعة من الأشراف، الذين كانوا مع الشريف أحمد، فارقوه من المعدن وأقبلوا على جبال هذيل يريدون الهجوم على مكة بمن يجتمع معهم، وكان معهم السيد بركات بن محمد بن عبد الله بن سعيد والسيد عبد الكريم بن عبد المعين الحمودي والسيد عبد الله بن مسعود بن سعيد والسيد مسعود العواجي وابنه، فلما نزلوا بوادي نعمان أرسل لهم سرية من الخيل ، فلما أدركتهم هربوا إلى الجبال إلا السيد مسعود العواجي وابنه والسيد عبد الله بن مسعود، فقبضوا عليهم فحبسهم مدة ثم أطلقهم، فسافر العواجي إلى مصر وأما السيد بركات والسيد عبد الكريم فتوجها إلى اليمن ثم بعد مدة اصطلحوا مع الشريف ورجعوا إلى مكة )