وفي آخر سنة 1231هـ
يقول ابن عيسى : ( وفي آخر هذه السنة سار إبراهيم باشا بالعساكر العظيمة من مصر متوجها إلى نجد فقدم المدينة وضبطها ثم سار منها ونزل الحناكية ثم دخلت السنة 1232هـ وإبراهيم باشا في الحناكية وكان عبدالله بن سعود قد أمر على أهل سدير والوشم أن يسيروا إلى القصيم فساروا إلى بريدة وأمر على حجيلان بن حمد أمير القصيم أن ينزل بأهل القصيم والوشم وسدير ، الغميس فنزلوا فيه واقاموا نحو أربعة أشهر ثم أن عبدالله بن سعود خرج من الدرعية لعشر بقين من جمادى الأولى من السنة المذكورة وأستنفر جميع بلدان نجد والبادية وسار بهم ونزل بالقرب من الرس وأستدعى بحجيلان ابن حمد ومن معه فأتوا إليه وتوجه عبدالله بن سعود بجنود لقتال إبراهيم باشا ومن معه من العساكر وهو حينئذ على الحناكية فلما بلغ إبراهيم باشا خبر عبدالله بن سعود أمر على علي أزن أن يسير بجملة من العساكر وجميع البادية من حرب وغيرهم وينزلوا ماوية " الماء المعروف بينه وبين الحناكية مسافة يومين " فسار على أزن ومن معه ونزلوا ماوية فلما علم بذلك عبدالله بن سعود وهو على خبراء نجخ سار منها وترك ثقله عليها فلما وصل ماوية حصل بينه وبين علي أزن قتال عظيم وصارت الهزيمة على عبدالله بن سعود ومن معه وقتل من أصحابه نحو مائتي رجل وذلك يوم الجمعة منتصف جمادى الآخرة من السنة المذكورة .
ثم إن عبدالله بن سعود سار هو ومن معه وقصد بلد عنيزة ونزلها وأما إبراهيم باشا فإنه سار بعساكره ونزل بلد الرس لخمس بقين من شعبان من السنة المذكورة فحاربوه ثم أنه حاصرهم إلى ثاني عشر من ذي الحجة ثم إنه صالحهم وحل عنهم ونزل الخبراء فتقرقت البوادي عن عبدالله بن سعود فلما كان بعد عيد النحر من السنة المذكورة جعل عبدالله بن سعود في قصر الصفا المعروف في عنيزة عدة رجال مرابطة وأستعمل عليهم أميرا محمد بن حسن بن مشاري بن سعود ثم رحل من عنيزة ونزل بريدة وأستعمل في بريدة أميرا إبراهيم بن حسن بن مشاري بن سعود وجعل عنده عدة رجال مرابطة في بريدة .
ثم إن إبراهيم باشا رحل من الخبراء ونزل عنيزة فأطاعوا له أهل البلد وأمتنع الذي في قصر الصفا فحاصرهم إبراهيم باشا ورماهم بالمدافع رميا هائلا فطلبوا منه المصالحة فصالحهم على دمائهم وسلاحهم فخرجوا من قصر الصفا وتوجهوا إلى أوطانهم وأمر إبراهيم باشا بهدم قصر الصفا فهدم فلما بلغ عبدالله بن سعود الخبر وهو في بريدة رحل منها إلى الدرعية وأذن لأهل النواحي يرجعون إلى أوطانهم )
( خزانة التواريخ النجدية ) المجلد 9 ص 93ـ94ـ95