بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم ان من البين ان بعض من اهل الانساب يسقط الى اهل نسب آخر , بقرابة اليهم او حلف او ولاء او لفرار من قومه بجناية اصابها فيدعي بنسب هؤلاء ويعد منهم في ثمراته من النعرة والقود وحمل الديات وسائر الاحوال , واذا وجدت ثمرات النسب فكأنه وجد لأنه لا معنى لكونه من هؤلاء ومن هؤلاء الا جريان احكامهم واحوالهم عليه , وكأنه التحم بهم , ثم انه قد يتناسى النسب الاول بطول الزمان ويذهب اهل العلم به فيخفى على الاكثر ومازالت الانساب تسقط من شعب الى شعب ويلتحم قوم بآخرين في الجاهلية والاسلام والعرب والعجم (( الى زماننا هذا )) , وانظر خلاف الناس في نسب آل المنذر وغيرهم يتبين لك شيء من ذلك ومنه شأن بجيلة في عرفجة بن هرثمة لما ولاه عمر عليهم فسالوه الاعفاء منه وقالوا :
هو فينا لزيق (( اي دخيل ولصيق )) وطلبوا ان يولي عليهم جريراً فسأله عمر عن ذلك , فقال عرفجة :
صدقوا يا امير المؤمنين انا رجل من الازد , اصبت دما في قومي ولحقت بهم , وانظر منه كيف اختلط عرفجة ببجيلة ولبس جلدتهم ودعي بنسبهم حتى ترشح للرئاسة عليهم لولا علم بعضهم بوشائجه ولو غفلوا عن ذلك , وامتد الزمن لتنوسي بالجملة وعد منهم بكل وجه ومذهب . فافهمه واعتبر سر الله في خليقته ومثل هذا كثير لهذا العهد ولما قبله من العهود والله الموفق للصواب بفضله وكرمه .
منقول من :
كتاب ابناء الامام في مصر والشام (( الحسن والحسين )) تأليف ابن طباطبا المتوفى 478هـ