1 ـ جحر الضب
قالوا ومن كيس وعقل الضب أنه لايتخذ جحره إلا في موضع صلب أو في ارتفاع عن المسيل والأرض المنبسطة ولذلك ترى براثنه ناقصه لأنه يحفر في الصلابة .
يقول خالد بن الطيغان
ترى الشر قد أفنى دوابر وجهه * كضب الكدى أفنى براثنه الحفر
وقال كثير
فإن شئت قلت له صادقا * وجدك بالقف ضبا جحولا
من اللاء يحفرن تحت الكدى * ولا يبتغين الدماث السهولا
2 ـ الموضع الذي يختاره الضب لجحره
الضب نسّاء سيئ الهداية لا يحفر جحره إلا عند أكمة أو صخرة أو شجرة لأنه إذا تباعد من جحره لطلب الطعم أو بعض خوف فإذا ألتفت إلى ورآه أحسن الهداية إلى جحره .
3 ـ الضب وخبثه وتدبيره
تقول العرب ( خب ضب ) و ( أخب من ضب ) و ( أخدع من ضب ) لأنه يضع علامة على جحره حتى لا يضيع فيدخل على ظربال أو ورل فيأكله وكذلك له حذر ويخدع في زوايا حفيرته ويوصف بالخبث والمكر .
4 ـ إحتيال الضب بالعقرب
وزعمت العرب أنه يعد العقرب في حجره فإذا سمع صوت الحرش استنفرها فألصقها بأصل عجب الذنب من تحت وضم عليها فإذا أدخل الحارش يده ليقبض على أصل ذنبه لسعته العقرب .
قال الشاعر
ويدخل عقربا تحت الذنابي * ويعمل كيد ذي خدع طبين
5 ـ إعجاب الضب بالتمر
قال ابن دأب
لئن خدعت حبي بسب مزعفر * فقد يخدع الضب المخادع بالتمر
وقال بشر بن المعتمر
وفارة البيش على بيشها * أحرص من ضب على تمر
6ـ ومن عجائب الضب
& طول ذماء الضب والذماء بقية النفس وشدة انعقاد الحياة والروح بعد الذبح ومنه المثل ( إنه لأحيا من ضب )
& ومن أعاجيبه طول العمر فهو يشارك الحيات في هذه الفضيلة
& ومن أعاجيبه أن له أيرين وللضبة حرين وإسم أيره ( النزك ) وقال البعض : أن أير الضب كلسان الحية الأصل واحد والفرع اثنان وأنشد الكسائي
تفرقتم ولازلتم قرن واحد * تفرق أير الضب والأصل واحد
& ومن أعاجيبه قول جالينوس : الضب الذي له لسانان يصلح لحمه لكذا وكذا ..