أعلم _ رحمك الله _ أن من خير ما تخطه الأنامل، وتزين به الضمائر، وتحبر به الدفاتر، قصص الأنبياء سادة البشر، التي تجري أنهارها بالفوائد والدرر، وتثمر نخيلها المواعظ والعبر.
لذلك أحببت أن أضع بين يديك، وأنثر أمام عينيك بعض ثمار تلك الجنان الزاهرة، وجواهر أنهارها الزاخرة.
ولنبدأ _ بارك الله فيك _ تلك السلسلة الباهرة، بقصة أبي الأنبياء _ عليه السلام _ ، فأقول وبالله أستعين:
إن حكمة الله تعالى اقتضت أن يخلق سبحانه وتعالى بشرا من طين، يفضله على جميع العالمين، فلما قرب الوقت المعلوم، قال سبحانه للملائكة: ( إني جاعل في الأرض خليفة )، فقالوا تعظيما وإجلالا: ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )، قال: ( إني أعلم ما لا تعلمون ) مما يترتب على إيجاده من المصالح العظيمة، والمنافع الكثيرة، فخلقه سبحانه بيده الشريفة، تكريما له وتشريفا، فأخذ قبضة من جميع الأرض، طيبها وخبيثها، سهلها وحزنها، فكان ترابا، ثم ألقى عليه الماء فصار طينا، ثم مع طول بقائه على تلك الحال صار حمأ مسنونا، ثم أيبسه بعد تصويره، فصار كالفخار الذي له صلصلة، ثم نفخ فيه من روحه، فصار بشرا من لحم وعظم وروح، ثم أراد تعالى أن يظهر علمه وفضله، فعلمه أسماء الأشياء كلها، ثم قال للملائكة: ( أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين )، قالوا: ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم )، فقال لآدم : ( أنبائهم بأسمائهم ) ، ( فلما أنبأهم بأسمائهم ) أمرهم أن( يقعوا له ساجدين ) احتراما له وتبجيلا، وتوقيرا له وتكريما، فسجدوا جميعا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين، فقال له تعالى: ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )، قال مستكبرا: ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )، فقال له تعالى: ( اهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ).
فقال حين أيقن الدخول في زمرة المجرمين: ( رب فأنظرني إلي يوم يبعثون ).
ولتكملة القصة تفضل بزيارة مدونة يونس صباحي على الرابط التالي:
http://younisalsabahy.wordpress.com/...4%D8%A7%D9%85/
لتكملة قصة آدم عليه السلام.
قصة آدم عليه السلام
العرض العادي
