بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فقد وقفت على مقال لكاتب من الكتاب اطلق فيه لقلمه المعوج العنان، فكتب ما لا يجوز لمسلم ان يحدث نفسه به، فضلا ان يحدث غيره به؛ وذلك لان الله عز وجل يقول: «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذ قضى الله ورسوله امراً ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا»، ويقول سبحانه: «افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون»، فأحكام الله- عز وجل- وشرائعه كاملة، وصالحة لكل زمان، ومكان، قال سبحانه: «اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا»، وقال: «ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين»، فاعتقاد كمال الشريعة الاسلامية، ووجوب تطبيقها في كل شؤون الحياة، واجب محتم على كل مسلم شهد ان لا إله الا الله، وان محمداً رسول الله، موقنا من قلبه.
ومن المعلوم- الذي قد يجهله بعض الناس- ان من نواقض الاسلام المتفق عليها، عند اهل السنة، ما يلي:
1 - اعتقاد ان هدي غير النبي صلي الله عليه وسلم اكمل من هديه، او ان حكم غيره احسن من حكمه.
2 - بغض شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
3 - اعتقاد ان بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
فكن- وفقك الله لمرضاته- على حذر من الوقوع فيها، وفي غيرها من نواقض الاسلام، تسعد في الدنيا والأخرة- إن شاء الله.
فحرية العقيدة التي يدعو اليها دعاة العلمانية هي: حرية الردة، فلكل فرد - عندهم - حرية تغير الدين والعقيد كلما أراد ذلك، وليس لاحد الاعتراض عليه، فله ان يعيش مسلماً مثلا أول حياته، فإذا بدا له ان يغير عقيدته ويتحول الي النصرانية او اليهودية.. أو غيرهما فله مطلق الحرية في ذلك، وهذا والله هو الخسران المبين نسأل الله العافية والسلامة.
والحرية الشخصية التي ينادون بها هي: الدعوة الى الرذيلة، والانحلال الخلقي، وتعطيل شرائع الاسلام، ولذلك قامت قيامتهم حينما صدر قانون منع الاختلاط بين الجنسين في الجامعات والمعاهد، والمدارس؟!
أما حقوق المرأة ففي شريعتنا الاسلامية، واضحة قائمة على كمال العدل والانصاف فمن احسن من الله حكما، وتشريعاً؟! - سبحانه- وهو اللطيف الخبير، فصيانة المرأة، وحفظها، وإكرامها، من ان تكون سلعة رخيصة، يتداولها السقطة في المقاهي، والبارات مطلب شرعي، يجب على كل مسلم ان يطالب به، ويسعى لتحقيقه ما أمكن....
وهل هؤلاء حين ينادون بحقوق المرأة المزعومة يراعون حقوق المتدينة (الملتزمة) منهن بدين الله كـ:
1 - توفير العناية الصحية بالطاقم الطبي النسائي دون الحاجة الى كشف عوراتهن على الاطباء الرجال.
2 - مراعاة عورة المرأة المريضة، وكشف ما تدعو الضرورة الى كشفه من جسدها للمعالجة، دون الزيادة، فالواقع المرير في مستشفياتنا يعج بالمخالفات الشرعية الكثيرة.
3 - ترك حرية الدراسة لها وعدم التضييق عليها من اجل لباسها الشرعي.
4 - توفير المتطلبات والأسباب التي تقيها من مغبة اختلاطها بالرجال في اماكن العمل.
5 - توفير المفتشات والموظفات في الحدود البرية والجوية لتطبيق جوازات السفر، أو في أي معالجة يحتاج معها التأكد من هويتها دون الحاجة لكشف وجهها عند الرجال الاجانب.
6 - توفير الطاقم التعليمي النسائي في الكليات والجامعات والمعاهد حتى يقمن بالعملية التعليمية للعنصر النسائي.
وغيرها من الحقوق الكثيرة الملحة المرغوب عنها عند اصحاب الديموقراطية وادعياء نصرة المرأة.
أليس هذا من عدم المساواة، والعدل يا أدعياء المساواة والعدل؟! فإين ديموقراطيتكم؟! وأين نصرتكم للمرأة وحقوقها يا أنصار المرأة؟!
همسة:
أختي المسلمة المصونة - وفقك الله لكل خير - احذري وحذري اخواتك المسلمات من الاغترار بهذه الشعارات البراقة الزائفة، التي ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها من قبله العذاب، وان تزعم الدعوة اليها اناس من جلدتنا وان تكلموا بألسنتنا فإياك وإياهم!
واخيراً يجب على الكاتب- هداه الله- ان يرجع عن مقاله هذا، بل ان يحرقه، ويبرأ الى الله مما جاء فيه، وإني أذكره ببعض العبارات الخطيرة التي أوردها في مقاله لعله يفيق من سباته العميق:
1 - قوله: ان الدين يعتبر من نتاج الماضي والحياة القديمة.
2 - وقوله: فالمنهج الديني فشل في وضع حلول ناجحة لغالبية المشاكل؟!
3 - وقوله وهو يتهكم: لايزال رضا الخالق؟!
4 - وقوله: إذن لا يمكن للديموقراطية ان تتعايش مع تلك المفاهيم الدينية... فإما ان نختار من بين الاثنين...؟!.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشيداً يعز فيه وليك ويذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك ورضاك.