ذئب حطاب
حطاب العطيفة من العونة وقصته مع الذئب مشهورة لدى العونة خاصة ولمنطقة السر عامة والقصة كما رويتها من كبار العونة يقولون :
( في إحدى الليالي وفي نفود السر دخل حطاب العطيفة على زوجته ليلا ، فقالت له : إن ( الرخيم ) وهي نعجة من أجمل وأطيب الغنم ولها مكانة عند زوجته قالت : ستلد الليلة وأخشى من الذئب أن يأتي ويأكل ولدها ؟ فقال حطاب العطيفة لزوجته : إن ( الرخيم ) في وسط الغنم والذئب إذا أراد أن يأكل من الغنم يأكل الغنم المتطرفة ، فرضيت بقوله وأمنّت على نعجتها ، وفي الليل ولدت الرخيم وشاء الله أن يعدو الذئب على قطيع الغنم وأن يأخذ ولد الرخيم التي في وسط الغنم وسار به حيث النفود ، فلما أصبح الصباح خرجت زوجة حطاب العطيفة لتتفقد نعجتها الرخيم وولدها فوجدت الرخيم دون ولدها وبحثت عنه من هنا وهناك فلم تجده ؟ فأدركت أن الذئب قد أكله ؟ وهي على هذه الحالة فإذا بحطاب العطيفة مقبلٌ على زوجته ، فقالت له : الذئب أكل ولد الرخيم وراحت تلومه وتعاتبه على ذلك ؟ فقال حطاب العطيفة لزوجته ما الذي يرضيك ؟ قالت : رأس الذئب ؟ فقال حطاب العطيفة عليّ الطلاق بالثلاث منك إذا ذهب الذئب إلى النفود أن أتي برأسه ! لأن النفود مرتفعات رملية يرى بها أثار الأقدام ، وأما إذا ذهب الذئب إلى الصفراء فقد فلت بجلده لأن الصفراء مرتفعات صخرية لا يرى بها الأثر ! فتتبع حطاب العطيفة جرت الذئب في قطيعه فوجدها متجهة إلى النفود فأقتفى أثره حتى وجد الذئب تحت شجرة يستظل بها ويغفو ثم يستيقظ ويغفو مرة أخرى ثم يستيقظ وهكذا عدّ حطاب العطيفة بيده مدة غفوته واستيقاظه من عدد أربعة إلى سبعة أصابع فكلما غفا الذئب تقدم نحوه حطاب العطيفة وهو يعد ويقف دون إستيقاظه وهكذا حتى أصبح الذئب في مرمى البندقية ، فقال حطاب العطيفة : قم يا سرحان والله اللي يأكل ولد الرخيم ما يعيش ؟ فرمى الذئب وأصابه في مقتل فلما دنا حطاب العطيفة من الذئب قطع رأسه وحمله فلما سار به قليلا وقف فقال : لو إنني أتيت برأس الذئب لزوجتي ستكذبني وتقول : الذئاب كثر ؟ فرجع إلى الذئب وبقر بطنه واستخرج كراعين الطلي وأخذ رأس الطلي أيضا وعاد بهم إلى زوجته ، فقال لها : هذا رأس الذئب ؟ فقالت : أنت مطلق بالثلاث وما يدريني أنه الذئب الذي أكل ولد الرخيم ؟ ثم رمى لها رأس الطلي وكراعينه فرضيت )