يقول العلامة عبدالقادر بن محمد الأنصاري الجزيري :
(( وصار السيد الشريف أبونمي وأولاده في مملكة الحجاز كالشامة البيضاء في الثور الأسود وكالنجم الساطع ضياؤه في حالك ظلام الليل لمن تهجد وهو شريف جليل النسب عريق الحسب من أولاد الأمام علي ـ كرم الله وجهه ـ فأنه أبقاه الله تعالى أبونمي بن بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة ـ وأسم رميثة منجد ـ بن ابي نمي محمد بن ابي سعد حسن بن علي بن ابي عمرو قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبدالكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبدالله بن محمد بن موسى بن عبدالله المحض بن موسى بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن هاشم بن عبدمناف الحسني الهاشمي ، وأما الأمان الحاصل بواسطته في تلك الأقطار الحجازية فلا يعبر عنه فقد أربى على جميع أسلافه في ذلك وكشف القناع لكل مفسد وحذره عاقبة ما هنالك ، فمن ذلك أن صاحب المال يسير وحده في تلك الأقطار ومعه ما شاء من النقود والأحجار الثمينة وغيرها ويقصد اي بلد أراد من بلاد الحجاز وتمر عليه طوائف العربان وتجوز عليه المشاة والركبان فلا يتعرض إليه أحد بغير السلام ولا يحصل له منهم أدنى ألمام فضلا عن الإيلام وتنقطع أحمال التجار بين مكة وجدة وغيرها من بلاد الحجاز ويتوجه أربابها لإحضار ما يحملها على ظهره وتتركها محفوظة بحراسة الله وأمانه إلى أن تحمل فلا يتعرض أحد إليها ولا يعول بمكروه عليها .
وأما سلوكه لطريق العدل والأنصاف وخلاص المظلوم من ظالمه وأمنه من كل ما يحذر ويخاف فقاعدته في ذلك حكم الشرع الحنيف وقانون الدين الحنيفي على مشرعه أفضل الصلاة والسلام ، لايتعدى ذلك ولا يتجاوز في حكم من الأحكام ولا يخرج حكمه عن ذلك بغرض لفرد من افرد رعاياه على الدوام .
وأما الراحة والسكون والطمأنينة الحاصلة للمجاورين بمكة المشرفة وعدم التعرض لفرد من أفرادهم ولا لشخص من آحادهم فقد سارت بذلك الركبان ولا تزال الألسنة رطبة بالثناء عليه بمقتضى ذلك وغيره في كل بلدة ومكان ... ))
المرجع : ( الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة ) تأليف عبدالقادر الأنصاري المجلد الأول صفحة 556 ـ 557