عقب الشريف عون بن مبارك بن عبدالله بن الحسن بن محمد أبونمي الثاني

 

  

    

آخر 10 مشاركات
شركة تسويق سوشيال ميديا (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 3438 - الوقت: 09:38 PM - التاريخ: 12-01-2023)           »          شركات تسويق في جدة (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 1882 - الوقت: 08:17 PM - التاريخ: 12-01-2023)           »          برنامج نقاط بيع اون لاين (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2461 - الوقت: 02:31 AM - التاريخ: 11-13-2023)           »          أنظمة نقاط البيع للمطاعم (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2764 - الوقت: 03:25 AM - التاريخ: 11-09-2023)           »          أنظمة مطاعم نقاط البيع (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2334 - الوقت: 03:15 AM - التاريخ: 11-09-2023)           »          نظام إدارة علاقات العملاء (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2445 - الوقت: 02:57 AM - التاريخ: 11-09-2023)           »          برنامج إدارة المصروفات (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2492 - الوقت: 02:38 AM - التاريخ: 11-09-2023)           »          كيف تسوق لمطعم (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2384 - الوقت: 01:48 AM - التاريخ: 11-09-2023)           »          نظام المبيعات (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2436 - الوقت: 03:10 AM - التاريخ: 11-02-2023)           »          طلب نقاط بيع (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2207 - الوقت: 02:57 AM - التاريخ: 11-02-2023)


   
العودة   منتــدى العـونــة الـرســمي > قسم أنساب وفروع قبيلة العونة > الأنساب الهاشمية
   
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
   
   
قديم 05-24-2011, 09:58 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الشريف رميثة
عضو جديد

إحصائية العضو






 

الشريف رميثة غير متواجد حالياً

 


المنتدى : الأنساب الهاشمية
افتراضي هذا نعل قرشي

هذا نعل قرشي

الكاتب: الشريف محمد الصمداني

من الأحاديث المشهورة في أحاديث الفتن قول النبي صلى الله عليه وسلم :" ...و يوشك أن تمر المرأة بالنعل ، فتقول : إن هذا نعل قرشي " . و قد استدل بعض الجهال بهذه الجملة النبوية الشريفة على انقراض قريش و عدم وجود بقية لأحد منهم ، و سحب هذا القول على جميع القرشيين ، فلا وجود عنده للطالبية ، ولا العباسية و لا بقية قريش ..!!

و هذه الشبهة شبهة داحضة ، لا قدر لها عند أهل العلم الراسخين ، و إنما يقول بها من جهل مقاصد كلامه عليه الصلاة والسلام ، و لم يفهم مرامي كلامه ومعانيه .

و اعلم أخي أنني كنتُ أظن أن هذه الشبهة لا توجد إلا عند بعض جهلة العوام من أصحاب الشبر الأول في العلم و أبجدية الحرف ، الذين يوافقون أقوال الشعوبية و العجم دون قصد أو فهم لمعنى ما يقولون – و هؤلاء ممن لا يشتغل الانسان بهم و يضيع زمانه بالرد عليهم و لا كرامة - ، و لكني سمعتُ من بعض إخواننا من ثقات النسابين أنه سمع كلاماً في هذا المعنى عند بعضهم – غفر الله لهم - يفهم منه تلك الشبهة الخبيثة ، و أصبح الأمر عنده من محال النظر و التأمل و الشك و الريبة !!

ما صحة ذلك الحديث و ما وجه الاستدلال الصحيح به عند هؤلاء ؟ و كيف يجاب عنه شرعاً ؟ و ذيول هذه المسألة ... هذا ما سأديرُ عليه سطور مقالي !


صحة حديث ( إنّ هذا نعل قرشي ) :

أما صحته ، فهو حديث صحيحٌ ، رواه الإمام أحمد في المسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أسرع قبائل العرب فناءاً قريش ، و يوشك أن تمر المرأة بالنعل ، فتقول : إن هذا نعل قرشي " [1].

و قد فسَّرَ هذا الحديث و أبان معناه ما رواه أحمد في المسند عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول :" يا عائشة ، قومك أسرع أمتي بي لحاقاً ! " . قالت : يا رسول الله ، جعلني الله فداءك ، لقد دخلت وأنت تقول كلاماً ذعرني ! . قال :" ما هو ؟ " . قالت : تزعم أن قومي أسرع أمتك بك لحاقاً ! . قال :" نعم " . قالت : ومم ذاك ؟ قال :" تستحليهم المنايا ، وتنفس عليهم أمتهم " قالت : فقلت : فكيف الناس بعد ذلك ، أو عند ذلك ؟ ! قال :" دَبَى ، يأكل شداده ضعافه ، حتى تقوم عليهم الساعة " [2]. الدبى – مقصور - ، و هو : الجراد قبل أن يطير . وقيل : هو نوعٌ يشبه الجراد ، و احده " دباة "[3] .

و في رواية عن عائشة أيضاً بلفظ :" يا عائشة إن أول من يهلك من الناس قومكِ ! قالت : جعلني الله فداك ، أبني تيم ؟ قال : " لا ، ولكن هذا الحي من قريش ، تستحليهم المنايا و تنفس عنهم ، أولُ الناس هلاكاً ! " قلتُ : فما بقاء الناس بعدهم ؟ قال :" هم صلبُ الناس ، فإذا هلكوا ، هلك الناس " . خرجه أحمد في المسند قال : ثنا موسى بن داود قال : ثنا عبدالله بن المؤمل عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها . قال الألباني رحمه الله :" و عبدالله هذا ضعيف ، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم " [4] .

ليس معنى الأحاديث المتقدمة في فناء قريش عدم وجود أحد ينتسب إلى قريش على وجه الصحة في العصور المتأخرة ، فإن الواقع يكذب ذلك ، و لازلنا نشهد صحة انتساب فئام كثير من الطالبية إلى قريش ، فما بالك ببقية قريش ! .


نعم ، قد لا تشتهر نسبتهم أنهم من قريش ، لكن لهم وجود ، علم ذلك من علمه وجهله من جهله ! و يكون المراد بتلك الأحاديث - والله أعلم - أن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن فناء أمرهم و اجتماع الناس عليهم ، و ليس المراد بها التعرض لبقاء عقبهم ووجود نسلهم إلى آخرالزمان.

و يؤيد ذلك أنه قال في الحديث :" أسرع قبائل العرب … " ، فدل على أن بقية قبائل العرب ستفنى ، ولكن بعد قريش ، وليس في ذلك دلالة على عدم بقاء احد من العرب في العصور المتأخرة ؟! و لا يقول بهذا إلا من كان فيه أثر من آثار الشعوبية . و لازال أهل العلم يقررون منذ القرون الأولى إلى هلم جرَّا في عقائدهم : تفضيل بني هاشم ، و قريش ، و العرب على غيرهم ، و اعتقاد أنهم أجناس فاضلة .. و هم لا يقررون ما لا وجود له أو لا فائدة منه .

و لهذا لما تكلم الحافظ ابن حجر عن اشتراط شرط القرشية في " الإمامة " ، قال عن أشراف الحجاز و سادة اليمن :" … فإن بالبلاد اليمنية ، و هي النجود منها ، طائفة من ذرية الحسن بن علي لم تزل مملكة تلك البلاد معهم من أواخر المائة الثالثة ، و أما من بالحجاز من ذرية الحسن بن علي ، و هم أمراء مكة - يعني : ذرية محمد أبي نمي الأول - ، وأمراء ينبع ، و من ذرية الحسين بن علي و هم أمراء المدينة ، فإنهم ، و إن كانوا من صميم قريش ، لكنهم تحت حكم غيرهم من ملوك الديار المصرية … " أهـ.

ثم قال رحمة الله عليه : " قلتُ : الذي في مصر لاشك في كونه قرشياً ، لأنه من ذرية العباس . والذي في صعدة وغيرها من اليمن لاشك في كونه قرشيا ، لأنه من ذرية الحسن بن علي …" أهـ [5] .


و لو أخذنا في تتبع كلام العلماء و الشراح في هذا الباب لخرجنا عن أصل المقال .. !

الجمع بين روايات الحديث واجب

إنَّ روايات الحديث وقصته تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكلم عن ذهاب أمر العصبية عن قريش ، و أن اجتماع الناس عليها كما كان في صدر الاسلام لا يكون ، و بين السبب في ذلك ، و ذكر عليه الصلاة والسلام " استحلاء المنايا لهم " ، و المراد بـ" استحلاء المنايا " – و الله أعلم - : أن طلبهم للملك والإمرة و بقية شؤون الدنيا يهونُ في عيونهم الموت ، فيقتحمون موارد الهلاك و الفناء بالاقتتال على الدنيا و رئاستها ، فإذا فعلوا ذلك " هلك الناس " – كما أخبر عليه الصلاة والسلام – و ليس المراد بهلاك الناس أنهم يموتون جميعاً و تنقطع أعقابهم و أنسابهم ، فإن فهم هذا من الحديث نوعٌ من الاستهزاء و الاستنقاص لمعاني كلامه عليه الصلاة والسلام ، و هو مدفوعٌ عن كلامه و قوله عليه الصلاة والسلام ، " و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " .

و يكون مراده بهلاكهم – والله أعلم - عدم انتظام الأمر لأي طائفة و جماعة بعد قريش ، و هذا هو الواقع في أحداث تاريخ الأمة المحمدية .

و مما يؤيد عدم إرادة النبي صلى الله عليه وسلم الحديث عن انقطاع الأعقاب أو اندثار الأنساب ، ما قاله لعائشة :" يا عائشة إن أول من يهلك من الناس قومكِ ! " فقالت رضي الله عنها –و كأنها فهمت أن المراد هلاك رهطها من بني تيم دون بقية قريش ! - : جعلني الله فداك ، أبني تيم ؟ قال عليه السلام : " لا ، ولكن هذا الحي من قريش ، تستحليهم المنايا و تنفس عنهم ، أولُ الناس هلاكاً ! " فالنبي صلى الله عليه وسلم نفى إرادة هلاك الذراري وانقطاع الأعقاب ، و بين مراده من ذلك ، فقال :" و لكن هذا الحي من قريش تستحليهم المنايا و تنفس عنهم ، أولُ الناس هلاكاً "

و النبي صلى الله عليه وسلم قال – على وجه الإخبار - : إن المرأة تقول :" إن هذا نعلُ قرشي ! " ، فهو يخبرُ عن قول المرأة لا عن قوله هو صلى الله عليه وسلم ، و قد أطلعه الله عز و جل أن من النساء من ستقول في زمن قادم :" إنَّ هذا نعلُ قرشي " ، و هذا إخبارٌ عن أمر قدري سيقع في الأجيال القادمة ، و ليس هو مما يفيد حكماً كتلك الشبهة الداحضة ، و غاية ما فيه بيان العبرة و الاستفادة مما جرى لقريش في صدر الاسلام من اقتتالها و افتتانها بطلب الملك و الإمارة والحروب و إراقة الدماء ، و قد استفاد من هذا التحذير النبوي أقوامٌ و فئامٌ كثيرون من قريش ، فكانوا ممن اعتزل الفتن و نأى بنفسه عنها .

فالحديث كما هو واضح لمن تأمله خرجَ مخرج بيان الأمثال المضروبة ، التي ستجد في الناس ، و الخلاف معروف عند الأصوليين هل تؤخذ الأحكام الشرعية من الأمثال المضروبة أم لا ؟ و حتى لو قيل بجواز أخذ الأحكام التكليفية من الأمثال ، فإن تلك الشبهة لا تستفاد من هذا الحديث !

وكما وقع أولئك في القول بتلك الشبهة ، فقد أفرط آخرون فتلمسوا الاستدلال على كثرة قريش و آل البيت من طرق متنوعة ، فمنهم من استشهد بحديث الصلاة الابراهيمية في التشهد ، و فيه قوله صلى الله عليه وسلم :" … اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد … " . فقال : " البركة تقتضي كثرة العدد " [6] ! .

وهذه مقدمة غير صحيحة ، فإن البركة لا تقتضي كثرة العدد دائماً ، و لا يظهر أن هذا مراداً في الحديث ، و لم نجد أحداً من الشراح ينص عليه ، فقد يكون الشيء مباركاً و هو واحد ، أو قليل كما في قوله تعالى في عيسى عليه الصلاة والسلام :" وجعلني مباركاً أينما كنت " . و لهذا نهى الله نبيه عن أن يعجب بكثرة أموال و أولاد الكافرين والمنافقين كما في آيتين من سورة التوبة ، و كانت تلك الكثرة سبباً لعذاب النفس وشقاء العمل :" إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم و هو كافرون " .
و يكون دعاؤه لآل محمد في الصلاة الابراهيمية بالبركة مراداً به : طلب الخير لهم ، و دوامه و زيادته دون الالتفات إلى كثرتهم أو قلتهم ! و هذا الدعاء قد يتحقق إذا وجدت شروطه ، وقد لا يتحقق إذا وجدت موانعه .


تذييلٌ لابد منه

لقد ذكر أهل العلم أن عدد آل البيت كثير منذ القديم ، و استدل بعضهم ببعض الآثار والأدلة الواردة في هذا الشأن . و من أولئك ابن حجر الهيتمي فقد بوب باباً في الصواعق المحرقة عنون له بقوله :" باب دعآئه صلى الله عليه وسلم بالبركة في هذا النسل الكريم " [7] ؛ وسبقه إلى ذلك السمهودي في " جواهر العقدين " [8].

وتنحصر أدلة من يستدل على ذلك - والله أعلم - في وجهين :

الأول : في دعآئه صلى الله عليه وسلم بالبركة في نسل علي وفاطمة رضي الله عنهما .

الثاني : أدلة عامة ، استنبط منها البعض نوعاً من الدلالة على كثرة عقب علي من فاطمة .

و ليس آل البيت ممن اختص بالإخبارعن قلتهم أو كثرتهم ، بل قد ورد النص بذلك في بعض الأجناس الفاضلة مثل الأنصار ، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة في مرض موته كما رواه البخاري في الصحيح :" وعليه ملحفة متعطفاً بها على منكبيه ، وعليه عصابة دسماء ، حتى جلس على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد أيها الناس إن الناس يكثرون ، وتقل الأنصار ، حتى يكونوا كالملح في الطعام ، فمن ولي منكم أمراً يضر فيه أحداً أو ينفعه ، فليقبل من محسنهم ، ويتجاوز عن مسيئهم " [9].
قال الحافظ في شرح الحديث المتقدم :" … وفيه إشارة إلى دخول قبائل العرب والعجم في الاسلام ، وهم أضعاف اضعاف قبيلة الأنصار ، فمهما فرض في الأنصار من الكثرة كالتناسل ، فرض في كل طائفة من أولئك ، فهم أبداً بالنسبة إلى غيرهم قليل . ويحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم اطلع على أنهم يقلون مطلقاً فاخبر بذلك ، فكان كما اخبر ، لأن الموجودين الان من ذرية علي بن أبي طالب ممن يتحقق نسبه إليه أضعاف من يوجد من قبيلتي الأوس والخزرج ممن يتحقق نسبه ، وقس على ذلك ، و لا التفات إلى كثرة من يدعي أنه منهم - الأنصار - بغير برهان … " أهـ [10].


و قد يستأنس بقوله صلى الله عليه وسلم :" … حتى يكونوا كالملح في الطعام … " ، وفي لفظ :" بمنزلة الملح في الطعام … " على بقاء من ينتسب إلى الأنصار على وجه الصحة ، لأنه :" جعل غاية قلتهم الانتهاء إلى ذلك ، والملح بالنسبة إلى جملة الطعام جزء يسير منه ، والمراد بذلك المعتدل " .أهـ[11] . و هذا الاستدلال محل بحث كما تقدم .

الوجه الأول : الأدلة الخاصة .


ورد في حديث زواج علي من فاطمة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لهما ، فقال لفاطمة :"اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " ؛ ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم " ، ثم قال :" ادخل على أهلك بسم الله والبركة " . رواه الطبراني وابن حبان وغيرهما . قال الهيثمي :" و فيه يحيى بن يعلى الأسلمي ، وهو ضعيف " [12] .

و روى النسآئي في " السنن " في قصة زواج علي من فاطمة من حديث بريدة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :" اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما في شملهما " . وخرج الحديث الدولابي في الذرية الطاهرة بلفظ:" شبليهما " [13] . قال المحب الطبري :" إن صحَّ ، فله معنى مستقيم ، و الظاهر أنه تصحيف " . أهـ [14].
و عند الطبراني و البزار :" اللهم بارك فيهما ، و بارك لهما في بنائهما " [15].


و رُوي بإسناد تالف لا يحتج به من حديث أنس بن مالك في قصة تزويج فاطمة من علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" جمع الله شملكما ، وأسعد جدكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما كثيراً طيباً " . قال أنس : " فوالله ! لقد أخرج الله منهما الكثير الطيب " [16].

دعاء النبي عليه السلام لأنس بن مالك

و مما يبين أثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ما دعا به لأنس رضي الله عنه من طول العمر وكثرة المال و الولد ، فاستجاب الله دعوته . روى أنس رضي الله عنه قال : انطلقت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ! خويدمك ! فادع الله له . فقال صلى الله عليه وسلم :" اللهم أكثر ماله ، و ولده ، و أطل عمره ، و اغفر له " . قال أنس : فكثر مالي ، وطال عمري حتى قد استحييت من أهلي ، وأينعت ثماري …" رواه أبو يعلى .

و عند البخاري في " الأدب المفرد" :" فدعا لي بثلاث ، فدفنت مائة وثلاثة ، وإن ثمرتي لتطعم في السنة مرتين ، و طالت حياتي حتى استحييت من الناس ، و أرجو المغفرة " . و ترجم له البخاري عنده بقوله :" باب من دعا بطول العمر " .

و أصل الحديث عند البخاري في الصحيح ، و ترجم له هناك بقوله :" باب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه بطول العمر و بكثرة ماله " وساق فيه الحديث بلفظ :" اللهم أكثر ماله و ولده ، و بارك له فيما أعطيته " [17]. و بوب البخاري لحديث أنس أيضاً بقوله :" باب الدعاء بكثرة الولد مع البركة " ؛ و بقوله :" الدعاء بكثرة المال والولد مع البركة " [18]. و قال الحافظ في الفتح :" … فوقع عند مسلم في آخر هذا الحديث من طريق اسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس " قال أنس :" فوالله إن مالي لكثير ، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المائة اليوم " . ووقع في البخاري في كتاب الطب من قول أنس :" أخبرتني ابنتي أمينة أنه دفن من صلبي إلى يوم مقدم الحجاج البصرة -سنة 75هـ- مائة وعشرون " . قال النووي في ترجمة أنس :" كان أكثر الصحابة أولاداً " . وقال ابن قتيبة في " المعارف " :" كان بالبصرة ثلاثة ما ماتوا حتى رأى كل واحد منهم من ولده مائة ذكر لصلبه : أبو بكرة ، وأنس ، وخليفة بن بدر " ، وزاد غيره رابعاً ، وهو المهلب بن أبي صفرة . " أهـ [19].

ولما وقع الطاعون الجارف سنة 96 هـ هلك به في ثلاثة أيام سبعون ألفاً ، مات فيه لأنس ثمانون ولداً [20]. وكان رضي الله عنه اذا طاف بالبيت طاف معه اكثر من سبعين نفساً من نسله [21].

فآئدة :

قال الداودي عن حديث أنس المتقدم :" هذا يدل على بطلان الحديث الذي ورد :" اللهم من آمن بي وصدق ما جئت به ، فاقلل له من المال والولد "الحديث ؛ وكيف يصح ذلك ، وهو صلى الله عليه وسلم يحض على النكاح والتماس الولد " . قال الحافظ متعقباً له :" قلت : لا منافاة بينهما ، لاحتمال أن يكون ورد في حصول الأمرين معاً ، لكن يعكر عليه حديث الباب !. فيقال : كيف دعا لأنس وهو خادمه بما كرهه لغيره . ويحتمل أن يكون مع دعآئه له بذلك قرنه بأن لا يناله من قبل ذلك ضرر ، لأن المعنى في كراهة اجتماع كثرة المال والولد إنما هو لما يخشى من ذلك من الفتنة بهما ، والفتنة لايؤمن معها الهلكة " أهـ[22] .

ولفظ الحديث المشار إليه في كلام الداودي هو :" اللهم من آمن بي وصدقني ، وعلم أن ما جئت به هو الحق من عندك ، فأقلل ماله وولده ، وحبب إليه لقاؤك ، وعجل له القضاء ، ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم يعلم أن ما جئت به هو الحق من عندك ، فأكثر ماله وولده ، وأطل عمره " [23].

وقد ورد الحديث بقريب من ذلك اللفظ دون التعرض لكثرة أو قلة الولد ، ولفظه :" اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك ، فحبب إليه لقاءك ، وسهل عليه قضاءك ، وأقلل له من الدنيا ، ومن لم يؤمن بك ، ويشهد أني رسولك ، فلا تحبب إليه لقاءك ، ولاتسهل عليه قضاءك ، وكثر له من الدنيا " رواه الطبراني وابن حبان عن فضالة بن عبيد [24].

الوجه الثاني : الأدلة العامة .


وهذه الأدلة متنوعة ، فمنها ما قد يسلم بوجود شيء من الدلالة فيها ، ومنها ما لا تدل من بعيد أو قريب على المقصود إلا بنوع من التكلف ، ومن هذه الأدلة :
1- قوله تعالى :" إن شانئك هو الأبتر " . استدلوا بها على كثرة عقبه عليه الصلاة والسلام ، ولما كان لا عقب له متصل من صلبه عليه الصلاة والسلام من الرجال ، قال أصحاب هذا الاستدلال ما حاصله : وردت أدلة تدل على أن عصبة ولد فاطمة إنما هي في النبي صلى الله عليه وسلم .


و استدلوا بحديث :" كل بني آدم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة ، فأنا وليهم ، وأنا عصبتهم " رواه الطبراني عن فاطمة[25] . و روي بلفظ :" كل بني أنثى فإنَّ عصبتهم لأبيهم ، ما خلا ولد فاطمة ، فإني أنا عصبتهم ، وأنا أبوهم " رواه الطبراني عن عمر [26].

2- وقوله تعالى :" وإنه لعلم للساعة " . قال ابن حجر الهيتمي :" قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين : إن هذه الآية نزلت في المهدي . وستأتي الأحاديث المصرحة بأنه من أهل البيت النبوي ، وحينئذ : ففي الآية دلالة على البركة في نسل فاطمة وعلي رضي الله عنهما ، وأن الله ليخرج منهما كثيراً طيباً ، وأن يجعل نسلهما مفاتيح الحكمة ومعادن الرحمة . وسرُّ ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أعاذها وذريتها من الشيطان الرجيم . ودعا لعلي بمثل ذلك …" أهـ [27].

ويناقش قول الهيتمي رحمه الله تعالى بأنه لم يثبت أن سبب نزول الآية أمر المهدي ، وهذا يحتاج الى توقيف ، و لا توقيف ! و قد ذكروا في تفسير الآية أقوالاً أخرى ، و ليس قول أولى من قول إلا بدليل !

ثمَّ لو قيل بأن الآية نزلت في شأن المهدي ، لما كان فيها دلالة على كثرة عقب علي ! نعم يكون في هذا الحال فيها دلالة على وجود عقب معروف له إلى قرب الساعة ، و المطلوب إثبات كثرة ذلك من الآية ، و الله أعلم .

3- حديث الصلاة الابراهيمية في التشهد ، و قد تقدم الحديث عنه .

و مع أن تلك الأدلة المتقدمة لا تنهض لاثبات المطلوب – و هو كثرة آل البيت - إلا أنه لابد من التنبه لأصل مهم في مسألة كثرة قريش و أهل البيت أو قلتهم ، و هو أن :" الناس مؤتمنون على أنسابهم " ، و الكثرة و القلة أمرٌ نسبي ، فما يكون عند بعضهم قليلاً قد يستهوله الاخرون و يرونه كثيراً ، و العكس صحيح . و لازالت طبقات الأمة عبر مر الدهور و كرِّ العصور تشهد وجود جماعات و قبائل تنتسب على وجه الصحة لهذا البيت الكريم على صاحبه أفضل الصلاة وأتم السلام ، و الله تعالى أعلم و أحكم .


________________________________________


[1] المسند ( 2/ 336 ) . والحديث في الصحيحة برقم 738 . وقال الألباني في صحيح الجامع :" صحيح " . برقم 962 .
[2] المسند ( 6/ 81 ) .
[3] النهاية لابن الأثير ( ) .
[4] السلسلة الصحيحة (4/596) .
[5] فتح الباري ( 13 / 117 ) .
[6] انظر : مقدمة كتاب " معجم ما يختص بآل البيت " للدكتور عبدالكريم الغضية .
[7] الصواعق المحرقة ( 2/669 ) ط: الرسالة . ت: الخراط والتركي .
[8] جواهر العقدين ( 2/1/ ) . ط : العاني ، بغداد .
[9] الفتح 7 / 121 .
[10] الفتح 7 / 122 .
[11] الفتح ( 7 /122 ) .
[12] مجمع الزوائد ( 9 / 206 ) . وقال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب :" وأخرج له ابن حبان في صحيحه حديثاً طويلاً في تزويج فاطمة ، فيه نكارة " أهـ . 11/ 304 .
[13] الذرية الطاهرة ( 65 ) رقم 94 . وقد جوّد الحافظ ابن حجر اسناد الدولابي ، انظر : الاصابة ( 4/378 ) . وذكر ابن ناصر : أن الصواب في الرواية لفظ :" نسليهما " . انظر حاشية الذرية الطاهرة ( ص 65 ) ت: سعد المبارك الحسن . وقد قال ابن حجر الهيتمي في الصواعق عن رواية النسائي :" سندها صحيح " ( 2/ 469 ) .
[14] ذخائر العقبى ( 74 ) ط : مكتبة الصحابة ، 1415 . ت : الأرناؤوط والبوشي .
[15] انظر : مجمع الزوائد ( 9/ 209 ) . وقال الهيثمي :" رجالهما رجال الصحيح غير عبدالكريم بن سليط ، ووثقه ابن حبان " .أهـ .
[16] ذكره ابن الجوزي في الموضوعات ( 1/417- 418 ) . والشوكاني في الفوائد المجموعة ( ص 391 ) .
[17] الفتح ( 11 / 144 ) .
[18] الفتح 11 /182 ، 183 .
[19] الفتح 11 / 145 .
[20] شرح الأدب المفرد ( 2 / 108 ) .
[21] مجمع بحار الانوار للفتني ( 1/ 166 ).
[22] الفتح 11 /138 .
[23] ضعيف الجامع برقم 1215 ، وقال الألباني :" ضعيف " . ورمز السيوطي له بـ :" الحسن " . انظر : فيض القدير ( 2/ 129 ) .
[24] انظر : صحيح الجامع للألباني برقم 1311 . وقال هناك :" صحيح " . وانظر : السلسلة الصحيحة رقم 1338 وانظر في الجمع بين الحديث والدعاء لأنس في : فيض القدير ( 2/ 129 -130 ) . والحديث إن كان ضعيفاً بلفظ القلة أو الكثرة في الولد والمال ، فلا يقاوم ما في الصحيح من الدعاء لأنس ، وقد قال عليه الصلاة والسلام :" نعم المال الصالح للرجل الصالح " . وإن صح فيحتاج إلى الجمع ، وأوجه ماقيل في الجمع ما ذكره الحافظ .
[25] ضعيف الجامع ( 4223 ) . وقال الألباني :" ضعيف " .
[26] ضعيف الجامع ( رقم 4224 ) .
[27] الصواعق المحرقة ( 2 /469 ) .






رد مع اقتباس
   
   
قديم 05-25-2011, 07:58 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابوسعيد1
العضو الملكي

الصورة الرمزية ابوسعيد1

إحصائية العضو







 

ابوسعيد1 غير متواجد حالياً

 


كاتب الموضوع : الشريف رميثة المنتدى : الأنساب الهاشمية
افتراضي

اللهم صلى وسلم عليه

بارك الله فيك.







رد مع اقتباس
   
   
قديم 05-29-2011, 11:02 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
رباح القوبع الشريف
باحث في التاريخ

الصورة الرمزية رباح القوبع الشريف

إحصائية العضو







 

رباح القوبع الشريف غير متواجد حالياً

 


كاتب الموضوع : الشريف رميثة المنتدى : الأنساب الهاشمية
افتراضي

مشكور على الموضوع الجميل







رد مع اقتباس
   
   
قديم 07-25-2011, 02:23 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الهلفي
عضو متألق جدا

الصورة الرمزية الهلفي

إحصائية العضو






 

الهلفي غير متواجد حالياً

 


كاتب الموضوع : الشريف رميثة المنتدى : الأنساب الهاشمية
افتراضي

مشكور على الموضوع الجميل







رد مع اقتباس
   
إضافة رد

   
مواقع النشر (المفضلة)
   


   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
   

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir