علي سـالم أبـو حــديـدة :
وعاش في البيت الكبير متأثرا بطباع والده الهادئ والمحب لعمله
حاورته: حنان عبيد
ولد عام 1957 في حي شرق في المستشفى الاميركي، وعاش في البيت الكبير متأثرا بطباع والده الهادئ والمحب لعمله. أحب المقاولات مذ كان صغيرا ليصبح هاويا لها، وناجحا فيها.
تدرج دراسيا من مدرسة خيطان الى ثانوية الشويخ وحصل على دبلوم الإدارة وعمل دورات فيها لينتقل بعدها الى جامعة الكويت ويدرس الحقوق لمدة سنتين ثم يتوقف عن الدراسة لعدم رغبته في هذا التخصص. دخل انتخابات التعاونيات وعمل في الجمعيات التعاونية لمدة تسع سنوات فتشجع على خوض الانتخابات النيابية في عام 1992، فنجح وأصبح نائبا في البرلمان عن منطقة خيطان التي عاش فيها كل ذكريات حياته. بعد ذلك طلّق النيابة وعاد للعمل العقاري الذي يعشقه. التقيناه في مكتبه في حوار شامل عن حياته الاجتماعية والسياسية والمهنية متصفحين ذكرياته ومستمعين لتطلعاته.
إنه النائب السابق علي سالم أبو حديدة الذي كانت لنا معه هذه الاستراحة.
• يسألك بعض محبيك أين دنياك؟
ــــ أنا موجود، لكن لا بد من أخذ راحة في بعض الأحيان
• وهل كانت راحتك منذ هجرك للعمل السياسي؟
ــــ الحمد لله كان نعمة من الله ترك العمل السياسي، لقد كنت نائبا من عام 1992 الى 1996 وكان العمل السياسي متعباً.
قتل الإبداع
• أما زلت توزع البخور على من حواليك؟
ــــ يضحك ويضحك قائلا: ما شاء الله عليك، عليك العمل في المباحث، كيف عرفت ذلك؟
• لا يخفى عليّ شيء، كذلك كنت تأخذ الخشب من الزرع في مجلس الأمة وتوزع على الكل؟
ــــ صحيح في احدى المرات كان في الزريعة نوع من الخشب فأخذته ووزعته كهدايا على الاخوة وقلت لهم هذا بخور طيب استفيدوا منه فأخذوه وصدقوا كلامي.
• لو افترضنا انك اليوم نائب في البرلمان، من كنت تستجوب من الوزراء؟
ــــ لا استجوب احداً، فالوزراء مغلوبون على امرهم، والآن مجلس الوزراء لا يقوم بالدور المطلوب منه، كان يجب ان يكون هناك حكومة ظل تساعد الوزير حيث التوجهات السياسية وهذه ليست موجودة في الكويت، لا بد من وجود مستشارين يساعدون الوزير على عمله في الخطة الموضوعة، وكلما جاء وزير يلقي اللوم على الوزير السابق، والوزير الجديد يصدق ويسير على المنوال نفسه، مثال ذلك جميع الوزراء الذين تسلموا وزاراتهم، يقولون في البداية سنغير القوانين وهذه الظاهرة غير صحية، فالقوانين وضعت لخدمة الناس وللاسف لم تعد اليوم في خدمتهم.
• في لقاء معك في التسعينات حاورك احد الصحافيين سائلا رأيك في وصول المرأة للنيابة في منطقة خيطان، قلت حينها: لا قدر الله لا نريد ذلك، أما زلت اليوم على الرأي نفسه؟
ــــ بالعكس، في الانتخابات توقعت وصول المرأة للكرسي النيابي، وها هي الدكتورة أسيل نائبة عن منطقة خيطان، المشكلة ليست في تأييد وصول المرأة للكرسي النيابي او الوزاري بل المشكلة ان هناك حقوقا كثيرة للمرأة لم تصل اليها، وهناك قفز على اشياء كثيرة من حقوقها.
• اليوم تعمل في الحقل التجاري وهو العمل الذي اشتهرت به عائلة بوحديدة، فهل تجد نفسك في هذا الميدان؟
ــــ التجارة هي اهم حقل للعمل، لقد جمعت الكويت منذ الستينات حيث سيطرة النظام الرأسمالي والشيوعي بين النظامين، فعملت الشركات المساهمة التي هي خلاصة النظامين في العالم، ونجحت لسنوات طويلة.
• لماذا لا تقدمون ككبار التجار في الكويت على بناء برج كالبرج الذي افتتحه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي؟
ــــ كانت الكويت سباقة في كل شيء واذا اعطيتك جدولا لتري ما قبل وما بعد فستجدين كيف كانت الكويت، ولكن الظاهر من بعد 1990 قتل الابداع عندنا. كانت الكويت من اولى الدول في التعليم وفي التنمية وفي كل شيء، ومثال ذلك ثانوية الشويخ التي كان فيها نظام السكن الداخلي الذي خرّج اجيالا مبدعة وتم الغاؤه. واليوم هذا النظام يطبق في قطر. كما كانت لدينا الكلية الصناعية والثانوية التجارية، وكلها ذهبت مع الريح، ونحن اول من اسس نظام التاكسي اللاسلكي عام 1956، بينما اليوم انظري الى التاكسي الجوال فمن يركبه بعدما انتهى في العالم.
ذكريات
• حدثنا عن تفاصيل حياتك من مرحلة الطفولة الى اليوم؟
ــــ ولدت عام 1957 في حي شرق في المستشفى الاميركي. عشنا في البيت الكبير مع الجدة والجد، وكنت الولد الخامس من بين اخوتي. كنت دائما هادئا تأثرت بوالدي الذي كان يعمل في العقارات، اذهب معه اينما ذهب وأسمع ما يتداولونه التجار، فأحببت عمل المقاولات واعتبر نفسي هاويا للمقاولات، فاليوم خبرتي في المقاولات تعادل خبرة مهندس البناء. تدرجت دراسيا من مدرسة خيطان الى ثانوية الشويخ. وكنا نسكن في مكان وزارة الاعلام ثم انتقلنا الى خيطان، حيث لم يكن في الكويت الا مناطق حولي والسالمية وبوحليفة وخيطان والجهراء. كل ذكرياتي في خيطان، وهي اقدم المناطق الكويتية وعاش فيها اغلب العوائل الكويتية. جدي الكبير عاش في الكويت من ايام الشيخ مبارك الصباح، وبيت بوحديدة عائلة كويتية متفردة بهذا اللقب في كل المنطقة.
• كيف تأثرت بوالديك وماذا أخذت منهما؟
ــــ كنت الولد العاقل والهادئ، اسمع كلمة والدي. اخذت هدوءه وحبه للعمل وطباعه، ومن الوالدة اخذت ذكاءها وقوة شخصيتها وحزمها في البيت.
• ما تخصصك الجامعي؟
ــــ عملت دبلوم ادارة في العلوم الادارية، ثم عملت دورات، ثم انتقلت الى جامعة الكويت لدراسة الحقوق فدرستها لمدة سنتين ثم تركتها لعدم رغبتي في دراسة الحقوق.
• ماذا عن بداياتك المهنية؟
ــــ منذ البداية بدأت العمل التعاوني بعد اخذي لدبلوم الادارة فدخلت في انتخابات التعاونيات وكنت مرتاحا لان في العمل التعاوني خدمة للناس عكس ما يحدث هذه الأيام، فالمشاكل اليوم في كل قطاعات الدولة وليس حصريا في العمل التعاوني.
• من الذي شجعك على خوض الانتخابات عام 1992؟
ــــ ظروف المنطقة والاخوان فيها، كان عدد المرشحين كبيرا في تلك الدورة، وبما اننا كنا قدماء في خيطان وكنت في الجمعية لتسع سنوات وخدمنا في المنطقة كثيرا فشجعوني على خوض الانتخابات النيابية وخضتها لدورة واحدة فقط.
زواجان
• ماذا عن مؤسسة الزواج؟
ــــ تزوجت زواجاً تقليدياً عام 1984 بعد ان اختارت والدتي العروس، وهي من معارفنا، فقد رأت والدتي يية واخبرتني عنها فتزوجتها وكانت اول وآخر امرأة في حياتي. تزوجتها وأنا بعمر الثامنة عشرة ثم تزوجت الانتخابات، وبعد ترك الانتخابات نمت مرتاحاً الى اليوم.
• كم ولداً لديك؟
ــــ سالم محام، ومحمد تخصص بالتمويل، وعبدالله لم ينه دراسته بعد، وهيا بالجامعة تدرس الآداب، وسعاد بالثانوية، وعالية بالمدرسة.
• أسميت ابنتك سعاد لحبك للشيخة سعاد الصباح؟
ــــ أكيد.. طبعاً.
• وهل تلقيت هدية منها على هذا الاسم؟
ــــ طبعا باركت، ودائما فضلها كبير علينا.
• هل كانت تعمل أم سالم؟
ــــ كانت مدرّ.سة للعربية وتركت العمل منذ زمن.
• عندما كنت نائبا هل كانت تغار عليك؟
ــــ فوزية تحملت، لم تغَر ولم تتذمر ابدا، كان لدينا ضغط عمل كبير. تصوري انني كنت اتابع البريد في البيت بعد الثانية عشرة ليلاً، وفي السابعة صباحاً أخرج للعمل.
• كيف هو نظام حياتك اليومي؟
ــــ أخرج صباحاً للعمل ولا أعود للبيت إلا مساءً، أتناول الغداء في المكتب ويكون الغداء خفيفاً.
• ماذا عن الخلافات الزوجية؟
ــــ الحمد لله لم نجرب ذلك ابداً، وهذه نعمة من الله. حياتنا بسيطة لا نعقدها، ومبدئي في الحياة «فسر كل شيء خير ترتاح»، لذلك انا مرتاح.
• إلى أين تسافرون في الإجازات؟
ــــ نسافر دائما في الاجازات الى لندن والتشيك وايطاليا، وللاسف حاليا انا قليل السفر بسبب العمل.
• ألم تقدم للزوجة عقاراً كهدية؟
ــــ لا ابداً، اقدم لها هدايا بسيطة كالعطور والساعات. لقد علمت اولادي البساطة والقناعة. ونحن كعائلة نعيش وفقهما. لذلك عائلتي مرتاحة وسعيدة. واليوم اذا بحثنا المشاكل الحقيقية بين الأزواج في الكويت فإن %80 من المشاكل الاجتماعية والخلافات الزوجية بسبب المظاهر، إذ إنهم لا يعيشون الحياة وفق دخلهم بل يستدينون إشباعا لحبهم للمظاهر.
• ما الهوايات التي تمارسها؟
ــــ أهم شيء عندي السباحة.
• ما الأغاني التي تسمعها؟
ــــ أحب الأغاني الكويتية القديمة فلها صوت ونغمة خاصة عندي.
• ماذا تحب ان يعود من الماضي؟
ــــ البساطة، فاليوم عندما تزور القريب فإنك تأخذ موعداً، وهذا لم يكن موجودا سابقاً في حياة الكويتيين.
• حكمة في الحياة تؤمن بها؟
ــــ «صلح مغبون خير من قضية رابحة».
• مع كل هدوئك ما الذي يستفزك لتعصّب؟
ــــ الشيء الوحيد الذي يخرجني من طوري ويعصبني هو المواعيد، فأي أحد يتأخر عن الموعد أطرده ثم اتحسف، وحتى عندما يكون لدي موعد فأنا أذهب قبل الموعد، وأكون قلقا ومتوترا، خاصة اذا تأخرت.
• ماذا عن عاطفتك ودموعك؟
ــــ لا تظهر عاطفتي عليّ ولا أبكي ابداً، لكن أيام غزو الكويت نزلت دموعي.
• ما العمل الذي تحب ان تمتهنه غير التجارة؟
ــــ أحب أي عمل اجتماعي واجد نفسي فيه، وكانت لذتي في عملي في الجمعيات التعاونية، وأحب حل مشاكل الناس ومساعدتهم.
• كم مرة تتهاتف مع الزوجة وأنت في العمل؟
ــــ تتصل مرة واحدة في اليوم، ويكون حديثنا سريعاً.
• متى محاسبة الذات على ما اقترفت من اعمال؟
ــــ يومياً أحاسب نفسي عندما أضع رأسي على المخدة مساءً.
• ما الصفات التي تحبها في زوجتك؟
ــــ زوجتي مثلي قنوعة وبسيطة، ودائما أنصحها هي وأولادي بالبعد عن المظاهر.
• بماذا تحب ان تختم لقاءنا؟
ــــ أتمنى من الحكومة ان تستعين بأفضل الشركات العالمية لتنفيذ وتطبيق خطتها التنموية على الأرض، وان تعين الأوائل من خريجي الجامعة في مؤسساتها.
رابط القبس
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...searchText=أبو حديدة&date=08022010
آخر 10 مشاركات
مقابلة علي سالم أبو حديدة الشلاحي العوني على جريدة القبس
العرض العادي
