المطيري شاعر اتسم شعره بالعمق والبعد عن التكلف

[جو عشري]

المطيري شاعر اتسم شعره بالعمق والبعد عن التكلف

الشاعرالشعبي (مروي بن دويس المطيري).. من شعراء الوطن الغالي الذين أجادوا وبرعوا في كتابة الكلمة الشعرية بأسلوب رفيع طابعه الحكمة، والنصح والإرشاد، شاعر نهل الشعر من مورد عذب.. فأشعاره تحث على التمسك بالعادات الحميدة، والتقاليد الأصلية، وبسلاسة الوضوح، وعمق المعاني، وسهولة الحفظ، والبعد كل البعد عن التكلف صدر له مؤخراً ديوان بعنوان (النظم الثمين) وهو من الحجم المتوسط، وقد جاء في إخراج أنيق وجميل، وبلغت عدد صفحاته (110) صفحات، وقد احتوى على ما يقارب (75) قصيدة تنوعت ما بين الوطنية، والاجتماعية، والمراسلات الشعرية التي جرت مع عدد من الشعراء، وكان للنصح والإرشاد النصيب الأكثر من شعره ومنها قوله :


مرافق أهل الطيب عز وطاله
ومرافق الأنذال عيب وسماجه
بالناس من يتبع أدروب الرزاله
مكسور فكره مثل كسر الزجاجه
وبالناس من ينهاه عمه وخاله
يذكر فعايلهم ويرفع حجاجه
وبالناس من يبخل بجاهه وماله
وفاللازمه ماهو بيقد يواجه
وبالناس من بالخير يبذل رياله
بالليله الظلما يولع سراجه


ومما تميز به شاعرنا قوة الملاحظة فهو من الرجال الذين خدموا الوطن بكل إخلاص، وأمانة، كذلك حبه الشديد لفعل الخير، ويتضح لنا ذلك من خلال تلك اشعاره وكان أغلبها يحث على الاستقامة والفضائل الإنسانية كما يقول في هذه الأبيات :


حضيض من يقضي حياته ابطاعات
والنفس ما طاوع لها في هواها
ما طاع نفسه لو تعلاه موجات
يرفظ مزاعمها وطوشت مناها
والغى ماله في طريقة مسارات
والعايله ما قيل دلا ارشاها
عقله يدله للدروب السليمات
وقلبه يحب الطايله واحتواها
عاش الحياة بعز طاعه وطالات
عينه مراته والمعزه مشاها
دله الله للعلا والشهامات
ودرب المذله كبها ما عطاها
عكس الضعيف اللي دروبه رديات
خبل يجامل شلة في رداها
يقضي حياته في مذله وسهرات
ومطيع نفسه في مزالق عياها


والحكمة لها نصيب كبير من شعر شاعرنا المطيري حيث إن لها تأثيراً طيباً على المجتمع وما أن تنتشر فيه إلا واستقام وصلح بإذن الله.. وإليكم قوله في الحكمة :


يا لعبد مالك عن تدابير مولاك
مهما جزعت من القدر لازم ايصيب
ما خطاك لو خفته تعدى ولاجاك
وما صاب لو حاولت ما عنه تجنيب
شي تباه ولو تشوفه تعداك
وشي تبا فرقاه ويصير بالجيب
غصب ورضا ترى المقادير تاطاك
والعبد يرضى بالقدر والمكاتيب


ولأن المراجل والطيب من أفضل صفات الرجال التي يتحلون بها، ومن الأخلاق الأصيلة والصفات العريقة التي يعرف بها أصحاب النفوس الرفيعة التي تحمل داخلها قوة العزائم والهمم فقد قال في ذكرها :


الطيب مرقى يتعب اللي رقابه
حيد طويل يتعب اللي يعديه
طريق ما كل عطاه ومشا به
سندا وعور بكل واضح معانيه
والجوهرة ما كل غطاس جابه
والماس ما كل يعرفه ويشريه
فرق الردى والطيب ما به تشابه
ماهو حلايا وصف واقوام احليه
والحر يعرف وين يلقى العشابه
فعله دليله والسماحه مواريه
والمرجله ما بين لين وصلابه
رجل يعرف الحق يا خذ ويعطيه
والطير من وكره وعش نشابه
منشاه واصله لو طفح ما يخليه
والصمت حشمه للرجال ومهابه
ان كان راع الصمت عرفه يقديه


ولشاعرنا هذه القصيدة التي قالها عندما تقدم به العمر متذكراً أيام الشباب ومصوراً أحلامه وأمانيه في هذه الابيات :


أتخيل زمان فات يا هملالي
يوم أمالي وظني له بعيني بريقي
سابح في شبابي بين شمس وظلالي
وفي خيالي صعيب الأمر ما هو معيقي
وكثر شيبي وعزمي صار فيه اختلالي
والبسيطه تصور مثل قمة طويقي
راح وقت الشباب وبيدتنا الليالي
يالله اليوم مفهوم الحياة الحقيقي
كل ما جيت ابا أمشي شرق والا شمالي
قلت يارب تجعل لي سعد في طريقي
مطلبي يا كريم الوجه ربي العدالي
والنجاه.. النجاه ليا نشف جم ريقي
يالله إنك توفقنا جواب السوالي
حين نوضع وحدنا بالمكان المضيقي
يوم يرجع رفاقي في مكاني لحالي
حينها لا رفيق.. ولا صديق.. وشقيقي
ارجو العفو من ربي عزيز الجلالي
حيث نفسي لشئوم المعصيه ما تطيقي


ومن القصائد المؤثرة للشاعر مروي المطيري تلك القصيدة التي كانت آخر قصائده الشعرية وهي عبارة عن وصية لأبنائه نختار منها قوله :


يا عيال أبا وصيكم وصايا كثيره
وانتم تعرفون الوصايا المفيدات
متوسم فيكم علوم كبيره
للمرجله فيكم وسوم وعلامات
معها مشيتو في الحياة الصغيره
الكم عليها ساس منشا ومنبات
لكن في نفسي مع الوقت غيره
هذا الزمان أحدث أعلوم غريبات
وشفت الكبر.. والموت جاني نذيره
وحبيت اذكركم وليه وصيات
الدين الأول في الوصايا الغزيره
وأول وصيه فيه فرض الصلوات
الدين بأركانه ونوع الشعيره
واجب وسنة والشعاير عديدات
صواب سنة مع اخلاص السريره
لله خلاق الفضا والسموات
وأنتم على الفطرة من أهل الجزيره
منشا رجال الدين الأحيا والأموات