يلاحظ أن كثيرا من المسلمين يلتبس أو يلبس عليهم بأن الرد على شخص ما وبيان حاله وما خالطه من باطل وظلم بالبينات والحجج والبراهين أو التعريض ببعض أو كل ما عرف عن ذلك الشخص من باطل واشتهر عنه أن ذلك الرد وذاك النقاش وتلكم المحاججة يحق لقائل أن يقول إنها شخصية ؟! وكيف تكون شخصية وقد توفر فيها ما ينآ بها عن ذلك مثل :
1- الاخلاص لله في الرد وهذا أمر خفي ويمكن معرفة خلافه بالقرائن وهي إذا لم يتحقق جل الآتي .
2-أن الرجل صدر نفسه وتكلم في المجالس واشتهر عنه ذلك .
3- تيقن أن ما يدعو إليه باطل .
4- أنه داعية باطل يجند جنودا لنشره والدعوة إليه .
5- الرد بعلم وحجة وعدل .
6- متصدر الرد عالم متيقض ولو بخصوص هذه المسألة .
ولتعلم أخي الحبيب أن ما من دعوة قامت لبيان الحق وقام أصحابها برد الباطل على أهله إلا رماها أهل الباطل بالشخصية وشيعوها بين الناس حتى شاعت إلا أنها تبقى مناورة يائسة في ميدان المحاججة والمناقشة سرعان ما تنكشف ويتجلى من بينها الحق ويزهق الباطل ويندثر ويندثر دعاته معه إلى الأبد أو إلى زمن يجد فيه أصحابه مناورة أخرى يلبسون على الناس فيها الحق بالباطل ثم تعود المعركة بين أهل الحق وأهل الباطل وهكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
فإن كنت أخي الكريم ممن لم يتضح لك الحق والباطل فاسأل أهل العلم والذكر فيها فإن تبين لك وإلا فأمسك عليك لسانك واحفظ قلبك وسمعك إلى حين أن يتبين لك
هذا ما يسره الله العلي الكريم بمنه وفضله فإن كان صوابا فبفضل الله وكرمه وإن كان غير ذلك فمن تقصيري في جنب الله واسرافي على نفسي أسأل الله المغفرة
كيف تعرف حظ النفوس في الردود !
العرض العادي
