( قصة وقصيدة )
الشريف مبارك القوبع العوني وقطيم الهاملي المطيري
رواية جميلة حدثت في الماضي المجيد سمعتها منذ خمسة وعشرين سنة تعكس صور الشهامة والنخوة والفزعة العربية حدثت القصة في الكويت في زمن الشيخ أحمد الجابر تقول الرواية :
حدثت مشاجرة بين شباب من البادية من قبيلتي الرشايدة ومطير وغيرهم ضد أحد شباب الحضر وأعتقد أنه من أصول إيرانية في منطقة شرق حي من أحياء الكويت القديمة كانت النتيجة وفاة الشاب الكويتي من أصول إيرانية ثم ألقت الشرطة القبض على جميع المتشاجرين وأودعوا جميعا السجن .... هنا استنفر جميع أهالي المسجونين على إطلاق أولادهم من السجن ؟ فكل أتى بواسطته وكل أطلق ولده من السجن ما عدا ولد وحيد من بينهم لم يطلق سراحه ؟ وكان له أخ أكبر منه سنا إسمه قطيم الهاملي المطيري وليس لهما واسطة ولا معرفة آنذاك .... فقال له أحد الضباط : يا قطيم دبّر نفسك وبرئ أخوك قبل يأخذ جزاه ؟ ولا يفك أخوك من سجنه إلا الشيخ عبدالله المبارك جالسٌ في ديوانه فأذهب إليه ؟
فلما ذهب قطيم المطيري إلى ديوان الشيخ عبدالله المبارك وأراد الدخول عليه فلم يستطع ؟ وكلما حاول الدخول عليه منعوه الحراس حتى ضاقت به الأرض بما رحبت .... وما يدري ما يفعل حتى جاء الفرج من الله الكريم إذ قدم رجلٌ للسلام على الشيخ عبدالله المبارك وهو الشريف مبارك بن مذكر بن رباح القوبع العوني فلما رآه قطيم المطيري وعرفه فقال قطيم : تكفى يا راعي سبلا .... تكفى يا راعي سبلا فقال الشريف مبارك القوبع : أبشر بعزك وحاجتك مقضية ؟ فقال قطيم المطيري : أخوي يبا ينذبح ولا يفكه من الموت إلا عبدالله المبارك وكلما أردت الدخول عليه طردوني الحراس تكفى لا تخليني ترا ما لي اليوم إلا أنت ؟
فقال الشريف مبارك القوبع : أبشر بعزك وخلك وراء ظهري .... فتقدم الشريف مبارك القوبع إلى ديوان الشيخ عبدالله المبارك وأمامه الحراس فقال الشريف مبارك القوبع رافعا صوته للحراس وسع الدرب .... وسع الدرب .... وسع الدرب .... فدخل على الشيخ عبدالله المبارك وخلفه قطيم المطيري .... فقال الشيخ عبدالله المبارك : وش عندك يا مبارك ؟ فقال الشريف مبارك القوبع : عندي قطيم المطيري وله كلمتين يقولها لك ؟ فقال الشيخ عبدالله المبارك : الله عطاه خمس كلمات ؟
فقال الشريف مبارك القوبع : يالله يا قطيم قول ما عندك ؟
فقال قطيم المطيري :
يا طويل العمر أنا وش مقعديله
ضاقت الحيلات من كشر الزماني
واهني من نط في راس الطويله
عن ديــار الحضر مع خدٍ بياني
خايــفٍ من مقعــدٍ بالحبـس طيله
مــدبر المخلوق ربي ما نساني
وأنت يا الممــدوح فكاك الجبيله
محتم الشـردان يا زبن الحصاني
ما تـــرد النفـس لبزورٍ هبيله
ولا تقصـر يـوم عمـي ما نصاني
وأدعـي بالطيب عند أهل الجميله
والرديِّ لـو قال هرجـه ما شفاني
فقال الشيخ عبدالله المبارك : اذهب يا قطيم وأخذ أخوك فذهب وأطلق أخوه ودفعت الدية لذوي المجني عليه .