بين النظرة التقليدية لأمين المكتبة والوجه المعاصر لاختصاصي المعلومات
يذهب البعض إلى أن أمين المكتبة ليس صانعاً للتاريخ كما أنه ليس صانعا
للانتاج الفكري . . ولكنه حلقة وسيطة، وإسهامه يتصل بالكتب التي يحافظ
عليها وبالباحثين الذين يقرأون هذه الكتب ويدلل هؤلاء على هذا الرأي بأن
الأمناء المشهورين في التاريخ، قد اشتهروا بشيء أخر غير المكتبات . . أي أن
هناك شيئا آخر - زيادة على المعلومات الفنية المكتبية - هو الذي يجعل الأمين
رجلا عظيماً مرموقاً.
وهنا ينبغي أن نؤكد على أن أمين المكتبة ليس مجرد شخص يعرف معلومات
فنية فقط . . وليس هو مجرد حارس على الكتاب والمكتبة . . وليس مجرد حلقة
وسيطة بين الكتاب وقارئه بل هو في العصر الحاضر مفسر للانتاج الفكري ومقيم
له أيضا ً. . وأمين المكتبة - أوأخصائي المعلومات في عصرنا الحاضر - هو بالضرورة
أخصائي في بعض فروع العلوم الطبيعية أو الاجتماعية أو الانسانية بالاضافة
إلى دراسته وخبرته بمفاهيم المعلومات والمكتبات والاتصال.
لقد تعدلت مفاهيم المكتبات - في محتواها العلمي والنظري - مع تطور
المكتبات المتخصصة وتأكيدها على خدمة المعلومات الديناميكية الإيجابية وعلى
الأساليب الفنية المتطورة لاسترجاع المعلومات . . ولقد اعتبر البعض هذا
التطور - بأجهزته الالكترونية وبأساليبه ووظائفه الجديدة - مكوناً لعناصر نظرية
جديدة للمكتبات أو الأساس الأكاديمى والتكنولوجى للمكتبات أوعلم المعلومات
كأسماء معاصرة للتعبير عن وجه المهنة الجديد.
[msg]المصدر كتاب المدخل إلى علم المعلومات والمكتبات د.أحمد بدر .[/msg]