تنتشر في الأماكن العامة، والمراكز الطبية، والمستشفيات، اللوحات التحذيرية من شرب المسكرات والمخدرات والدخان، ونحوها مما يسبب الأمراض الجسدية الخطيرة، وهذا أمر طيب يجب أن نقوم به من باب التناصح، وحفظ المجتمع وحمايته، ولا شك أن تعاطي هذه الأشياء وغيرها من الرذائل ينجم عنه أخطار وخيمة على الفرد والمجتمع إلا أنه ينبغي علينا كمسلمين أن نجعل على صدر هذه اللوحات التحذيرية من تلك الرذائل حكم الإسلام فيها، وأن نعتز بأن ديننا الحكيم قد جاء بالنهي عنها بل جاء بحفظ الضروريات الخمس التي لابد منها، وفي تضييعها فساد عظيم، وخلل كبير في الحياة الدنيوية وفي الآخرة ! وهي: (حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ النسل والعرض، حفظ المال). وهنا أمراض هي أخطر بكثير من تلك الأمراض الجسدية، وأشد فتكا بالروح الإنسانية، والقيم الأخلاقية، والعقائد السنية، وقد فتكت بالناس فتكاً ذريعاً! لم يقتصر ضررها على الفرد والمجتمع بل تعدى إلى جميع الكائنات التي تعيش على هذه البسيطة؟! ألا وهي الأمراض الروحية (البدع والمعاصي)، وإني في هذا المقام أقترح بعض اللوحات التحذيرية من هذه الأوبئة الفتاكة:
- احذر البدع صغيرها وكبيرها، فإنها بريد النار.
- احذر سماع كلام أهل البدع، فإنه سبب لزيغ القلب، وذهاب البصيرة في الدين.
- احذر مجالسة أهل البدع، فإنها تغرير بالعامة، وخيانة للدين والسنة.
- احذر مجالسة الأغنياء، فإنها سبب لازدراء نِعم الله.
- احذر سماع المنكر أو الجلوس في مكانه دون الإنكار على فاعليه فإنه مشاركة في الإثم، وموت للقلب وسبب في استمرائه.
- احذر الاستهزاء بالدين أو ببعض شرائعه، فإنه ردة وكفر.
- احذر الاستهزاء بأهل الدين، فإنه من علامات النفاق.
- احذر الحكم بغير ما أنزل الله، فإنه كفر وفسق وظلم.
- احذر سماع الغناء ، فإنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الكلأ.
- احذر المداهنة، فإنها مهلكة للدين، وهي بيع الدين من أجل متاع الدنيا.
- احذر المراء، فإنه لا تؤمن فتنته، ولا تفهم حكمته.
- احذر التحريش بين المسلمين، فإنه من اتباع خطوات الشيطان.
- احذر كثرة الكلام، فإنها تجلب كثرة الخطأ.
- احذر كثرة الضحك، فإنها تميت القلب.
- احذر كثرة الأصدقاء، فإنها من قلة العقل.
- احذر الظلم، فإنه ظلمات يوم القيامة.
- احذر الكذب المحرم، فإنه خلق دنيء مسقط للرجولة والعدالة.
- احذر التشبه بالكفار والفساق، فإن من تشبه بقوم فهو منهم.
- احذر الحسد، فإنه يأكل الحسنات كما تأل النار الحطب.
- احذر النميمة، فإنها سبب لحلق الدين، وإفساد ذات البين.
- احذر الغيبة المحرمة، فإنها سبب لعذاب القبر، وهدر للحسنات، وحمل لسيئات الآخرين.
- احذر النظر إلى الحرام، فإنه يقسي القلب.
- احذر الاختلاط بين الرجال والنساء، فإنه سبب لانتشار الأوبئة، والأمراض النفسية، والجسدية.
- احذر مخالطة المردان، فإنه داء عضال يقضي على الحياء والخلق.
- احذر التبرج والسفور، فإنه من أسباب انحطاط الأمة، وسقوطها في مستنقع الرذائل.
- احذر حلق اللحية، فإنه محرم، وهو تشبه بالكفار والنساء والمردان.
- احذر إسبال الإزار، فإنه محرم، وهو تشبه بالنساء.
- احذر أكل الحرام، فإنه سبب لرد الدعاء، ومحق البركة، وسبب لولوج النار.
قال أبو العالية - رحمه الله -: «تعلموا الإسلام فإذا تعلمتوه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم، فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الإسلام يمينا ولا شمالا. وعليكم بسنة نبيكم، والذي كان عليه أصحابه، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء»، قلت كما قال من قبلي: صدق ونصح رحمه الله.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا يعز فيه وليك، ويذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك ورضاك..