عقب الشريف عون بن مبارك بن عبدالله بن الحسن بن محمد أبونمي الثاني

 

  

    

آخر 10 مشاركات
شركة تسويق سوشيال ميديا (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 3438 - الوقت: 09:38 PM - التاريخ: 12-01-2023)           »          شركات تسويق في جدة (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 1882 - الوقت: 08:17 PM - التاريخ: 12-01-2023)           »          برنامج نقاط بيع اون لاين (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2461 - الوقت: 02:31 AM - التاريخ: 11-13-2023)           »          أنظمة نقاط البيع للمطاعم (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2764 - الوقت: 03:25 AM - التاريخ: 11-09-2023)           »          أنظمة مطاعم نقاط البيع (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2334 - الوقت: 03:15 AM - التاريخ: 11-09-2023)           »          نظام إدارة علاقات العملاء (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2445 - الوقت: 02:57 AM - التاريخ: 11-09-2023)           »          برنامج إدارة المصروفات (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2492 - الوقت: 02:38 AM - التاريخ: 11-09-2023)           »          كيف تسوق لمطعم (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2384 - الوقت: 01:48 AM - التاريخ: 11-09-2023)           »          نظام المبيعات (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2436 - الوقت: 03:10 AM - التاريخ: 11-02-2023)           »          طلب نقاط بيع (الكاتـب : حسين دراز - مشاركات : 0 - المشاهدات : 2207 - الوقت: 02:57 AM - التاريخ: 11-02-2023)


   
العودة   منتــدى العـونــة الـرســمي > قسم التاريخ والأدب > منتدى التاريخ الأســـلامي
   
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
   
   
قديم 11-17-2012, 01:46 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محترف
عضو مميز

إحصائية العضو






 

محترف غير متواجد حالياً

 


المنتدى : منتدى التاريخ الأســـلامي
افتراضي قصة الخلافة العثمانية لبداية والنهاية ( 1 )

قصة الخلافة العثمانية البداية والنهاية (1)

الدولة العثمانية.. التأسيس والبدايات
السلطان الغازي عثمان الأول (699- 726هـ)
لما توفي أرطغرل سنة 687هـ تولى عثمان مكانه فبدأ يوسع أملاك القبيلة بموافقة علاء الدين أمير القرمان, وفي سنة 699هـ أغار المغول على إمارة القرمان، ففر من وجههم علاء الدين إلى بلاد بيزنطة ومات في هذا العام, وتولى من بعده ابنه غياث الدين ثم قتل المغول غياث الدين, فأفسح المجال لعثمان لكي يستقل بما تحت يديه من أراضى ويقيم الدولة العثمانية التي نسبت لاسمه, واتخذ لها عاصمة هي مدينة يني شهر أي المدينة الجديدة (إسكي شهر سابقًا), واتخذ راية له هي علم تركيا حتى الآن، ودعا عثمان أمراء الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلام فإن أبوا فعليهم أن يدفعوا الجزية, فإن رفضوا فالحرب, فخشوا على أملاكهم منه واستعانوا بالمغول عليه.
غير أن عثمان قد جهز جيشًا بإمرة ابنه الثاني أورخان, وسيرّه لقتال المغول, فشتت شملهم ثم عاد وفتح مدينة بورصة عام 717هـ، وأمّن أهلها وأحسن إليهم فدفعوا له 30.000 من عملتهم الذهبية, وأسلم حاكمها أفرينوس, وأصبح من القادة البارزين ثم توفي عثمان في عام 726هـ، وقد عهد لابنه أورخان بالحكم بعده, ودفن بمدينة بورصة التي أصبحت مدفن العائلة العثمانية بعد ذلك.
مما هو جدير بالذكر أن لفظ الغازي بمعنى المجاهد, وقد اتخذ السلطان عثمان هذا اللقب واتخذ شعارًا يسير عليه هو "إما غازٍ وإما شهيد"، وقد تبعه في ذلك الكثيرون من سلاطين الدولة العثمانية.
السلطان الغازي أورخان الأول (726- 761هـ)
على الرغم من أنه الابن الثانى لعثمان, إلا أن أباه قد أوصى بالحكم إليه من بعده, لاتصافه بعلو الهمة والشجاعة, بينما لم يوص لابنه الأكبر علاء الدين لميله للعزلة والورع, ولم يخالف علاء الدين الوصية فقدّره أخوه أورخان وسلمه الأمور الداخلية, وتوجه أورخان لتوسيع رقعة الدولة والأعمال الخارجية، ونقل أورخان عاصمة البلاد إلى مدينة بورصة.
الإصلاحات الداخلية ووضع نظام للجيش:
قام علاء الدين بضرب العملة من الفضة والذهب, ووضع نظامًا للجيش وجعلها دائمة؛ حيث كانت الجيوش قبل ذلك لا تجمع إلا وقت الحرب وتصرف بعده، وخشي من تحزب كل فريق من الجند للقبيلة التابع إليها فأشار عليه (قرة خليل)، والذي صار وزيرًا بعد ذلك باسم خير الدين باشا بأخذ الأطفال المشرّدين والأطفال الذين فقدوا آباءهم في الحرب من الروم وتربيتهم تربية إسلامية وتدريبهم على فنون القتال في ثكنات عسكرية؛ بحيث لا يعرفون حرفة إلا الجهاد في سبيل الله ولا يعرفون إلا السلطان سيدًا لهم, فمن جهة يحمونهم من التشرد والانحراف والضياع، ومن جهة أخرى يدخلون في الإسلام ويكونون ردءًا ضد أعدائه، وأطلق عليهم يني تشري أي الجيش الجديد، وحرفت بالعربية لتكون إنكشارية، وغدا هذا الجيش قوة كبيرة ساعدت في مد الفتوحات العثمانية في أوربا, وهذا ما أثار نصارى أوربا وبلغ حقدهم الصليبي أوجه؛ حينما تمثلت أمامهم حقيقة أن هذا الجيش يمثل أبناءهم الذين لم يكتفوا باعتناق الإسلام بل تحولوا لقتالهم وفتح بلادهم, وعكف المؤرخون النصارى على تشويه صورة الإنكشارية في التاريخ, واتهموا الدولة العثمانية بأخذ الأطفال من آبائهم قهرًا وإجبارهم على اعتناق الإسلام، وهذه إحدى الافتراءات على العثمانيين.
ومع توارد السلاطين في الدولة العثمانية ظهر منهم الضعفاء الذين سمحوا للإنكشارية بالتدخل في شئون الحكم, وأدى ذلك إلى زيادة نفوذهم في الحكم وتحولهم إلى طريق الفساد والهزيمة حتى قُضي عليهم سنة 1242هـ في عهد الخليفة محمود الثاني.
كما اهتم أورخان بإعمار البلاد, ففتح المدارس وسن الأنظمة اللازمة لاستتباب الأمن بالداخل, وأكثر من بناء المساجد والتكايا وأجزل العطايا للعلماء والشعراء.
فتوحات أورخان (الشئون الخارجية):
وواصل أورخان فتوحاته, ففتح أزمير وأزنيق وإمارة قرة سي التي مات حاكمها فاختلف ولداه, فضمها أورخان كي لا تقع فريسة بيد الروم (كلها مناطق في الأناضول)، وكان أورخان إذا فتح مدينة عامل أهلها باللين والرفق ولم يعارضهم في إقامة شعائر دينهم وأذن لمن يريد الهجرة بأخذ كافة منقولاته وبيع عقاراته.
الزواج من الأجنبيات:
وفي عام 756هـ طلب إمبراطور بيزنطة يوحنا الخامس من السلطان أورخان مساعدته ضد إمبراطور الصرب أصطفان دوشان, الذي تحالف مع البندقية والإمارات الصربية للهجوم على القسطنطينية, على أن يزوجه بابنة الوصي على العرش يوحنا كانتا كوزين، والتي أختها زوجة لإمبراطور بيزنطة أي يصبح عديلاً للسلطان، ووافق أورخان إلا أن أصطفان قد أدركه الموت والجنود العثمانية في الطريق فعادوا إلى بلادهم وتمت الزيجة.
ومما هو جدير بالذكر أن زواج السلاطين من الأجنبيات النصارى قد انتشر بصورة كبيرة في عهد الدولة العثمانية, فقد سبق لعثمان الأول الزواج من مسيحية من فليقيا وسبق لأورخان الزواج من فتاه يونانية مسيحية, وتبعهم الكثير من السلاطين العثمانيين في ذلك, وكان ذلك من سلبيات الدولة العثمانية؛ حيث تمسك كثير من الزوجات النصرانيات بدينهن, واستغللن منصبهن كزوجة للسلطان في التعصب لأبناء جلدتهن، ومن على دينهن من رعايا الدولة العثمانية.
العبور للبر الأوربي:
لاحظ أورخان ضعف الدولة البيزنطية, وانكماش رقعتها فقرر النزول إلى الشاطئ الأوربي وفتح الأراضي التي تقع غرب القسطنطينية تمهيدًا لفتحها, حيث إن المسلمين حاولوا فيما سبق فتحها من جهة الشرق, ولكنهم فشلوا فانطلق ابن أورخان الكبير سليمان مع أربعين من رجاله الأبطال, وعبروا للشاطئ الأوربي, واستولوا على الزوارق هناك, ثم عادوا إلى الشاطئ الشرقي حيث لم يكن لدى الدولة أسطول في ذلك الوقت, ثم انطلقوا مرة أخرى إلى الشاطئ الأوربي فاتحين, فسيطروا على قلعة تزنب وشبه جزيرة غاليبولي ذات القلاع المهمة، وبها تحكموا في مضيق الدردنيل. وفي عام 760هـ, توفي سليمان ولى العهد والقائد الفذ نتيجة سقوطه عن جواده، وفي العام الثاني توفي أورخان وتولى الحكم ابنه الثاني مراد الأول.
السلطان الغازي مراد الأول (761- 791هـ)
الشئون الخارجية في الأناضول:
كانت سياسة مراد الأول الخارجية متمثلة في توسيع رقعة الدولة العثمانية, سواء من جهة الأناضول أم من جهة أوربا، ولأن جهات الأناضول تحتوى على إمارات مسلمة فقد حاول بقدر الإمكان ضمها بالطرق السلمية كما سنرى, مثل مصاهرة الأمراء؛ وذلك لأنه أراد توحيد المسلمين لمنازلة أعداء الإسلام؛ ولأن الجيش المسلم كان شديد الحماسة للجهاد في أوربا أما في الأناضول فكان الجيش قليل الحماسة حتى قيل إن الجنود كانوا يساقون للقتال في الأناضول.

عندما تسلم السلطان مراد الأول الحكم واجه عداوة أمير القرمان (علاء الدين), الذي استنهض همم الأمراء المستقلين في الأناضول لمحاربة الدولة العثمانية, فأعد السلطان مراد الأول جيشًا استطاع به دخول أنقرة عاصمة إمارات القرمان, واضطر علاء الدين أن يتنازل عن أنقرة للعثمانيين؛ حتى يحافظ على بقية أملاكه وتزوج السلطان ابنة علاء الدين.

ومع ذلك لم تبرد نار الحقد في قلب الأمير علاء الدين, وانتظر الوقت المناسب حتى يعاود الكرة في الهجوم على الدولة العثمانية حتى إذا أعد العُدَّة واتحد معه بعض الأمراء المستقلين في الأناضول, وقاموا بحرب ضد الدولة العثمانية في سنة 787هـ، فأرسل لهم مراد الأول جيشًا انتصر عليهم في سهل قونية, وأسر الأمير علاء الدين غير أن ابنته قد توسطت له عند السلطان فعفا عنه, وأبقى له إدارته ولكنه فرض عليه مبلغًا من المال سنويًّا.

زوج السلطان ابنه يزيد من ابنة أمير كرميان, فقدم الأب مدينة كوتاهيه لابنته, فضمت إلى الدولة العثمانية وفي عام 782هـ ألزم أمير دويلة الحميد بالتنازل عن أملاكه للدولة العثمانية.

في أوربا:
وفي عام 762هـ فتح العثمانيون مدينة أدرنه في الجزء الأوربي, ونقل مراد إليها عاصمته لتكون نقطة التحرك والجهاد في أوربا, وقد ظلت عاصمة للعثمانيين حتى فتحوا القسطنطينية عام 857هـ.

كما تم فتح مدينة فليبه (جنوبي بلغاريا اليوم) وكلجمينا ووردار, وبذلك صارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين من كل جهة في أوربا.

وخاف أمراء أوربا الذين يجأرون العثمانيين من المد العثماني, فكتبوا إلى البابا يستنجدونه وذهب إمبراطور القسطنطينية إلى البابا, وركع أمامه وقبل يديه ورجليه وطلب منه الدعم، برغم أن الإمبراطور على المذهب الأرثوذكسي والبابا على المذهب الكاثوليكي, وهما شديدا الاختلاف والعداوة, ولكنهما ضد الإسلام يتحدون، فلبى البابا النداء وراسل ملوك أوربا, يطلب منهم الاستعداد لشن حرب صليبية جديدة لوقف المد الإسلامي في قلب أوربا، ولم ينتظر ملك الصرب (أورك الخامس) دعم البابا, وانطلق في اتجاه أدرنه هو وأمراء البوسنة والأفلاق (جنوبي رومانيا) وأعداد من فرسان المجر المرتزقة الذين رحبوا بالإغارة على العثمانيين, مستغلين انشغال السلطان ببعض حروبه في الأناضول. غير أن الحامية العثمانية في أوربا اصطدمت بهم على نهر مارتيزا الذي يمر بأدرنه, وهزمتهم هزيمة منكرة "معركة مارتيزا" فولوا الأدبار، وخشيت إمارة راجوزة الواقعة على سواحل دلماسيا المطلة على البحر الأدرياتيكي من قوة العثمانيين, فأبرمت صلحًا مع الدولة العثمانية تدفع بموجبه جزية سنوية قدرها 500 دوكًا ذهبًا.

اتفق ملك الصرب لازار بلينا نوفيتش وأمير البلغار سيسمان على قتال العثمانيين, ولكن بعد مناوشات خفيفة مع العثمانيين أدركوا مدى ضعفهم مقارنة بالعثمانيين, فاضطروا إلى دفع جزية سنوية وتزوج السلطان بابنة أمير البلغار.

نتيجة لتأخر الصرب والبلغار في دفع الجزية اندفعت إليهم الجيوش العثمانية, ففتحت بعض المدن الصربية في جنوبي يوغوسلافيا اليوم، وتمكنت من فتح مدينة صوفيا عام 784هـ بعد حصار ثلاث سنوات، وتم فتح مدينة سالونيك المقدونية التي تقع في اليونان الآن.

حرم إمبراطور بيزنطة يوحنا (الخامس) باليولوج ابنه اندرونيكوس من ولاية العهد؛ لأنه اتحد مع ساوجي بن السلطان مراد الذي أعلن التمرد على أبيه، فأرسل السلطان لهم جيشًا قتل ساوجي وراسل السلطان الإمبراطور البيزنطي الذي قتل بدوره أندروبيكوس أيضًا.

واقعة قوص أوه (كوسوفو) 791هـ:
استغل الصرب انشغال العثمانيين بمحاربة الأمير علاء الدين في الأناضول, وقاموا بهجوم على الدولة العثمانية، واستطاعوا أن يحققوا بعض الانتصارات في جنوب الصرب؛ مما شجع أمير البلغار وسيسمان للهجوم على الدولة العثمانية، ولكن الجيوش العثمانية داهمته ففر إلى الشمال واعتصم في مدينة نيكوبلي في شمال بلغاريا، وجمع ما بقى من جيوشه وهجم على القوات العثمانية فهزم شر هزيمة ووقع أسيرًا ولكن السلطان أحسن إليه وأبقاه أميرًا على نصف بلاده وضم النصف الآخر للدولة العثمانية، ولما علم ملك الصرب ما لحق بسيسمان انسحب بجيوشه إلى الغرب, فأدركته الجيوش العثمانية والتقت معه في موقعة قوص أوه أو سهل كوسوفو (إقليم حصل على الاستقلال عن يوغوسلافيا الآن وتسكنه أكثرية ألبانية مسلمة)، وكان القتال سجالاً بين الطرفين حتى انحاز صهر الملك لازار إلى جانب المسلمين بفرقته البالغ قوامها 10000 مقاتل فانهزم الملك لازار, وقتله المسلمون بسبب ما فعله من أفاعيل دنيئة بأسرى المسلمين.

وبينما يتفقد السلطان مراد الأول القتلى الصرب قام إليه جندي صربي من بين الجثث وطعنه بخنجره فصرعه، وقتل الجنود العثمانيون الصربي على الفور. ومما يذكر في هذه المعركة دعاء السلطان مراد الأول في الليلة التي سبقت يوم المعركة:

(يا إلهي، إنني أقسم بعزتك وجلالك أنني لا أبتغي من جهادي هذه الدنيا الفانية، ولكني أبتغي رضاك ولا شيء غير رضاك.. يا إلهي، قد شرفتني بأن هديتني إلى طريق الجهاد في سبيلك، فزدني تشريفًا بالموت في سبيلك).

الشئون الداخلية في عهد مراد الأول:
نظمت فرقة الخيالة والتي عرفت بسيباه أو السباهية أو الفرسان, بحيث يعطى لكل فارس جزءًا من الأرض إقطاعًا له. والمقيمون في هذه الأرض مسلمون كانوا أم نصارى يدفعون له خراجًا في وقت السلم, ويجهزونه بقدر المستطاع وقت الحرب ويجهزون جنديًّا آخر معه, وبرغم الخدمات التي قدمها هذا النظام في بداية الأمر إلا أنه جعل الجنود أصحاب نفوذ, وتسلط الكثير منهم على الموجودين بالأرض فنقموا عليهم وبالتالي على الحكم.
السلطان الغازي بايزيد الأول (791- 804هـ)
تسلم الحكم وهو يبلغ من العمر 30 عامًا واشتهر بدوام الجهاد والحماسة الشديدة للإسلام حتى لقب باسم (يلدرم)، أي الصاعقة لإقدامه وانقضاضه المفاجئ على العدو.

نشاطه في الأناضول:
في عام 793هـ ضم إمارات منتشا وآيدين وصاروخان دون قتال, ولجأ أبناء حكامها إلى قسطموني عاصمة إمارة أسفنديار, كما فتح مدينة الأشهر آخر المدن للروم في غرب الأناضول, كما تنازل له أمير القرمان علاء الدين عن جزء من أملاكه بدلاً من ضياعها كلها.

واشتهر علاء الدين بالمراوغة والخيانة كما سبق في عهد السلطان مراد الأول, فاستغل انشغال السلطان بايزيد بالجهاد في أوربا وهاجم العثمانيين واستطاع أن يسترد بعض الأراضي التي تنازل عنها, وأسر كبار القادة العثمانيين في الأناضول, فأسرع إليه الصاعقة بايزيد فهزمه وأسره هو وولديه, وبذلك انتهت إمارة القرمان, ولحقتها إمارة سيواس وتوقات ثم شق طريقه إلى إمارة أسفنديار ملجأ الفارين من أبناء الأمراء, فطلب من أمير أسفنديار تسليم الأمراء الفارين فأبى, فانقض عليه بايزيد وضم بلاده إليه, والتجأ الأمير إلى تيمورلنك الذي سيرد ذكره بعد قليل.

جهاده في أوربا:
عين السلطان بايزيد الأمير أصطفان بن لازار ملكًا للصرب, وسمح له بالاستقلال مقابل دفع جزية سنوية, ومساعدته هو وجنوده في أي وقت يطلبهم، وتزوج السلطان بايزيد أوليفير أخت أصطفان.

اتجه إلى القسطنطينية عام 794هـ وحاصرها, فهو بذلك أول سلطان عثماني يحاصر القسطنطينية, وتركها محاصرة ثم انطلق إلى الأفلاق وأجبر حاكمها على معاهدة يعترف فيها بسيادة العثمانيين على بلاده مقابل جزية يدفعها سنويًّا.

ضم السلطان بايزيد الأول نصف بلاد البلغار المتبقى بعد موت ملكها سيسمان, وأسلم ابنه فأخذه السلطان وجعله واليًا على صامسون، وبذلك أصبحت بلغاريا ولاية عثمانية.

دب الذعر في أوربا من انتصارات الدولة العثمانية, واستغاث ملك المجر بالبابا ونصارى أوربا فأعلن البابا قيام حرب صليبية على العثمانيين, واستجاب له دوق بورغونيا (تقع في شرق فرنسا) وأمراء النمسا وبافاريا (جنوب ألمانيا) وفرسان القديس يوحنا, الذين أخرجوا من عكا ثم إلى قبرص ثم رودس فمالطة, وسار الجميع في عام 798هـ وحاصروا مدينة نيكويلي شمال بلغاريا, ووصل جيش العثمانيين وكان بقيادة أمير الصرب أصطفان, ومعه كثير من النصارى الخاضعين للدولة العثمانية والجنود العثمانيين, والتقى الجمعان وهزم الجيش الصليبى هزيمة منكرة, وأسر الكثير من أمراء أوربا في هذه المعركة, منهم دوق بورغونيا الذي فدى نفسه بفدية كبيرة وأقسم للسلطان بايزيد ألا يقاتله أبدًا مادام حيا فرد عليه بايزيد بقولته الشهيرة: (إني أجيز لك ألا تحفظ هذا اليمين، فأنت في حل من الرجوع لمحاربتي؛ إذ لا شيء أحب إليَّ من محاربة جميع مسيحيي أوربا والانتصار عليهم).

وبعد هذا الانتصار دفع إمبراطور بيزنطة 10000 دينار ذهبية مقابل فك العثمانيين للحصار المفروض على القسطنطينية, وسمح للمسلمين ببناء مسجد لهم فيها.

الحرب مع تيمورلنك وتجزؤ الدولة العثمانية:
نتصور فيما ذكرناه حتى الآن عن الدولة العثمانية أننا نعيش في حلم جميل لا نريد الاستيقاظ منه, فإذا بنا نفاجأ بكابوس مفزع يصرفنا مؤقتا عن الحلم الجميل.

يأتي ذكر هذا الكابوس المفزع مع قدوم الهجوم الشرس الذي يشنه تيمورلنك من الشرق على الأمصار الإسلامية، وتيمورلنك كما أوردنا في تاريخ التتر المسلمين أنه ينتسب للإسلام اسمًا فقط، وقد جعل منه أعداء الإسلام سلاحًا من أسلحتهم المتعددة, يشوهون به الإسلام والإسلام بريء من أفعاله.

عندما وصل تيمورلنك إلى بغداد وخربها عن آخرها فر أميرها إلى السلطان بايزيد, فأرسل إليه تيمورلنك يطلب تسليم الأمير الفار, فرفض السلطان بايزيد فانطلق تيمور إلى الدولة العثمانية ودخل مدينة سيواس, وقتل الأمير أرطغرل بن السلطان بايزيد الأول, وأخذ يتوغل في الدولة العثمانية حتى التقى بجيشه البالغ قوامه 80.000 مع الجيش العثمانى البالغ 150.000 في أنقرة سنة 804هـ، واستمرت المعركة من قبل شروق الشمس إلى ما بعد غروبها, ولكن أثناء المعركة انضمت من جيش السلطان بايزيد فرق آيدين ومنتشا وكرميان وصاروخان إلى جيش تيمورلنك، فانهزم السلطان بايزيد ووقع هو وابنه موسى في الأسر واختفى ابنه مصطفى وفر أبناؤه سليمان وعيسى ومحمد, وحاول السلطان بايزيد الفرار 3 مرات، ولكنه فشل فشلاً ذريعًا فأصابه الحزن الشديد من الإهانة التي لحقت به, وتوفي في عام 805هـ وقيل إنه انتحر.

استولى تيمورلنك على بقية أراضي الدولة العثمانية في الأناضول, ولم يتركها إلا وقد عادت الإمارات التي كانت موجودة فيها قبل أن تضمها الدولة العثمانية إلى التجزؤ من جديد.

وانتهزت الولايات الأوربية التي تحت الحكم العثماني ما حل بالدولة فأعلنت استقلالها, وهي البلغار والصرب والأفلاق فانكمشت الدولة العثمانية.

ومما زاد الدولة تمزقًا تنازع أبناء السلطان بايزيد على السلطة, فاستقل سليمان بالجزء الأوربي من الدولة العثمانية بما فيها مدينة أدرنه, وعقد حلفًا مع عمانويل الثانى إمبراطور بيزنطة ليساعده ضد إخوته, وأعطاه في سبيل ذلك مدينة سالونيك وبعض سواحل البحر الأسود وتزوج من إحدى قريباته.

أما عيسى فبمجرد وفاة أبيه أعلن نفسه سلطانًا في مدينة بورصة.

وأما محمد الذي كان مختبئًا في الأناضول فحينما خف ضغط التتار خرج ومن معه من الجند يقاتل ما بقي من التتار وتمكن من السيطرة على توقات وأماسب، واستطاع تخليص أخيه موسى من الأسر وسار لمحاربة إخوته.

انتصار محمد على إخوته وانفراده بالسلطة:
استطاع محمد أن ينتصر على أخيه عيسى بعد عدة معارك بينهما, وقتل عيسى ثم أرسل جيشًا بقيادة أخيه موسى لمحاربة أخيهما سليمان، ولكنه عاد يجر ذيل الخيبة وراءه، ولكنه لم ييئس فحاول موسى مرة أخرى الهجوم, واستطاع في هذه المرة أن ينتصر وقتل سليمان على أبواب أدرنه عام 813هـ.

اتجه موسى لتأديب الصرب على موقفهم أثناء الهجوم التتري, وحارب ملك المجر الذي حاول مساعدة الصرب وانتصر موسى عليه.

وأراد موسى أن ينفصل بالجزء الأوربي, وضرب الحصار على القسطنطينية, فاستنجد إمبراطورها بالأمير محمد الذي أسرع فعقد حلفًا مع إمبراطور القسطنطينية, وملك الصرب ضد أخيه، وانتصر الحلف وقتل الأمير موسى وانفرد الأمير محمد بالسلطة.
السلطان الغازي محمد الأول (816- 824هـ)
الشئون الخارجية:
يبدو أن السلطان محمد عاش معذب الضمير من جراء قتله لإخوته الثلاثة عيسى وموسى وسليمان, ولذلك انعكس ذلك في معاملة الآخرين, ويتضح ذلك عندما انتصر على أمير القرمان وعفا عنه بعد أن أقسم له بالطاعة, ثم تمرد عليه مرة أخرى فانتصر السلطان عليه مرة أخرى وعفا عنه, وأيضًا في انتصاره على أمير أزمير قرة جنيد، ثم عفا عنه وعينه حاكمًا لمدينة نيكوبلي.

الشئون الداخلية:
قام أحد القضاة ويدعى بدر الدين بحركة يدعو فيها إلى مبادئ مشابهة للاشتراكية, وتبعه في ذلك الكثير وخاصة من أصحاب الديانات الأخرى, وأحس السلطان باستفحال أمره فقاتله وانتصر عليه وقتله.

ظهور الأمير مصطفى بن السلطان بايزيد:
ظهر فجأة الأمير مصطفى بن السلطان بايزيد وأخو السلطان محمد, وطالبه بالحكم فقاتله, وانضم إليه قرة جنيد ودخل إلى بلاد اليونان, ولكنه هزم ففر إلى إمبراطور بيزنطة الذي رفض تسليمه إلى السلطان محمد, ولكنه وعده بوضع أخيه تحت الإقامة الجبرية وخصص السلطان لأخيه راتبًا شهريًّا، وبرغم خيانة قرة جنيد إلا أن السلطان عفا عنه مرة أخرى.

ومات السلطان عام 824هـ ووصى لابنه مراد من بعده ولعلنا نلمس من الآن فصاعدًا إحدى سلبيات العهد العثماني، وهي قتل الإخوة لبعضهم تنازعًا على الملك, والتي ستظهر بصورة واضحة في السلاطين القادمين.

السلطان الغازي مراد الثاني (824- 855هـ)
تولى السلطة عام 824 وعمره لا يزيد على 18 سنة، وانتهج سياسة تنبني على إعادة السيطرة على إمارات الأناضول التي استقلت عن الدولة العثمانية أثناء غزو تيمورلنك, حتى يوحِّد عدد كبير من المسلمين ليكونوا قوة كبيرة تنطلق لفتح أوربا,؛ لذلك فقد أجل الفتوحات في أوربا لحين استعادة إمارات الأناضول, فعقد هدنة مع ملك المجر مدتها خمس سنوات، ولكن ظهرت عدة مشكلات:

طلب إمبراطور بيزنطة من السلطان مراد عدم الهجوم على القسطنطينية، ولكي يضمن ذلك طلب من السلطان أن يسلمه اثنين من أخوته كرهينة, وهدد إمبراطور بيزنطة بإطلاق سراح مصطفى عم السلطان مراد إذا لم ينفذ شروطه, فرفضها السلطان مراد الأول فأطلق سراح عمه مصطفى, وزوده بعشرة مراكب فانطلق بها مصطفى لحصار مدينة غاليبولي على مضيق الدردنيل, فدخلها وترك فيها حامية, إلا أنه لم يتمكن من دخول قلعتها، وسار مصطفى نحو أدرنه وقتل القائد العثماني بايزيد باشا, وسار نحو ابن أخيه مراد ولكن حدثت خيانة في صفوف قواده, ففر مصطفى إلى مدينة غاليبولي حيث قبض عليه وأعدم.

وسارع السلطان مراد الثاني لينتقم من إمبراطور بيزنطة فضرب الحصار على القسطنطينية عام 825هـ، ولكنه لم يتمكن من فتحها.

فتنة أخو السلطان:
استغل الأمير مصطفى أخو السلطان مراد انشغال السلطان بمحاصرة القسطنطينية, فقام بالتمرد عليه يدعمه أمراء الدويلات المستقلة في الأناضول, فاضطر مراد أن يفك الحصار عن القسطنطينية ويقاتل أخاه حتى هزمه وقتله.

فتنة قرة جنيد:
لم يؤثر عفو السلطان محمد الأول عن هذا الخائن مرتين, فقد أدمن الخيانة وبدأ يزاول هوايته في عهد مراد الثاني, فاستولى على إمارة آيدين وأعلن انفصاله عن الدولة، فوثب عليه الجيش العثماني وقتله.

نشاط السلطان مراد في الأناضول:
واصل السلطان مراد تحقيق هدفه الأول، وهو إعادة الإمارات التي استقلت عن الدولة العثمانية في الأناضول، فعقد صلحًا مع أمير القرمان.

وجد أمير قسطموني نفسه في موقف حرج, إذ كان يدعم الأمير مصطفى أخا السلطان مراد, فأسرع بالتنازل عن نصف إمارته للسلطان مراد وزوجه ابنته.

سيطر السلطان مراد الثاني على إمارات آيدين, منتشا, وصاروخان, وإقليم الحميد, وكرميان التي أوصى أميرها قبل موته بإلحاقها بالدولة العثمانية حيث لم يكن له من يعقبه, وانتهت بذلك مشاكل الأناضول وأصبح السلطان متفرغًا للجهاد في أوربا.

الجهاد في أوربا:
من أكثر الحروب التي خاضها السلطان في أوربا تلك التي خاضها مع ملك المجر, وكان المسلمون تارة ينتصرون وتارة ينهزمون.

بدأ القتال بين السلطان وملك المجر وكان النصر للمسلمين حيث عقدت معاهدة تنازل فيها ملك المجر عن أملاكه شرقي نهر الدانوب, الذي أصبح حدًّا فاصلاً بين الدولتين.

خشي أمير الصرب جورج برنكوفتش على ملكه, فعقد معاهدة مع العثمانيين تنازل فيها عن بعض المواقع للعثمانيين, وبمقتضاها يدفع جزية سنوية وتعهد بقطع علاقاته مع ملك المجر، وتزوج السلطان ابنته مارا.

استعاد السلطان مراد الثاني مدينة سالونيك والتي آلت إلى البندقية عام 833هـ واعترف أمير الأفلاق بالسيادة العثمانية عام 836هـ، واستطاع السلطان إخضاع بلاد الأرنئوط (ألبانيا) وسلم أميرها أبناءه الأربعة كرهينة للسلطان, وعندما مات الأمير عام 834هـ ضم السلطان أملاكه إليه، وما كاد السلطان يستعد لفتح القسطنطينية حتى عادت الدولة النصرانية إلى نقض العهود والتمرد, فقد عاد أمير الصرب جورج برنكوفتش إلى العصيان, فهاجمه السلطان وقتله, وفتح جزءًا من بلاد الصرب وحاصر بلغراد ستة أشهر, ولكنه لم يتمكن من فتحها، وأرسل السلطان جيشًا إلى إقليم ترانسلفانيا (الجزء الغربي من رومانيا حاليًا) والذي كان يتبع وقتها المجر, فهزم الجيش واستشهد قائده مع 20.000 من الجند, ثم أعاد الكرة مرة أخرى وأرسل جيشًا قوامه 80 ألفًا فانهزم للمرة الثانية وأسر القائد العثماني عام 845هـ.



يتبع 2







رد مع اقتباس
   
إضافة رد

   
مواقع النشر (المفضلة)
   


   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
   

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir