النظرة الصحيحة إلى علم النسب
بقلم / الشيخ العلامة حمد الجاسر رحمه الله
لعل من أهم ما ينبغي أن يتوخاه الباحث في أي علم من العلوم إدراك حقائق أهمها :
* الغاية من ذلك العلم
* وعلى أي أساس من أسس المعرفة قام
* وما هو أثره في حياة المجتمع ؟
والنظرة الصحيحة إلى علم النسب توضح أن الغاية منه البحث عن الروابط القوية بين الشعوب والأسر وذوي القرابة ، لينشأ التعارف الموجب للتواصل والتقارب اللذين بهما تقوم حياة المجتمع على أسس قوية من المحبة والأخوة كما في الآية الكريمة ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) وفي الأثر : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ) فالتواصل هو أسمى الغايات من معرفة الأنساب .
ومتى انتفت تلك الغاية السامية التي أسسها التعارف والتآخي زالت الفائدة من ذلك العلم بل أصبح الإشتغال به من الأمور التي قد تصرف عما هو خير منه ، هذا إذا لم يصبح الإهتمام به ضارا ، وذلك عندما يتخذ وسيلة للتباهي وللتفاخر بتفضيل شعب على آخر أو قبيلة على غيرها إذ التفاضل الصحيح ما كان قائما على الأعمال النافعة كما في الحديث : ( إن الله قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وفخرها بالآباء إنما مؤمن تقي أو فاجر شقي )
ذلك أن أصل بني الإنسان عربهم وعجمهم واحد ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالعمل الصالح .
مجلة العرب الجزء 7 ، 8 صفحة 443