العـونة والرشيد
وفي آوائل القرن الرابع عشر وتحديدا على الأرجح أنه من تاريخ 1309هـ إلى سنة 1314هـ تقريبا انقسمت العونة إلى ثلاثة أقسام فقسم أستقر في منطقة السر وما زالوا به إلى هذا اليوم وقسم آخر بقي مع الدويش وعلوى وهم السواد الأعظم منذ تحدرهم من الحجاز وحضروا جميع مناخات وغزوات علوى وقسم من العونة رحل إلى الأمير محمد بن عبدالله بن علي الرشيد بعد أن أخضع نجد حاضرة وبادية ولما عرف عنه أنه يتحرى العدل ويحب السلم ويكره إثارة الحروب وقيل أن سبب رحيلهم هو حدوث خلاف مع الدويش بسبب مقتل فراج بن شبلان الجبلي وهذا هو الرحيل الثاني فقد نزلت العونة على الأمير محمد الرشيد وكانوا فرسانا أشداء حضروا معه بعض مغازيه في آخر حياته غير أن معظم الأحداث في أول حكم عبدالعزيز بن متعب الرشيد ولم يمكثوا سنة أو سنتين على الأكثر حتى انزاحوا منه إلى الصمان والكويت ومن العونة على سبيل المثال : ( غريب الجسار ونهار الجسار وعايض الجسار ومذكر القوبع وميثان السنيد وشملان بن بدن المليس وفهد أبوحقطة وسالم العويد وسليمان العويد والعطيفات و العيفان والثويمر وعدهان بن منيع و هزاع الأطرم الهلفي والجبر وغيرهم ) .
سبب جلاء بعض العونة إلى محمد الرشيد ( الجلاء الثاني )
حدثني مجبل بن رجيان البغيلي قال حدثني عبيد بن وصال البغيلي أنه قـال :
( ارتحل سلف الجبلان وسلف العونة إلى وسمية مربعة معا ولما نزلوا عليها فإذا أرنب من جهة سلف العونة هربت فلحقها كلب صيد ( سلقة ) لأحد صغار العونة فأتجهت الأرنب إلى سلف الجبلان فمسكتها السلقة فتقدم أحد الجبلان فأخذ الأرنب وكلب الصيد وضرب العوني صغير السن فذهب إلى أبيه يبكي ، فلما علمت العونة في الأمر قال غريب العيفان وكان معه بندق بفتيل تطلق برصاص يسمى قصديرة قال : يا العونة اليوم نقتل فراج بن شبلان وكان رجلا شجاعا و يرتدي الجوخة فتلاقى خيالة الجبلان وخيالة العونة وحمل بعضهم على بعض فلما حملت خيل العونة على خيل الجبلان فإذا فراج بن شبلان أمام غريب بن عيفان فضربه ببندق الفتيل فأخترقت الرصاصة الدرع الذي يلبسه فراج بن شبلان فسقط عن خيله ميتاً وصارت الكسيرة على الجبلان وتقدمت خيل العونة وأغارت على الإبل فغنمتها
وفيها يقول غريب العيفان :
عيني لولا حلال القعيمات
من عرض ما جاني ثلاث ضوارا
ويقول غريب العيفان في قتله لفراج بن شبلان :
ساروا اهل العليا وسرنا بالأقبال
وصرنا عليهم مثل سيلٍ نحاوي
فراج بن شبلان من المعرقه مال
من ضربنا يوم اعتقاب اللهاوي
طرشتله في ملعب الخيل مرسال
قصديرة مع دربها الشال هاوي
أهل العليا : يريد الجبلان
ولما علم الدويش بما جرى بين العونة والجبلان ومقتل فراج بن شبلان لام العونة على قتله فأخذت العونة بخاطرها على الدويش فرحل بعض العونة إلى محمد الرشيد فكان هذا سبب جلاء بعض العونة إلى حائل ولم يمكثوا طويلا حتى تصالح الدويش معهم وأرسل لهم شاعر الدوشان حطاب بن دعسان الدويش كما سيأتي بيانه .