[overline]مـــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــقـــــ ــــــــــــــــول[/overline]
تذكر ... «حكمة الشايب»!
أؤمن كثيرا بحكمة الشايب التي لو تأملها وفكر بها كثير منا لغيرت أسلوب حياتهم ولأعادت ترتيب أولوياتهم فسرعة الحياة وتعقيدها تضع علينا الكثير من الضغوط لنكتشف في وقت متأخر أننا فقدنا أجمل متع الحياة حين تركنا الالتزامات والمبادرات والطموحات تتقاذفنا يمنة ويسرة على حساب امور أهم وضعناها في آخر أولوياتنا. ومن سمع بالقصة من قبل فلعلها تكون ذكرى له فالذكرى تنفع المؤمنين!
يروي لنا قصة «حكمة الشايب» رجل أعمال عاشها في إحدى رحلاته العملية حيث يقول: وضعت أمتعتي في غرفة الفندق ثم توجهت الى النادي الصحي لأمارس الرياضة. كان بجانبي نزيل أوروبي أو أمريكي يكبرني بالسن فتبادلنا الأحاديث وكان حوارنا ممتعاً. وحين اردت الانصراف دعاني لمرافقته في رحلة بحرية في الغد فاعتذرت لوجود اجتماعات عمل جئت من أجلها فاقترح علي أن نتناول العشاء سوياً في مطعم متميز ولكنني كنت مرتبطاً كذلك بعشاء عمل لأستغل الأيام الثلاثة التي سأبقى فيها في المدينة لإنهاء كافة أعمالي.
كنت أصادف هذا النزيل أحيانا خلال دخولي أو خروجي من الفندق فأرى ابتسامة ذات مغزى لكني لا أعلم مقصدها؟ وفي اليوم الأخير وأنا أنهي إجراءات المغادرة دون ان تحصل فرصة لأجيب دعوته لمحته يجلس في صالة الفندق ويشير إلي ، اتجهت إليه فدعاني الى تناول كوب من الشاي ، وكان هناك متسع من الوقت فجلست وبادرته قائلا: ما سر الابتسامة التي تواجهني بها كلما تلاقينا؟ .. تبسم وقال: كلما رأيتك تذكرت نفسي حين كنت شاباً ، فقد أمضيت أجمل وأغلى سنوات عمري في تنمية أعمالي التجارية كما تفعل أنت الآن ، وبعد أن كبرت وحققت ما أريد وجدت أنني فقدت الكثير مما لا يمكن تعويضه وخرجت بدرس ثمين. تعجب رجل الاعمال وبادره قائلا: ماذا تقصد؟ فأجابه: إن الرجل يمر في حياته بثلاث مراحل ويحتاج الى أن يملك ثلاثة أشياء . ففي سن الشباب يكون لديك الوقت لقلة مشاغلك ولديك النشاط والقوة لتستمتع ولكن ليس لديك المال الكافي لتسافر وتشتري السيارة والمنزل الذي تتمناه وترفه عن نفسك وتحقق طموحاتك. ثم إنك تنتقل إلى مرحلة الرجولة فتنهمك في العمل والوظيفة والتجارة وتجمع المال لتؤمن مستقبلاً أفضل لك ولأسرتك ، حينها يكون لديك المال ولديك النشاط والقوة ولكن ليس لديك الوقت لتستمتع وترفه عن نفسك وأسرتك فأنت مشغول بأعمالك وسفراتك وتضحي بأشياء كثيرة من أجل «ضمان المستقبل» فتستثمر أموالك وتدخل في مشاريع فتؤجل بعض الامور المرفهة الى وقت آخر. وفي المرحلة الثالثة حين تكبر سنك تكون قد جمعت المال الذي تريد وأكثر ولديك الوقت لتستمتع وتحقق ما كنت تحلم به ولكن ستجد أنك قد فقدت الصحة والنشاط الذي كنت تتمتع بهما أيام الشباب فلم يعد لديك الجهد للسفر ولا تجد نفس المتعة في شراء سيارة فخمة أو منزل كبير! وتبحث عن أبنائك وبناتك لتستمتع معهم في رحلات وسفرات فتجدهم قد كبروا ولم يعد يهمهم أن يشاركوك في مثل هذه الأنشطة فقد صار لكل منهم اهتماماته وعالمه! بل قد لا تجد زملاء تلتقي بهم لأنك قد قطعتهم حين انشغلت بأعمالك التجارية وسفراتك ومشاريعك. ستجد أن هذا المال لن يعيد لك تلك الأيام التي كان أبناؤك يتمنون أن تمضي معهم ولو ساعة واحدة أو أن تذهب بهم في رحلة او سفر الى بلد قريب. ستجد أن المال لن يعيد لك صحتك بعد أن داهمك الضغط والسكري فلم تعد ذاك اليافع القوي! لذا خرجت من تجربتي وهو ما أوصيك به أن عشرات الآلاف من الريالات وانت في شبابك تستمتع بها مع أبنائك وزوجك وتقنع بما لديك خير لك من مئات الآلاف بل والملايين حينما تكون كهلاَ مثلي!.
ترى هل ستغير هذه الحكمة من أسلوب حياتك؟.
تذكر ... «حكمة الشايب»!
العرض العادي
