بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
العنوسة وما أدراك ما العنوسة إنها وباء ضرب أطنابه في كل جوانب المجتمعات العربية والإسلامية وغيرها ، وقد استفحل واستشرى في مجتمعنا الكويتي بشكل مخيف ، ومنذر بالفساد العريض ، فأنت أخي القارئ مثلا : لو نظرت حولك يمنة أو يسرة في محيطك الاجتماعي لن تعدم أن تجد عانسا أو أكثر ومطلقة أو أرملة قد فاتهن قطار الزواج ، ويأسن من تقدم الأزواج لهن ، وأخريات في مقتبل الأعمار يرقبن عن كثب تقدم الأزواج خاصة إذا كن فوق الخامسة والعشرين من العمر خوفا من شبح العنوسة
وللعنوسة أسباب ومسببات كثيرة من أهمها في نظري الآتي :
1- رفض التعدد الذي أباحه شرعنا الإسلامي الحنيف بل تجريمه عند أدعياء الحضارة ، وهو من أعظم أسباب انتشار العنوسة .
2- تعنت الآباء والأمهات أو أحدهما أو البنت نفسها أو من يقوم مقامهم في الشروط سواء قدر المهر أو السكن أو طريقة المعيشة أو غيرها من الأمور .
3- غلاء المهور والبذخ في العرس وتكاليفه الباهظة .
4- عدم واقعية المرأة أو الرجل بوضع مواصفات ومميزات لا تجتمع إلا في القليل جدا لشريك الحياة .
5- تسلط الأم على أهل البيت واشتهار ذلك عنها يسبب العزوف عن مناسبتهم ولهذا جاء في المثل العامي المشتهر " قبل لا تضمها إسأل عن أمها " .
6- اشتهار أحد الوالدين بالفساد أو البنت نفسها .
7- إهمال بعض الأسر لتربية البنت منذ الصغر على مهام البيت وتدبير شؤونه والرضا بالقليل .
ويمكن حل هذه المعضلة بالآتي :
1- تشجيع الشباب الكويتي على التعدد وهذا يكون عن طريق أمور :
# بث حكم الشرع في التعدد وأنه يجب على الرجل والمرأة على السواء الرضا به ، وبيان منافعه وآثاره الطيبة على الأفراد والمجتمعات .
# تتبنى الدولة - وفقها الله لكل خير – تشجيع الشباب الكويتي على ذلك بصرف علاوة الزوجية وعلاوة الأطفال والقرض الاجتماعي وبدل الإيجار لكل الزوجات خاصة الكويتيات منهن لأن الهدف حل مشكلة العنوس في مجتمعنا الكويتي .
# تعديل قانون الأحوال الشخصية بما يتماشى مع تحقيق هذا الهدف ويقوم على الرحمة بالخلق
2- الواقعية في وضع مواصفات شريك الحياة ما يصير لائحة طويلة دين ونسب وجمال وجسم وسمار أو بياض وطول وصوت حلو وخلق وخفة نفس وخدوم وطيبة وولود وووو .
3- تعليم البنت منذ الصغر على أنها ستكون يوما ما أم أولاد وتحبيبها بذلك مع تعليمها تدبير شؤون المنزل .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا يعز فيه وليك ، ويذل فيه عدوك ، ويعمل فيه بطاعتك ورضاك...