التَّبَرُّجُ : هو إِظهار المرأة زينتها للناس الأَجانب. ولن أتكلم في هذا المقال عن اللاتي نزعن الحياء، وهتكن ستر ما أمر الله بستره أمام الأجانب، بكشف الوجه، أو بعض أجزاء الجسد، أو كله إلا القليل منه، تقليدا ومحاكاة للكافرات الفاجرات من عباد الأوثان؟! لا ؛ لأن أمر مخالفتهن لشرع الله، ودينه الحنيف واضح وضوح الشمس، بل سيكون موضوع مقالي هذا – بإذن الله - تنبيها وتحذيرا لِمن بقي فيها حياء وعفة ودين منعوها من تقليد أولئك ومجاراتهن في تبرجهن وسفورهن..
غير أن الشيطان لما لم يجد طريقا في إغوائهن، والانحراف بفطرهن لتقليد من لا خلاق لهن، عمل الحيل، وأبرم الخطط، وحاك المؤامرات مع شياطين الإنس، وأذنابه من بني البشر، لتحريف صورة الحجاب، والخروج به عما أراد الله منه، تارة باسم مواكبة الموضة، وأخرى لإظهار النعمة، وغيرها من تلبيسات شياطين الإنس والجن. وحتى لا أطيل سأذكر - بعون الملك الوهاب – ما حضرني من صور التبرج التي قد يخفى حكمها على بعض أخواتنا وأهلينا ليحذرن الوقوع فيه، ويحذرن أخواتهن من ذلك، فمن تلك الصور:
- لبس العباءة الضيقة، والمخصرة للجسد أو الكتفين.
- لبس العباءة على الجسد مباشرة، مما يصف مفاتن الجسم، ويظهر نعومته.
- لبس عباءة الكتف.
- لبس العباءة المنمقة أو المطرزة، والمزينة بأي شكل من الأشكال.
- لبس العباءة المصنوعة من الخام اللماع الجاذب لأنظار الرجال.
- لبس النقاب الذي يظهر منه العينان ومحاجرهما وحاجباها وشيء من جبهتها وشعرها.
- لبس النقاب الذي يظهر منه العينان والوجنتان إلى الأذنين وهو ما يسمى (نقاب تكفى لا تطيح).
- لبس العباءة المفتوحة من الأمام أو من الخلف أو من الجانبين أو أحدهما لإظهار ما خفي من زينة اللباس.
- لبس العباءة القصيرة التي يظهر منها القدمان وجزء من الساقين.
- رفع العباءة إلى الركبة أو نحوها أثناء المشي والوقوف.
- ضم أطراف العباءة من الجانبين إلى الخصر.
- لبس الشنطة المزينة فوق العباءة أو إظهار الساعة أو أي نوع من الزينة.
- لبس الكعب ونحوه مما له صوت، وعرف أنه من لبس النساء إلا أن تستره بالعباءة، وتتجنب ما له صوت من الأحذية.
- تكبير مؤخرة الرأس جلبا للأنظار وتغريرا بالمساكين بأنها تمتلك شعرا كثيفا وطويلا.
هذا ما حضرني من صور تبرج المحجبات وإلا فصور التبرج على وجه الإجمال هي:
« - خلع الحجاب، وإظهار المرأة شيئا من بدنها أمام الرجال الأجانب عنها.
- إظهار شيء من زينتها المكتسبة مثل ملابسها التي تحت عباءتها.
- تثني المرأة في مشيتها وتبخترها وترفلها وتكسرها أمام الرجال.
- الضرب بالأرجل؛ ليعلم ما تخفي من زينتها وهو أشد تحريكا للشهوة من النظر إلى الزينة.
- الخضوع بالقول والملاينة بالكلام.
- الاختلاط بالرجال وملامسة أبدانهن أبدان الرجال، بالمصافحة والتزاحم في الأماكن والممرات ونحوها» حراسة الفضيلة، بتصرف.
وتذكري أخيتي المسلمة أمر رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين حيث يقول: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات. قالت عائشة: ولو رأى حالهن اليوم منعهن» رواه أحمد وغيره، وتأملي حكم أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في نساء عصرها وهو من العصور الفاضلة، فكيف - بالله عليك – سيكون حكمها لو رأت نساء عصرنا هذا فالله المستعان!
قال القاضي عياض رحمه الله: «تفلات.. أي: غير متطيبات لئلا يحركن الرجال بطيبهن»، مشارق الأنوار 1/160، وقال الحافظ ابن دقيق العيد رحمه الله: «فيلحق بالطيب ما في معناه. فإن الطيب إنما منع منه لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم. وربما يكون سببا لتحريك شهوة المرأة أيضا. فما أوجب هذا المعنى التحق به.. ويلحق به أيضا حسن الملابس والحلي» إحكام الأحكام 2/139.
والغريب العجاب في هذا الأمر هو موقف الرجال الذين تركوا الحبل على الغارب للنساء حتى أصبحت المرأة تلبس ما تريد، وتخرج متى تشاء، تقوم بكل ما يجب أن يقوم به الرجال من واجب القوامة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة» رواه مسلم.
وما عجب أن النساء ترجلت.. ولكن تأنيث الرجال عجاب.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا يعز فيه وليك، ويذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك ورضاك..
مرجع المقال جريدة الرؤية على هذا الرابط :
http://www.arrouiah.com/node/169099