كان الأمير محمد العبدالله الرشيد 1873-1897 م يبدو أكثر رغبة وحرص في السلام مع قبائل بني رشيد لأنه ُ كان يدرك تماما ً أن عدم إستقرار منطقة حائل يخلق مشاكل أكثر بالنسبة له ولأنه يدرك قوة قبيلة بني رشيد ونفوذها في المنطقة لذلك عمد إلى أسترضاء أحد أبرز أركانها الشيخ عيادة بن عايد بن عجوين الرشيدي , فقام الأمير محمد ابن رشيد بإبرام معاهدة سنة 1875 م مع الشيخ عيادة ابن عجوين من أجل حماية مصالحه ومصالح الدولة التركية صاحبت النفوذ الأكبر والتي كانت تدرك هي الأخرى أن الحرب مع الطرف الأخر (قبيلة بني رشيد) ستولد سفك دماء كثيرة ونفقات باهضة تكلف الدولة التركية الكثير من المال والجهد كتلك الواقعة التي جرت أحداثها بالقرب من الخط الحديدي الحجازي (1) عندما أنكسر جيش ابن رشيد ومن جاء معه ُ من الجنود الأتراك على يد فرسان قبيلة الرشايده . لذلك كان لدى الدولة التركية الرغبة المُلحة في إقامة سلام في المنطقة . وهو الأمر الذي من شأنه أن يخدم مصالح الإمبراطورية العليا خصوصا ً في تلك الفترة المظطربة من عمر الإستعمار التركي . وبموجب هذا أقيمت معاهدة سلام بين الشيخ عياده ابن عجوين والأمير محمد ابن رشيد تنص الإتفاقية على أن لايقوم أحد الطرفين بمهاجمة الطرف الأخر وبموجب ذلك لاتُجمع الزكاة لصالح الحامية التركية من الشيخ عيادة ابن عجوين وجماعته ومن ينزل في حِماه وعلى هذا الأساس تمت المُصالحة وقامت معاهدة بين الطرفين وبذلك أستطاع الشيخ عيادة العجوني مُستغلا ً نفوذه الواسع أن يتوغل وجماعته في أراضي ومراعي لم يصل لها أحد من القبائل في ذلك الوقت إذا كانت تعتبر من حِما ابن رشيد الذي يستمد قوته من الدولة التركية (2) القوة العظمى المُـهيمنة على المنطقة بأسرها .
**********************************
(1) الأحداث التاريخية لنجد , تأليف البكباشي العثماني حسن حسني .
(2) حرب الصحراء , تأليف جون غلوب باشا , صفحة 55 ,56 , 57 ,58 .
0ورد ذكر لهذه المعاهدة في وثائق وخطابات محفوظة لدى ابراهيم بن جميعة أحد رجال حائل المعروفين في عهد دولة ابن رشيد.