لكن الاستفاضة والشهرة يثبت بهما النسب يا شيخ عبد الرحمن,وقد أشار إلى ذلك الإمام الدسوقي رحمنا الله وإياه بقوله في باب صلاة الجماعة في حاشيته على متن سيدي خليل رحمه الله (والمراد بمجهول الأب اللقيط, لا الطارئ , لأن الناس مؤتمنون على أنسابهم)
ويقول العلاَّمة محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي في سؤال وُجه إليه بهذا النص:
ما مدى اعتبار هذه القاعدة(الناس مؤتمنون على أنسابهم أو مصدقون في أنسابهم)؟؟
فأجاب بما نصه: (إن هذه القاعدة صحيحةٌ من الناحية الفقهية , فالنسب يحاز بما يحاز به المِلكُ, والأملاك اختـُلف في حوزها , فقيل: عشر سنين وقيل: خمس عشرة سنة , وقيل:ثلاثين سنة , فمذهب الحنفية ثلاثون سنة ومذهب الشافعية والحنابلة خمسة عشرة سنة ومذهب المالكية عشر سنوات ,إذا حاز فيها غير شريك وهو الأجنبي وتصرف والمالك حاضر ساكت بلا عذر لم تقبل دعواه ولا بينته بعد ذلك.
فكذلك الأنساب, إذا جاء شخص فزعم أنه ابن فلان ولم ينكر ذلك أحد, ولم يأت ما يخالفه ,وعُـرف ذلك أزمانا متطاولةً ,ولم ينكره أحد ثبت له النسبُ بذلك فيرثه,وهكذا , فليس المقصود النسب المشكوك فيه أن يأتي فلان من الناس ويلصق نفسه في نسب معين ادعاءاً , الناس لا يصدقونه فهذا ليس هو المقصود, المقصود ما سكت عنه الناس وسلموه فهذا الذي يحاز كما تحاز الأملاك كلها, من حاز أرضا الأصل أنه لا يقال له من أين لك هذا.)
كتبه محمود الشنقيطي