أحدثت صربيا المفاجأة الثانية في نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA وذلك عندما هزمت ألمانيا بهدف وحيد سجله يوفانوفيتش (37) من اللقاء الذي جمعهما على ملعب نيلسون مانديلا باي في مدينة بورت إلزابيث ضمن الجولة الثانية للمجموعة الثالثة.
المفاجأة الصربية تأتي لسببين الأول خسارتها لقاء الإفتتاح أمام غانا وسط عرض غير مقنع 0-1، والثاني القوة الهجومية التي أظهرتها ألمانيا عقب الفوز والعرض الكبيرين أمام أستراليا 4-0.
وقدم المنتخب الصربي عرضا طيبا غيّر به الوجه الذي ظهر به أمام غانا، فيما أهدر الألمان الكثير من الفرص أهمها ركلة الجزاء التي ردها الحارس ستويكوفيتش للنجم بودولسكي، وشهدت الأحداث نقطة تحول كبرى بطرد المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزة في الدقائق الأخيرة من الحصة الأولى.
وعادت صربيا إلى طريق المنافسة على التأهل بحصولها على 3 نقاط متساوية مع ألمانيا بذات الرصيد.
أرادت كتيبة "المانشافات" أن تفرض إيقاعها على مجريات اللقاء منذ صافرته الأولى، فكان الخيار الهجومي هو الأمثل للألمان، معتمدين في ذلك على أوزيل ومولر وبودولسكي ومن خلفهم شفاينشتايجر وسامي خضيرة وبتقدم المساندة من فيليب لام وبادشتوبر.
وكادت الماكينات أن تترجم المخططات على أرض الواقع وبدون مقدمات عندما إخترق لام من الجهة اليمنى وعكس الكرة العرضية نحو كلوزة لكن الدفاع أبعدها لكن ليس إلا أمام بودولسكي الذي سددها دون تردد لتمر سريعة بجور القائم (7).
كانت من المفروض أن تمنح هذه الفرصة المزيد من الثقة للأبيض لمواصلة الضغط وتكرار مشاهد الخطر، لكن ذلك لم يحدث، إذ تنبه دفاع المنتخب الصربي لضرورة إغلاق المنافذ المشرعة من جهة ومواصلة الضغط بشكل أكبر على مفاتيح القوة الألمانية.
بل كان العمل يتم بهدوء لإنشاء هجمات مرتدة كانت توجب رفع حالة التأهب لدى الألمان، حيث تقدم كراسيتتش من الجهة اليمنى وعكس الكرة لتصل أمام يوفانوفيتش الذي سددها عالية عن المرمى (11).
حافظ الألمان على سيطرتهم النسبية على الكرة وكانوا أكثر وصولا لمناطق التهديد الصربية لكن لم تجد كراتهم ذات الفاعلية التي كانت عليها في اللقاء الأول، حيث بذل فيديتش وسوبوفيتش جهدا في منع كلوزة من إستغلال الكرات العرضية، وأغلقت الطريق حول منطقة الجزاء أمام مولر وأوزيل وبودولسكي، وهو ما رفع من حالة "العصبية" لترتفع البطاقات الصفراء عدة مرات.
لتكون هذه البطاقات نقطة التحول الأولى في اللقاء، حيث إنساق كلوزة وراء إستعادة الكرة مرتين، لينال بطاقتين على فترات متباعدة لكن النتيجة خروجه بالبطاقة الحمراء (36).
وقبل أن يرتب يواكيم لوف أوراقه ويعود الهدوء للاعبيه، كان كراسيتش ينفذ من المساحة الشاغرة في الجبهة اليمنى ويعكس كرة عالية إرتقى لها المهاجم العملاق زيجيتش وهيأها قبل لام وميرتساكر أمام المتقدم يوفانوفيتش الذي لم يجد صعوبة في هز الشباك وهو على مسافة خطوات ليس إلا ليحرز هدف صربيا الأول (37).
حاول الألمان الرد في الدقئق الأخيرة قبل العودة لغرف الملابس متأخرين بالهدف، وقبل ان تطلق الصافرة كانت عرضية أوزيل تحدث دربكة داخل صفوف الدفاع الذي هيأ الكرة أمام سامي خضيرة داخل منطقة الجزاء ليسددها صاروخية إرتدت من العارضة (45).
عاد الألمان بذات الحماس بل بأكثر من ذاك الذب بدأوا به اللقاء، رغبة منهم في تعديل الكفة بوقت مبكر قبل ان يداهمهم الوقت، وبالفعل لم يتأخر التهديد الذي أخذ شكل "المسلسل" حين سدد شفاينشتايجر كرة قوية أبعدها الحارس ستويكوفيتش بقبضة يده (54).
ثم مرر أوزيل كرة شرخ بها الدفاع وترك بودولسكي يدخل منطقة الجزاء من زاوية منحرفة ليسدد لحظة خروج الحارس وتمر الكرة بجوار القائم (57).
وعكس لام كرة أرضية حولها أوزيل بمهارة أمام بودولسكي الذي إختار التسديد بالشباك الجانبية (58).
ولاحت أثمن الفرص بعد ذلك عندما عكس بودولسكي كرة عرضية أمام المرمى "سبح" فيديتش بالهواء خلفها لكنه لامسها بيده لتكون ركلة الجزاء التي سددها بودولسكي ليتمكن الحارس ستويكوفيتش من منعها في هز الشباك (60).
خيبت أمل تلك التي سادت بعد ذلك على محيا "المانشافات" وتجلى ذلك بعدم القدرة على مواصلة الضغط خصوصا في إلغاء الخطورة الصربية، ليستغل كراسيتش ذلك ويخترف بسهولة من الجهة اليمنى ويمرر إلى يوفانوفيتش داخل منطقة الجزاء ليستدير ويسدد الكرة لم يمنعها من هز الشباك سوى القائم الأيمن لمرمى نوير (66).
وكادت صربيا أن تقضي على النتجية عندما عكس كراسيتش وصلت رأس زيجيتش لتلامس العارضة قبل أن تخرج (73).
أحدث لوف تعديلات هجومية بإشراك كاكاو ومارين بدلا من مولر وأوزيل دفعة واحدة ثم أتبعهما بدقائق قليلة بجوميز بدلا من بادشتوبر، فيما عزز آنتيتش قوى الدفاع وخط الوسط باشراك كاتسار وبيتروفيتش بدلا من نينوكوفيتش وكوزامنوفيتش.
هدأت وتيرة الصخب الهجومي الألماني على عكس المنتظر، ذلك أن الدفاع الصربي تراجع كثيرا لملئ المساحات في نصف ملعبه، ولم تسنح المزيد من الفرص المناسبة للتهديد، فسدد بودولسكي كرة أرضية مرت بجوار المرمى (82).
لتمضي الدقائق الأخيرة سريعة على الألمان ثقيلة على الصرب الذين تمسكوا بالفوز حتى تأكد مع الصافرة الأخيرة.
صربيا "تفاجئ" كتيبة المانشافات
العرض العادي
