روى النسائي - الحديث ( 3124 ) - عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنْ النَّارِ عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام )
رواه النسائي في " سننه " ( 3175 ) ، وصححه الألباني في " صحيح النسائي " ، ورواه أحمد في " مسنده " ( 37 / 81 ) وحسَّنه المحققون .
قد حصل غزو الهند ، وافتتحها المسلمون ، وحطموا أصنامها ، مراراً ، وقد ابتدأ ذلك في عهد الوليد بن عبد الملك بقيادة القاسم بن محمد الثقفي ، وغزيت وافتتحت أيضاً في زمان العباسيين ، وذلك بقيادة القائد المظفر " محمود بن سُبُكتِكين " رحمه الله ، وقد فرض على نفسه غزو الهند مرة في كل عام . قال الشيخ صدِّيق حسن خان – رحمه الله – توفي عام 1307 هـ - : وأما الهند : ففتح في عهد " الوليد بن عبد الملك " على يد " محمد بن قاسم الثقفي " سنة اثنتين وتسعين الهجرية ، وبلغت راياته المظلة على الفوج من حدود " السند " إلى أقصى " قنوج " سنة خمس وتسعين . وبعد ما عاد عاد ولاة الهند إلى أمكنتهم وبقي الحكام من الخلفاء المروانية والعباسية ببلاد " السند " ... . قال صاحب " المغني " : ... وقصد السلطان محمود الغزنوي أواخر المائة الرابعة غزو " الهند " وأتى مراراً ، وغلب ، وأخذ الغنائم ، وانتزع " السند " من الحكام الذين كانوا من قبل " القادر بالله بن المقتدر العباسي " ، ولكن السلطان " محمود " لم يقم بالهند وكان أولاده متصرفين من " غزنين " إلى " لاهور " حتى استولى السلطان " معز الدين سام الغوري " على " غزنين " وأتى " لاهور " وقبض على " خسروملك " ختْم الملوك الغزنوية ، وضبط " الهند " وجعل " دهلي " دار الملك سنة تسع وثمانين وخمسمائة ، ومن هذا التاريخ إلى آخر المائة الثانية عشر كانت ممالك الهند في يد السلاطين الإسلامية . " أبجد العلوم " ( 1 / 344 ، 345 ) . وقال ابن كثير – رحمه الله - في حوادث سنة أربع وتسعين - : وفيها : افتتح القاسم بن محمد الثقفي أرض الهند ، وغنم أموالاً لا تعد ولا توصف . " البداية والنهاية " ( 9 / 113 ) . وقال ابن كثير – رحمه الله - في حوادث سنة ست وتسعين وثلاث مئة - : وفيها : غزا يمين الدولة " محمود بن سُبُكْتِكين " بلاد الهند ، فافتتح مدناً كباراً ، وأخذ أموالاً جزيلة ، وأسر بعض ملوكهم - وهو ملك " كراشي " - حين هرب لما افتتحها ، وكسر أصنامها. " البداية والنهاية " ( 11 / 358 ) . وقال أيضاً – رحمه الله - في حوادث سنة تسع وأربع مئة - : وفيها غزا " محمود بن سبكتكين " بلاد الهند ، وتواقع هو وملك الهند ، فاقتتل الناس قتالاً عظيماً ، ثم انجلت عن هزيمة عظيمة على الهند ، وأخذ المسلمون يقتلون فيهم كيف شاءوا ، وأخذوا منهم أموالاً عظيمة من الجواهر والذهب والفضة ، وأخذوا منهم مائتي فيل ، واقتصوا أثار المنهزمين منهم ، وهدموا معامل كثيرة . " البداية والنهاية " ( 12 / 8 ) . وهذا الذي حصل من غزو الهند من دلائل النبوة ، حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوعه وهو من علْم الغيب الذي أوحاه الله إليه . قال الأستاذ محمد عبد الوهاب بحيري – رحمه الله - : فائدة : الحديث المذكور – أي : حديث ثوبان – من أعلام النبوة فقد غزا المسلمون الهند والسند في عهد بني أمية – ثم شرع في ذِكر أحداث غزو الهند وفتحها - . " بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني " ( 22 / 411 ) . وليس هناك ما يدل على أن هناك غزوا آخر للهند يكون آخر الزمان قرب القيامة أو في أيام عيسى عليه السلام كما ذهب إليه بعض أهل العلم ، بل الظاهر أن المشار إليه في الحديث هو هذا الذي وقع الأمر ، وحديث ثوبان ليس فيه الربط بين العصابتين ، بل كل عصابة لها وقتها ، وكلاهما قد اشتركا في فضل واحد . والله أعلم
بل الهند اليوم غير مسلمة ويحكمها المشركون من الهندوس وسيكون لها فتح آخر بإذن الله تعالى