بسم الله الرحمن الرحيم
ادعكم مع قصيدة المتنبي الرائعه
مَلومُكُما يَجِلُّ عَنِ iiالمَلامِ
وَوَقعُ فَعالِهِ فَوقَ iiالكَلامِ
ذَراني وَالفَلاةَ بِلا iiدَليلٍ
وَوَجهي وَالهَجيرَ بِلا iiلِثامِ
فَإِنّي أَستَريحُ بِذا iiوَهَذا
وَأَتعَبُ بِالإِناخَةِ iiوَالمُقامِ
عُيونُ رَواحِلي إِن حُرتُ iiعَيني
وَكُلُّ بُغامِ رازِحَةٍ iiبُغامي
فَقَد أَرِدُ المِياهَ بِغَيرِ iiهادٍ
سِوى عَدِّي لَها بَرقَ iiالغَمامِ
يُذمُّ لِمُهجَتي رَبّي iiوَسَيفي
إِذا احتاجَ الوَحيدُ إِلى iiالذِّمامِ
وَلا أُمسي لِأَهلِ البُخلِ iiضَيفًا
وَلَيسَ قِرًى سِوى مُخِّ iiالنِعامِ
فَلَمّا صارَ وُدُّ الناسِ iiخِبًّا
جَزَيتُ عَلى ابتِسامٍ iiبِاِبتِسامِ
وَصِرتُ أَشُكُّ فيمَن iiأَصطَفيهِ
لِعِلمي أَنَّهُ بَعضُ iiالأَنامِ
يُحِبُّ العاقِلونَ عَلى iiالتَصافي
وَحُبُّ الجاهِلينَ عَلى iiالوَسامِ
وَآنَفُ مِن أَخي لِأَبي iiوَأُمّي
إِذا ما لَم أَجِدهُ مِنَ iiالكِرامِ
أَرى الأَجدادَ تَغلِبُها iiجميعًا
عَلى الأَولادِ أَخلاقُ اللِّئامِ
وَلَستُ بِقانِعٍ مِن كُلِّ iiفَضلٍ
بِأَن أُعزى إِلى جَدٍّ iiهُمامِ
عَجِبتُ لِمَن لَهُ قَدٌّ وَحَدٌّ
وَيَنبو نَبوَةَ القَضِمِ iiالكَهامِ
وَمَن يَجِدُ الطَريقَ إِلى iiالمَعالي
فَلا يَذَرُ المَطِيَّ بِلا iiسَنامِ
وَلَم أَرَ في عُيوبِ الناسِ iiشَيئًا
كَنَقصِ القادِرينَ عَلى iiالتَّمامِ
أَقَمتُ بِأَرضِ مِصرَ فَلا iiوَرائي
تَخُبُّ بِيَ المَطِيُّ وَلا أَمامي
وَمَلَّنِيَ الفِراشُ وَكانَ iiجَنبي
يَمَلُّ لِقاءَهُ في كُلِّ iiعامِ
قَليلٌ عائِدي سَقِمٌ iiفُؤادي
كَثيرٌ حاسِدي صَعبٌ iiمَرامي
عَليلُ الجِسمِ مُمتَنِعُ iiالقِيامِ
شَديدُ السُّكرِ مِن غَيرِ iiالمُدامِ
وَزائِرَتي كَأَنَّ بِها iiحَياءً
فَلَيسَ تَزورُ إِلّا في iiالظَّلامِ
بَذَلتُ لَها المَطارِفَ iiوَالحَشايا
فَعافَتها وَباتَت في iiعِظامي
يَضيقُ الجِلدُ عَن نَفسي iiوَعَنها
فَتوسِعُهُ بِأَنواعِ iiالسِّقامِ
إِذا ما فارَقَتني iiغَسَّلَتني
كَأَنّا عاكِفانِ عَلى iiحَرامِ
كَأَنَّ الصُّبحَ يَطرُدُها فَتَجري
مَدامِعُها بِأَربَعَةٍ iiسِجامِ
أُراقِبُ وَقتَها مِن غَيرِ iiشَوقٍ
مُراقَبَةَ المَشوقِ iiالمُستَهامِ
وَيَصدُقُ وَعدُها وَالصِدقُ iiشَرٌّ
إِذا أَلقاكَ في الكُرَبِ iiالعِظامِ
أَبِنتَ الدَّهرِ عِندي كُلُّ iiبِنتٍ
فَكَيفَ وَصَلتِ أَنتِ مِنَ الزِّحامِ
جَرَحتِ مُجَرَّحًا لَم يَبقَ iiفيهِ
مَكانٌ لِلسُّيوفِ وَلا iiالسِّهامِ
أَلا يا لَيتَ شَعرَ يَدي iiأَتُمسي
تَصَرَّفُ في عِنانٍ أَو iiزِمامِ
وَهَل أَرمي هَوايَ iiبِراقِصاتٍ
مُحَلّاةِ المَقاوِدِ iiبِاللُّغامِ
فَرُبَّتَما شَفَيتُ غَليلَ iiصَدري
بِسَيرٍ أَو قَناةٍ أَو iiحُسامِ
وَضاقَت خُطَّةٌ فَخَلَصتُ iiمِنها
خَلاصَ الخَمرِ مِن نَسجِ iiالفِدامِ
وَفارَقتُ الحَبيبَ بِلا iiوَداعٍ
وَوَدَّعتُ البِلادَ بِلا iiسَلامِ
يَقولُ لي الطَبيبُ أَكَلتَ iiشَيئًا
وَداؤُكَ في شَرابِكَ وَالطَّعامِ
وَما في طِبِّهِ أَنّي جَوادٌ
أَضَرَّ بِجِسمِهِ طولُ iiالجِمامِ
تَعَوَّدَ أَن يُغَبِّرَ في iiالسَّرايا
وَيَدخُلَ مِن قَتامِ في iiقَتامِ
فَأُمسِكَ لا يُطالُ لَهُ iiفَيَرعى
وَلا هُوَ في العَليقِ وَلا iiاللِّجامِ
فَإِن أَمرَض فَما مَرِضَ اصطِباري
وَإِن أُحمَمْ فَما حُمَّ اِعتِزامي
وَإِن أَسلَم فَما أَبقى iiوَلَكِن
سَلِمتُ مِنَ الحِمامِ إِلى iiالحِمامِ
تَمَتَّع مِن سُهادٍ أَو iiرُقادٍ
وَلا تَأمل كَرًى تَحتَ الرِّجامِ
فَإِنَّ لِثالِثِ الحالَينِ iiمَعنىً
سِوى مَعنى انتِباهِكَ iiوَالمَنامِ[/poem]