سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء عن : ما هو شرح حديث: (اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في الأنساب والنياحة على الميت) وما معنى الكفر في هذا الحديث؟
الفتوى :
فأجاب سماحته بقوله : هذا حديث صحيح رواه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه .
[وفسر سماحته الطعن في النسب بأنه : ] التنقص لأنساب الناس وعيبها على قصد الاحتقار لهم والذم .
وقال سماحته : أما إن كان من باب الخبر ، فلان من بني تميم ومن أوصافهم كذا ، ومن قحطان ، أو من قريش ، أو من بني هاشم ، يخبر عن أوصافهم من غير طعن في أنسابهم فذلك ليس من الطعن في الأنساب .
[كما فسر سماحته النياحة بمعنى] : رفع الصوت بالبكاء على الميت . وقال سماحته : إنها محرمة .
وبين سماحة الشيخ ابن باز أن المراد بالكفر هنا : كفر دون كفر ، وليس هو الكفر المطلق المعرف بأداة التعريف : كقوله عليه الصلاة والسلام : (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) أخرجه مسلم في صحيحه . وقال سماحته : وهذا هو الكفر الأكبر في أصح قولي العلماء ، وأشار سماحته : إلى أن العلماء ذكروا أن الكفر كفران ، والظلم ، ظلمان ، والفسق فسقان .
واسترسل سماحته قائلا : وهكذا الشرك شركان : أكبر وأصغر ، فالشرك أكبر وأصغر ؛ فالشرك الأكبر مثل : دعاء الأموات ، والاستغاثة بهم والنذر لهم ، أو للأصنام والأشجار والأحجار والكواكب ، والشرك الأصغر مثل : لولا الله وفلان ، وما شاء الله وشاء فلان ، والواجب أن يقول : لولا الله ثم فلان وما شاء الله ثم شاء فلان .
وأضاف سماحته ، وكذا الحلف بغير الله كالحلف بالنبي ، أو حياة فلان ؛ أو بالأمانة فهذا من الشرك الأصغر .
وقال سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية : وهكذا الرياء مثل كونه يستغفر الله ليسمع الناس ، أو يقرأ ليرائي الناس فهو شرك أصغر . ومضى سماحته يقول : الظلم ظلمان : أكبر وهو الشرك بالله ، كقوله تعالى : {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} وكقوله سبحانه : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}
أما الظلم الأصغر فقد قال عنه سماحة الشيخ ابن باز : أنه مثل ظلم الناس في دمائهم وأموالهم ، وظلم العبد نفسه بالمعاصي : كالزنا وشرب المسكر ونحوها ، نعوذ بالله من ذلك