العونة والضواعن من العجمان
يقول عبدالله الدامر أمير الضواعن من العجمان أمير هجرة جودة :
( غزينا ومعنا أربعة من العونة منهم ، كردي بن عويد و عبدي بن جسار ، وكان عمري اثنى وعشرين سنة فشاهدنا قافلة قادمة من الإحساء متجهة إلى الرياض فغزيناهم وأخذناهم ثم رجعنا إلى جودة وفي أثناء العودة فقدنا عبدالله بن مخيال العجمي فتشاورنا ولم نعرف هل أصيب أم قتل ؟ وكنا خائفين من طلب ابن سعود فأنتدبت ربعي الضواعن خاصة فقال أحدهم واسمه دبيان : أنا أرجع معك وسكت بقية القوم ؟ فقال الذين معنا من العونة : نحن نرجع معك ، فرجعنا معا حتى وصلنا مكان القافلة التي كسبناها ولم نجد عبدالله المخيال ؟ فلما رجعنا واقتربنا من ربعنا الضواعن فإذا عبدالله المخيال يبرا لهم من قريب فرجعنا جميعا حتى وصلنا عدّ يقال له : أبو جفال لنسقي ما كسباه من الإبل وأكثر ما يرد أبو جفال الدواسر وهو من مياههم ، وعندما اقلبنا على أبو جفال وجدنا عليه من الإبل المجاهيم وكنّ ذودين فقلت لأصحابي : يا جماعة لا تستعجلون لنمسك براعي الإبل أولا حتى لا ينذر أهل الماء وبينما نحن كذلك شاهدنا الراعي فركب ذلوله وولى هاربا فقلت : لأهل الجيش السبّق ممن معنا يا فلان ويا فلان ألحقوا الراعي فقال واحد من العونة وهو أصغرهم سنّا : يا عبدالله اجعلني منهم ، فقلت : لا لا تروح ؟ فأنطلقوا خلف الراعي طلبا له وللإبل لكن العوني صغير السن ركب على قعوده دون علمي ولحق بالراعي والإبل ، أما الذين انتدبتهم فرجعوا ولم يدركوا الراعي والإبل ؟ أما العوني فلحق الإبل من طرفها وهو يدعيها فأتته الإبل ظنّا منها أنه راعيها فلما أقبلت عليه وتجمعت سار بها نحونا ، فقلت لإصحابي : الإبل تنطحنا وراعيها فيها ما يشوف القوم ؟ فما اقترب فإذا هو العوني فأخذنا الإبل وسقناها معنا حتى ابتعدنا من الطلب ثم استدعيت العوني صغير السن فقلت له اخذ وتخيّر من الإبل خيارها فأخذ ناقة وبنتها ، فقلت له : بعد تخيّر فذهب وأخذ ناقة وبنتها )