قال الشيخ إبراهيم آل عبد المحسن : " ... وفيها قتل سلطان بن قنور في عين ابن قنور المعروفة بالسر ، قتله محمد بن عويد بن قنور ، ورجاله من عشيرته ، ومعهم فوزان الصوينع ، وسبب قتلهم هو أنهم اتهموه أنه يميل إلى آل ربيع المعروفين من آل شقرا في السر ، لما بين آل قنور وآل ربيع من الشرور ، وكان سلطان المذكور حين أرادوا قتله جالسا إلى جنب ابن أخته عبدالله العطيفة ، فلما رآهم سلطان دخل على عبدالله المذكور واستجار به ، فقام عبدالله ينهاهم عنه فلم يلتفتوا إليه وقتلوه ، ولم يرعوا لعبد الله حرمة فغضب عبدالله لذلك وسار إلى الرياض ، ومعه ثوب خاله سلطان بن قنور مضرجا بالدماء ، فقدم على بني عمه العطيفات في بلد الرياض وهم فالح وحطاب وحجاب وراشد ، فصاح عندهم وبكى وقال : إن آل عويد قتلوا خالي ظلما وعدوانا وهو في وجهي ونهيتهم فلم ينتهوا ، بل هتكوا حرمتي ، وقطعوا وجهي ، وجعل يبكى حتى استجاش سواكنهم فغضبوا لذلك ، وكانوا من جملة خدام الإمام عبدالله بن فيصل ، ومن المقربين لديهم لشجاعتهم، وكانوا معروفين بالشجاعة طلبوا الإمام عبدالله أن يسمح لهم في قتل محمد بن عويد ، فأذن لهم ، وركبوا سائرين من الرياض حتى قدموا على آل ربيع في بلد شقراء ، فركبوا معهم وتوجهوا إلى السر ، فلما وصلوا إلى بلدتهم الطرفية المعروفة بالسر ، لم يجد فيها سوى النساء ، والصبيان ، فسألوا النساء عن الرجال فأجبن بأنهم خرجوا للصيد ، فركب العطيفات ، ومن معهم من آل ريبع ، وأتباعهم من أهل شقراء نحو من عشرين رجلا ، وتوجهوا إلى النفود في طلبهم ، وأقام بقيتهم في الطرفية يترقبون مجيئهم ، فوجدوهم في نفود السر ، ولما رآهم محمد بن عويد ركب حصانه وانهزم ، وكان مشهورا بالرماية ، ولم يكن في زمنه من يماثله ، وسار إلى السر ، وترك أصحابه ، فأحاطوا بهم ، وقام آل ربيع على فوزان الصوينع فقتلوه لأمور بينهم ، وتركوا الباقين ، ثم ساروا خلف محمد بن عويد وطلبوه فأدركوه في عين الصوينع ، فقتله العطيفات ، ثم رجعوا إلى شقراء ، وسار العطيفات منها إلى الرياض ، وختمت هذه السنة بفتن وزلازل ومحن وإحن فالله المستعان " تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان (1/207 ) الناشر مكتبة الرشد . *