بسم الله الرحمن الرحيم
منقول بقلم احد الاشراف الخواجية والعهدة على الناقل
عاتق البلادي وقبيلة الحويطات
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنـزيل : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عندالله أتقاكم إن الله عليم خبير ) الحجرات17. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمين القائل : " ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري. ........ وبعد:
لقد زرت الشيخ عاتق بن غيث البلادي المؤرخ والجغرافي والنسابة المعروف صاحب المؤلفات المتعددة والقيمة والموسوعية في تاريخ ومعالم وأنساب أهل الحجاز والجزيرة العربية . في داره العامرة بحي ساحة إسلام بمكة المكرمة ، في مجلسه الأسبوعي (مساء كل يوم أثنين) ، وشاهدت البشر والسرور يفيضان على وجهه السمح الكريم فسألته مبادراً مابالك أبا غيث ، فحدثني بسماحة وتواضع العلماء قائلاً: إن الحكم النهائي صدر أخيراً من ديوان المظالم لصالحه في القضية التي رفعها ضده لوزارة الأعلام عدد من أفراد قبيلة الحويطات بدعوى أنه أساء لهم وطعن في نسبهم في كتابه (رحلات في بلاد العرب "في شمال الحجاز والأردن") ، وطالبوا بوقف نشر الكتاب، وأن يقدم عاتق البلادي اعتذاراً مكتوباً ، في كافة الصحف السيارة لقبيلة الحويطات. وانطلقت القضية منذ مايزيد على خمس سنوات ،وكلف هؤلاء النفر محامياً قُدرت أتعابه بمائتي ألف ريال سعودي.
وصدر الحكم رقم 162/د/ج/8 لعام 1424هـ من الدائرة الجزائية الثامنة بفرع ديوان المظالم بجدة ، وانعقدت الدائرة الجزائية الثامنة المشكلة بقرار معالي رئيس ديوان المظالم المكلف رقم 16 لعام 1424هـ من:
1-محمد بن سعد التويم المستشار بديوان المظالم رئيساً
2-أحمد بن عبده العكور المستشار بديوان المظالم عضواً
3-محمد بن صلاح الحصيني المستشار بديوان المظالم عضواً
وبحضور أمين سر الدائرة/ عبدالله السويح.
وقد أحيل الكتاب مثار الدعوة إلى المختصين في قسم التاريخ بكلية الشريعة "جامعة أم القرى" ، وبعد دراسة مستفيضة ، خلاصتها ( لم يتعرض –المؤلف- لقبيلة الحويطات الحالية بقدح بل ذكر فروعهم ومنازلهم وأسماء شيوخهم ، واتساع عددهم وهذا إحسان لهم ولغيرهم من الباحثين..)
وتضمن قرار ديوان المظالم ما خلاصته أيضاً ( وحيث أن الأمر ماذكر ولأن مناط الحكم في هذه الدعوى يتمحور حول الادعاء بأن المؤلف قد تعرض لقبيلة الحويطات بما يوحي بالنقص منهم في مؤلفه.
وحيث اتضح أنه لاصحة لهذه الدعوى ..... وحيث اتضح أن المؤلف قد سلك المنهج العلمي في كتابه وأن ماورد فيه عن قبيلة الحويطات لا يعتبر من قبيل القدح أو الإنقاص من هذه القبيلة ..... لذا فإن القرار المتظلم منه يكون قد صدر على غير سند من النظام مما يوجب الحكم بإلغائه.)
وفي ختم التدقيق العبارة التالية: ( تأيد هذا الحكم من دائرة التدقيق الخامسة بقرارها رقم 14 وتاريخ 1424هـ وأصبح نهائياً واجب النفاذ.)
فطلبت من الشيخ عاتق أن يحدثني بتفاصيل القضية : فأبلغني بأنه عرض على من تقدم له من قبيلة الحويطات-غفر الله لهم- الاحتكام إلى عدد من النسابة المعروفين من الأشراف ،أوغيرهم من أمثال الشيخ حمد الجاسر رحمه الله (علامة الجزيرة) ، فرفضوا ، فعرض عليهم الاحتكام إلى القضاء الشرعي فرفضوا، وتقدموا بدعواهم إلى وزارة الإعلام السعودية ، وانتهى الحكم من ديوان المظالم لصالحي . كما هو مبين أعلاه.
وزودني بصورة من قرار الحكم الصادر من ديوان المظالم ،ونسخة من كتابه المذكور أعلاه مثار الدعوة ، ومما اطلعت عليه في الكتاب أن الشيخ عاتق تحدث بتقدير واحترام عن قبيلة الحويطات ، مبتدأً قوله عنهم بما يلي: ( قبيلة عربية كبيرة تمتد أراضيها في شمال غربي الحجاز وداخل الأردن إلى معان ، فتملأ تهامة الحجاز بين جنوب ضبة والعقبة، ومعظم إقليم الشراة في الأردن...) وبعد حديثه عن دعوى انتسابهم إلى الأشراف التي سترد تالياً ، تحدث بتفصيل عن فروع الحويطات ومنازلهم.
وأما تعليقه على دعواهم النسب الهاشمي ورفضه لهذه الدعوى وإبطالها بالحجة الدامغة ، والذي فرضته عليه منزلته العلمية ؛ومعرفته بالتاريخ والأنساب ، وخشيته من أن يكتم علماً علمه الله سبحانه إياه. كالتالي:
(..ومن غريب ماقيل في نسب الحويطات ماقاله " عدنان عطار" مؤلف سوري في كتاب سماه " الحويطات" قال: والحويطات فرع من الدوحة النبوية ، وينتسبون إلى أسرة الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وابنته فاطمة الزهراء ، كما تشير إلى ذلك شجرة النسب المحفوظة لدى مشايخ آل جازي والمنشورة كإحدى وثائق الكتاب، وذلك عن طريق زواج أبي عبيدة بن الجراح بالسيدة الشريفة بستانة بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه من زوجته فاطمة الزهراء، وقد خلّفت السيدة بستانة اسحاق الذي تزوج من المليحة بنت الحسن بن علي ... الخ.
وأقول : هذا النسب يغلب عليه الوضع والتلفيق ، ولو لم يتلقفه بعض القراء فيسلموا به لما التفت إليه، وكي نعريه نبدأ مناقشة بسيطة معه:
1-لم نجد في كتب التراجم أي أساس لهذا النسب وخاصة تلك التي تعتني بالهاشميين.
2-أغلب المراجع يصرح بأن أبا عبيدة رضي الله عنه انقرض نسله.
3-الحسين بن علي ولد سنة سبع للهجرة ثم جاء من بعده محسن، وابن الجراح توفي سنة"18" للهجرة ، أي أن احتمال زواج أبي عبيدة من ابنة علي المولودة بعد محسن هو احتمال مستبعد، وخاصة إذا عرفنا أن أبا عبيدة قضى كل خلافة عمر في بلاد الشام بعيداً عن المدينة.
4-ذرية النبي صلى الله عليه وسلم –الأشراف والسادة- لهم امتياز خاص وهو أنهم لا يزوجون بناتهم لغيرهم ، وهو أمر مشاهد إلى اليوم ، وبعكس ذلك الحويطات يكره كثير من القبائل التزاوج معهم. والحويطات قبيلة ذات بأس وشجاعة مشهودة تدل على عراقة أصلها، ولو كانت مع هذا ترقى إلى الدوحة النبوية لكانت مخطب ود بقية القبائل.
5-ليست هناك أسرة في الحجاز تنتسب إلى الدوحة الهاشمية فلا يرد لها ذكر في كتب التأريخ والأنساب. بل الأنصار وعدوان لهم نسب معترف به عند الناس موروث ، ولا يزوجون بناتهم لغير بني هاشم.
6-أكاد أجزم بأن الحويطات هم بقايا جذام لأن هذه ديار جذام ولم نجد رواية شعبية – مثلاً تشير إلى أنهم أتوا من جهة معينة.
7-جميع الروايات المتناقلة مع شيوخ الحويطات وبني عطية وعنـزة تقول : إن الحويطات ذرية " حويط " وسبب تسميته بذلك بناء حائط على نخل له في ضبة أو العقبة.
8-إن ذرية رجل من القرن الأول الهجري لايمكن أن تكون قبيلة ذات خطر في القرن التاسع كما تقدم، خاصة في تلك العهود حيث يحصد الناس بعضهم وتفتك بهم الأمراض والمجاعات.
9-القبائل العربية العريقة كعنـزة وبلي تجعل الحويطات في عداد " عوج دخان" –أي في عرفهم من لايستطيع إثبات نسبه في قبيلة عريقة- غير أن كلاً من ابن رفادة وعيد بن حرب تزوج من الحويطات، فهي قبيلة رفيعة غير أنها لا تحلم بالوصول إلى درجة الهاشميين، والواقع أن كثيراً من الكتاب تخبط وخلط في أنساب القبائل؛ و" كلكم لآدم وآدم من تراب" و " لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى".
10-يغرب العطار أو ينسى فيقص قصة قابلة للحذف فينسب حويطاً بأنه غازي بن محمد العوام بن بركات من أولاد الحسن بن علي رضي الله عنه. فكيف يكون ابن بستانة بنت علي ثم يكون ابن الحسن بن علي؟! وعموماً فالرواية عن شيوخ الحويطات نقلاً شفوياً، لم يظهر على الشجرة المرفقة سوى بركات على أنه الجد الأعلى.
وفي مكان آخر يقول:هاجر جد الحويطات من "الجزيرة" العربية إلى منطقة العقبة واستوطنوا هناك حوالي القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلادي . أي أن حويطاً عاش في القرن التاسع أو العاشر! فهل يعقل أن يكون نسله قبيلة تعيث في الأرض فساداً في وسط القرن العاشر الهجري كما ثبت ذلك في نصوص درر الفوائد المنظمة؟ بل أن الدرعي ذكرهم في القرن التاسع الهجري ، وقال عليهم درك الطريق. من كل ما تقدم تصبح رواية العطار هذه غير ذات موضوع، بل موضوعة. انتهى ، نقلا عن كتاب " رحلات في بلاد العرب-في شمال الحجاز والأردن-" ، الطبعة الثانية، 1403هـ-1983م، دار مكة ،ص77.
وقد يعترض عليَّ معترض مردداً القول الشائع : ( الناس مؤتمنون على أنسابهم) :
فأنقل له قول فضيلة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد: (عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة، والفقيه المعروف، والمهتم بعلم الأنساب، وله في علم الأنساب مؤلفات مهمة وقيمة جدا) ، في كتابه : (فقه النوازل " قضايا فقهية معاصرة " ،الجزء الأول ،ص122، مؤسسة الرسالة):عن أثر (الناس مؤتمنون على أنسابهم ) : لا أصل له مرفوعاً، ويؤثر عن الإمام مالك رحمه الله تعالى. وهاهنا فائدة يحسن تقييدها والوقوف عليها وهو أن هذا ليس معناه تصديق من يدعي نسباً قبلياً بلا برهان ، ولو كان كذلك لاختلطت الأنساب، واتسعت الدعوى ، وعاش الناس في أمر مريج، ولا يكون بين الوضيع والنسب الشريف إلا أن ينسب نفسه إليه. وهذا معنى لا يمكن أن يقبله العقلاء فضلاً عن تقريره. إذا تقرر هذا فمعنى قولهم " الناس مؤتمنون على أنسابهم " هو قبول ماليس فيه جر مغنم أو دفع مذمةٍ ومنقصة في النسب كدعوى الاستلحاق لولد مجهول النسب. والله أعلم. انتهى.
وفي كتابه( التعالم وأثره على الفكر والكتاب ، دار العاصمة، ص122) يقول الشيخ أبو زيد : وكنت مرة مع شيخ جرنا الحديث معه إلى البحث في الأنساب، وأن الموالي اتسعت دعواهم النسب في العرب كادعاء العجم الفرس النسب إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال الشيخ : (الناس مؤتمنون على أنسابهم) كما قال مالك رحمه الله تعالى، فأبنت له : أن المراد به " اللقيط" فالمسلم مؤتمن عليه بحكم الشرع، يرعى أموره، ولا يتبناه. ولا يراد به ماهو شائع ، من تصديق مدعي النسب من غير بينة كاستفاضةٍ وشهرة ونحوهما؛ لأنه بهذا المعنى يناهض قاعدة الشرع من أن البينة على المدعي ، وقوله صلى الله عليه وسلم: " لو يُعطى الناس بدعواهم..." الحديث. انتهى.
-ويتحدث فضيلة الدكتور سليمان بن سالم بن رجاء السحيمي ، عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، في كتابه القيم : ( العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط) ، الطبعة الأولى ،1420هـ-2000م، مكتبة الإمام البخاري ، ص198.
عن خطورة الانتساب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما نصه: ( ويتعين على هذا ترك الانتساب إليه صلى الله عليه وسلم إلا بحق وقد جاء الوعيد الشديد في من انتسب إلى غير أبيه، أو ادعى قوماً ليس له فيهم نسب. فقد جاء في الحديث الصحيح عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه ، أو يرى عينه مالم تر، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم مالم يقل " . (صحيح البخاري مع الفتح ك المناقب (6/540) حديث –(3509)). وجاء عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار" ( البخاري (6/539) واللفظ له، وصحيح مسلم ك الإيمان باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم (1/79) حديث (112)).
وعن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام" (صحيح البخاري مع الفتح ك الفرائض باب من ادعى إلى غير أبيه (12/54) حديث(6766) وصحيح مسلم ك الإيمان (1/80) حديث (114)).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لاترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر" (صحيح البخاري مع الفتح ك الفرائض (12/54) حديث ( 6768) وصيح مسلم ك الإيمان (1/80) حديث (113) ). ففي هذه الأحاديث الوعيد الشديد لمن انتسب إلى غير أبيه أو قوماً غير قومه ، وتحريم الانتفاء من النسب المعروف والادعاء إلى غيره، وقيد ذلك بالعلم ولا بد في الحالتين إثباتاً ونفياً لأن الإثم يترتب على العالم بالشيء المتعمد له.وممايدل على عظم جرم صاحب ذلك الفعل أنه عطفه على الكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم كذب على الله وقد قال تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته} الأنعام21.
وقد ذكر القاضي عياض أنه روي عن مالك فيمن انتسب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم أنه يضرب ضرباً وجيعاً، ويشهر ، ويحبس طويلاً حتى تظهر توبته لأنه استخفاف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم. (الشفاء (2/1113)). انتهى نقلا عن كتاب : (العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط ) ص 198.
خلاصة الرأي ومجمله :
إضافة إلى ماذكره البلادي من أنه لم يجد في كتب التراجم أي أساس لنسب الحويطات ، مؤكداً أنه لاتوجد أسرة في الحجاز تنتسب إلى الدوحة الهاشمية فلا يرد لها ذكر في كتب التأريخ والأنساب. يتضح بجلاء التخبط الواضح في عمود النسب الذي ذكرته بعض المراجع الحديثة نقلاً عن بعض أفراد من الحويطات –عفا الله عنهم- فتجد في كل مرجع عمود نسب مختلف عن الآخر ، وتصيدوا اسم رجل حسيني من أبناء أمراء المدينة النبوية ؛ في القرن الثامن الهجري اسمه (حويط) وادعوا أنه جدهم ، وبينه وبين علي بن أبي طالب رضي الله عنه اثنان وعشرون اسماًً، مع العلم أنه في القرن الثامن الهجري كانت قبيلة الحويطات قبيلة كبيرة ؛وكانت تقع عليها مسئولية حماية طريق الحاج كما ذكر ذلك الرحالة الذين مروا بطريق الحاج المصري إلى الديار المقدسة ، فكيف يتسق هذا ويقبل ؟؟!!.
لم يكن رأي الشيخ عاتق البلادي في نسب الحويطات هو المتفرد به ، بل وافقه في ذلك علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله . والمستشرق فريدريك مؤلف كتاب تاريخ شرق الأردن وقبائلها)، وفؤاد حمزة في كتابه قلب جزيرة العرب) ،وسمير عبدالرزاق القطب في كتابه: ( أنساب العرب)، والدكتور جواد علي في كتابه تاريخ العرب قبل الإسلام). وسبقهم عبدالقادر الجزيري (المتوفى في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري )في رحلته (درر الفرائد المنظمة في أخبار الحج وطريق مكة المعظمة) والذي خدم في إمرة الحج المصري ويرافقه سنوات عديدة.
ومن المعلوم بداهة أن مصادر الأنساب القديمة لم تشر إلى نسب الحويطات ، وأورد ذكر مصدرين أشارا إشارة عابرة إلى حوط وليس حويط وهما:
1-كتاب ( الأنساب) للسمعاني المتوفى عام 562هـ ، ج 2 ،ص 289 . وأشار السمعاني إلى: أن حوط : يظن أنها من قرى الشام.
2-كتاب (عجالة المبتدى وفضالة المنتهى في النسب) للإمام الحافظ أبي بكر محمد بن عثمان الحازمي الهمداني المتوفى عام584هـ، حققه عبدالله كنون، ص85 . ذكر : (الحوطي) منسوب إلى حوط بطن من مذحج عامتهم بالشام.
وأنتهي إلى أن كتب أنساب الأشراف القديمة والحديثة على السواء ومشجراتهم القديمة والحديثة وكذلك مصادر تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة لم تشر من قريب أو بعيد إلى أن الحويطات من الأشراف الحسنيين أو الحسينيين إطلاقاً. وللمثال وليس للحصر : أذكر الكتب التالية:
1- عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب : لابن عنبة.
2- نخبة الزهرة الثمينة في نسب أشراف المدينة : لابن شدقم.
3- قبائل الطائف وأشراف الحجاز : للشريف محمد بن منصور بن هاشم آل عبدالله بن سرور (نسابة معاصر).
وقبل الختام : أحب أن أؤكد على حقيقة مهمة لمستها في الشيخ عاتق بن غيث البلادي وهي (صفة التسامح والتفهم من الآخرين ممن اتفقوا معه أو اختلفوا، ورفضه الغلو والتشدد في الدين) رغم اعتزازه الكبير بسنيته ونفسه وعلمه ونسبه ومكيته ، ولا أزكيه على الله ،أحسبه كذلك والله حسيبه. هذا ما أعلمه والله أعلم.
وفي ختام رسالتي : أوجه دعوة صادقة- أتوجها بكل التقدير والاحترام- إلى عقلاء قبيلة الحويطات ومثقفيها –وما أكثرهم- إلى تجاوز هذه العقبة –(دعوى النسب الهاشمي)-التي أقحمهم فيها نفر منهم بحسن نية أو بسوء نية –الله أعلم- وعليهم الحفاظ على مكتسبات ومنجزات القبيلة التاريخية ، دون نسب منحول لا يثبت لهم. واستثمار خيرات الأوطان التي يقطنونها ، لتحقيق المزيد من التقدم والرقي والرفعة لقبيلة الحويطات.
وإني إن شاء الله على ثقة أنهم سيتفهمون أن ليس من قصدي الإساءة لهم أو الحط من قدرهم -لاسمح الله- وسيتقبلون رسالتي بصدر رحب ، وعقل منفتح ، سواء من قبل محتواها منهم أو رفضها.
والله الهادي إلى سواء السبيل. 16/12/1424هـ
** نقلت الموضوع للاستفاده***
الحويطات وعاتق البلادي
العرض العادي
