عهد الضعيف من القوي جور والزام... مثل العهد بين الصقر والحمامة

[ملبسة العوشز]

يعتبر الشيخ عبدالعزيز السعود الصباح رحمه الله من ألمع وأبرز شعراء الكويت, اشتهر بقصائده المعبرة ذات المعاني البسيطة العميقة التي تناولت كافة نواحي الحياة وزخرت بالحكمة والنصح الاخلاق والأمثال ووصف حياة القنص والصقور, اخترنا لكم هذه القصيدة:

دام الخصام و صافي الود ما دام... والجو ما هو صافي من كتامه
ناس كذا عاشت على شر و خصام... تسعى لتخريب العمار و هدامه
نسمع كلام لبعضهم مثل الأحلام... ونصدقه و يعود يخلف كلامه
شي نعرفه من صغيرين الأحجام... ماهوعلى هالمستوى و الضخامه
صارت بها الدنيا تشاريع و أحكام... فيها نرى المأموم يسبق امامه
بعض الأوادم مهنته كسب الآثام... وإذا فرغ منها لبس له عمامه
الى متى نمشي على درب الأوهام... والى متى نتبع سواد الجهامه
يا خوفتي نمشي ورا الزول جدام... ولاعرفنا من ورا هالعدامة
نمزح و نضحك للدعاية بالأفلام... والكل يخفي خنجره في حزامه
بقلوبنا نخفي احاسيس و أحلام... ووجوهنا نلصق عليها ابتسامه
نلهي بشي تافه مر و الهام... محد يعيره نظرته و اهتمامه
اشك في من حوله الشك لي حام... من قارب التهمة يجوز اتهامه
اسياد ماظني يكونون خدام... للاجنبي يلعب بهم لعب دامه
من آثر الذلة على العز و انضام... اصبح يبرر ذلته و انهزامه
من يألف العيشة على الذل و ينام... هذا تساوت عيشته و انعدامه
يمكن يموت اللي سعى دون ما رام... واللاش من طبعه يريد السلامة
صرح المعالي يصعده كل ضرغام... ما يقنعه من اسفله غير هامه
من رامها جد الليالي والأيّام... ما طال عن كسب المعالي منامه
دنيا على هالحال عام ورا عام... نرتع بها و الكل فالت زمامه
لا يمنحون المبتلى جود و اقدام... ولا يخلونه يفك التزامه
اوضاعنا ثوب ردي بايد الخام... لو خيطوا جيبه يسرد اكمامه
عهد الضعيف من القوي جور والزام... مثل العهد بين الصقر والحمامة
غير الكلام و ما نخطه بالأقلام... ماعندنا ياحيف الا ملامه
لي خوفتنا بقعة الزيت ننلام؟... قلنا إذا جتنا تقوم القيامه
يارب سترك من على ذقنه الزام... عقب الحلاقة ما تفيد الندامه
تحمي هل المعروف للخاص والعام... اللي بهم نفع وملاذ وشهامه
ما اطلب الا من عن الغيب علام... يارب عنا تنجلي هالغمامة