محمد بن أمية صاحب الأندلس
واختار الثوار الموريسكيون فتى قويا وسيما نبيل المحتد في سن العشرين من أهل البيازين في غرناطة
يدعى الدون فرناندو دي كردوبا فالور
اختاروه أميرا عليهم وزعيما لإمارتهم الإسلامية والقائمة في بعض مناطق جنوب أسبانيا، والمستقلة عن الدولة النصرانية.
وكان هذا الفتى في الواقع
من بقايا أحفاد ملوك بني أمية
الذين سطعت في ظلهم الدولة الإسلامية في الأندلس. وما أن تسامع الموريسكيون بإمارة هذا الفتى هذا الفتى الأموي النبيل، حتى هرعت نحوه الوفود والجموع من كل ناحية، إلى معسكره في الجبال،لتأييده ومبايعته
وقد احتفل الموريسكيون بتتويجة أميرا عليهم
في 29ديسمبر1568 ، في احتفال بسيط مؤثر
فرشت فيه على الأرض أعلام إسلامية ذات أهلّة، فصلى عليها الأمير متجها نحو مكة، وأقسم الأمير أن يموت في سبيل دينه وأمته
وتسمى باسم ملوكي عربي هو محمد بن أمية صاحب الأندلس وغرناطة.
وتسامع المسلمون وراء البحار بهذه الثورة فتداعوا لنجدة إخوانهم المنكوبين، وهرعت إلى نصرتهم ونجدتهم جموع مجاهدة جريئة من بلدان المغرب العربي – ووفدت معهم فرقة من المجاهدين الترك. وقد خاطرت هذه الجموع المجاهدة بنفسها، وعبرت البحر إلى الشواطئ الأسبانية.
وبمقدم هؤلاء تفاقمت الثورة وتعاظم شأنها
فجرد الأسبان الحملة تلو الحملة للقضاء عليها فلم يستطيعوا
ومني الطرفان بخسائر فادحة في الأرواح وفتك الأسبان بالنساء والأطفال فتكا ذريعا وهدموا مدن الموريسكيين وقراهم فوق رءوس أهلها من الشيوخ والنساء والأطفال
لإجبار الثوار على وضع السلاح.
ومع كل ذلك إلا أن تلك الحملات الأسبانية الطائشة فشلت
في تحقيق أهدافها، وأثبتت الدوريات البحرية أنها غير قادرة على حرمان الثوار المسلمين من الاتصال بالعثمانيين في الجزائر ، ولم يؤد الاستخدام المفرط للقوة والمجازر الجماعية التي قامت بها القوات الأسبانية، ضد الثوار والسكان العزل إلى التخفيف من حد الثورة، بل على العكس كان ذلك سببا في استفحالها وفي زيادة وتيرتها واستماتة المجاهدين المسلمين في الدفاع عن دينهم وكرامتهم واستقلالهم.
وشيئا فشيئا تراخت قبضة النظام الاسباني على جنوب الأندلس نتيجة لضربات الثوار، الذين وصلتهم بعض قطع الأسلحة عبر البحر من إحدى قطع الأسطول العثماني المرابطة في خليج تونس، حيث كان قائد الأسطول ينتظر الأوامر والمدد من السلطان العثماني للتدخل في اسبانيا لصالح المسلمين. وقد أدى ذلك إلى ضجة كبيرة في مدريد، عاصمة الإمبراطورية الأسبانية، وسادت أجواء الذعر الشديد في بلاط الملك الأسباني الكاثوليكي المتعصب فيليب من أمكانية وصول القوات العثمانية النظامية وأسطولها، وتدخلها في الحرب لصالح الموريسكيين. وأثناء حوار مع الرسول البابوي، أعلن المسئولون الأسبان أنه إذا حصل تدخل من جانب العثمانيين، فإن أسبانيا قد تسقط في أيدي المسلمين. وخلص الملك فيليب والقادة الأسبان والبابا ورجال الكنيسة إلى ضرورة تدخل الجيش الأسباني بكل ثقله لوضع حد لتلك الانتفاضة ولإخمادها بأسرع ما يمكن، قبل أن يتمكن السلطان العثماني من جمع قواته المنتشرة في البلقان وشرقي أوروبا ومن ثم توجيهها إلى أسبانيا.
منقوووووووول