نزوح العونة ومقتل طربوش بن طواله
بعد حاثة فيضة إزبالة أضمر برغش بن طوالة وطربوش بن طوالة وجماعتهم بعض الكراهية والحسد فكانت إذان بإطلاق الشرارة الأولى فيما بينهم عندها لم يطب المقام لهم عند شمر وإن كانوا مقدمين عند ابن رشيد إلا أنه كما قيل لا تأمن الأمير إذا غشك الوزير فإنطلقت العونة راجعة إلى ديارها وبلادها في الصمان .
وفي أثناء عودة العونة وقعت معركة مصغرة قتل فيها طربوش بن طواله ، حدثني بها كلا من شبيب بن سعيد بن عتوان عن أبيه وحدثني بها غملاس الخرينج وحدثني بها فارس بن مضحي البصمان وعبداللطيف الدويلة وهؤلاء هم أكبر العونة سنا والرواية كالتالي :
( رجعت العونة من شمر وفي أثناء الطريق لحقهم من شمر طربوش بن طوالة وبرغش بن طوالة ومعهم عشرة خيالة وعشرون آخرون على الهجن ، أما العونة فمنهم : عدهان بن منيع وغريب الجسار ونهار الجسار وعايض الجسار ومذكر القوبع وسليمان بن عويد وشملان بن بدن المليس ومضحي مطلق البصمان وهزاع الهلفي الأطرم وميثنان بن سنيد وسالم بن عويد وعبدالله بن عفيان وغيرهم نزلوا ليستريحوا من عناء السفر ويجهزون عشاءهم ، ذهب ميثان بن سنيد لقضاء حاجته وكان أكبرهم سنا فوقف على رأسه أحد رجال ابن طوالة مسلحا فأخذه أسيرا ، أما سليمان بن عويد فقد شاهد خيالة وهجانة شمر
فعرفهم فركب فرسه ( السلقة ) فرس ابن رشيد وكانت زرقه أعطاها لسليمان بن عويد هدية للسلام عليهم ؟ فلما شاهدوا أن سليمان بن عويد مقبلا عليهم قالوا : أبشروا أبشروا هذا سليمان بن عويد وتحته السلقة ، فلما وصلهم قالوا : يا هلا يا سليمان .... يا مرحبا يا سليمان .... فمسك أحدهم رسن الفرس وقال : إنزل يا سليمان من السلقة واذهب إلى ربعك لا نريد قتلك ؟ فنزل سليمان بن عويد من الفرس ورجع ماشيا على قدميه حتى وصل العونة وهم لا يعلمون بما حدث ، فلما شاهدوه ماشيا قالوا له : يا سليمان أين السلقة ؟ فقال سليمان بن عويد : ولد عون يا عين أبوي السلقة أخذها طربوش بن طوالة ، ثم تفقدوا ميثان بن سنيد فلم يجدوه ؟ فركبت العونة خيلها وجيشها وقصدوا ابن طوالة ومن معه فتلاقا الجمعان فقال برغش بن طوالة : الخلا مير الخلا ، فرد عليه عدهان بن منيع : الخلا أنت يا ملعون أبوالترس ثم حمل على برغش بن طوالة ولفّ عقاله على رقبته ورماه أرضا ، أما طربوش بن طوالة فهرب على السلقة فلحقه شملان بن بدن وهزاع الهلفي الأطرم أما فرس هزاع الهلفي فقد اقتربت من السلقة وعليها طربوش بن طوالة أما شملان بن بدن رمى طربوش بن طوالة بسلاحه فأصابه وقتله على الفور ولحق الهلفي بالسلقة وأتى بها ، وأدركوا الرجال الذين مع ابن طوالة وأفتكوا ميثان بن سنيد ، أما برغش بن طوالة لما قتل شقيقه طربوش بن طوالة بكى عليه ومسك بأيدي مذكر القوبع يضربها قالا : مذكر .... طربوش قتل ..... مذكر طربوش قتل ..... فرد عليه مذكر القوبع : هذا فعل القوم ! هذا فعل القوم ! ثم أرادت العونة قتل برغش بن طوالة فمنعهم مذكر بن قوبع وأدخله بوجهه لصحبة قديمة وفي هذه المعركة يقول مضحي البصمان :
يوم جونا وحنا ما تعشينا =شارهين على الزرقة وشايبنا
محلا ردة الله يـوم ردينا=ندفع الهجن و البارود عا قبنا
محلا ردة الله يـوم ردينا=والجنايز تنازا من مضاربنا
صفة مقتل فهد البصمان بطربوش الطوالة
حدثني بها غير واحد من العونة وهي أن المرشد من الطوالة أراد أن يأخذ بثأر طربوش الطوالة فتوجه إلى قرية الجهراء منطقة تقع شمال عاصمة الكويت وفي سوق الجهراء سأل الناس عن فهد العوني فقال أحدهم هذا فهد العوني وكان فهد بن بصمان
فقال مرشد الطوالة : أنت فهد العوني فقال فهد البصمان : كله فأخرج مرشد الطوالة مسدسه من جيبه فقتله ثم خشي الطلب من العونة فتوجه إلى الكويت ودخل على الشيخ مبارك الكبير كدخيل عليه أما البصامين فتعقبوا وبحثوا عن مرشد الطوالة من فور وصولهم خبر مقتل فهد البصمان وأما مضحي البصمان فقد تردد على قصر الشيخ مبارك ما يقارب سبع مرات ينتظر خروج مرشد الطواله من القصر فلما علم بذلك الشيخ مبارك الكبير أمر حراسه بإلقاء القبض على مضحي البصمان خوفا على دخيله منه فبلغ ذلك مضحي البصمان فغادر الكويت إلى قبيلة الظفير ونزل على علي بن ضويحي ومعه هزاع البصمان خواله الشلخان من عنزة وزيد البصمان وفارس وفضيل ومنيع وجدي أبناء فهد البصمان .
أقام مضحي البصمان عندهم عدة سنوات وشارك مع علي الضويحي في مغازيه ومن تلك الغزوات :
غزت الظفير ومعهم مضحي البصمان وغنموا إبلا من إحدى القبائل فلحقهم الطلب فنزل مضحي البصمان خلف الركايب مرة بعد مرة فطلبت منه الظفير عدم النزول خوفا على حياته ولأنه أجنبيا بينهم ؟
إلا أن مضحي البصمان حملها في نفسه متكدرا من هذا الطلب فقال قصيدة يتذكر ربعه العــونة فقال :
يوم جتنا الخيل مع مقرن الخبّة=وهج جيش الغوش غاد جناديبي
من تــردت بكرته قيله كبّه =واركبوه و عانق الفطر الشيبي
ذاكر ن ربعي حريين بالطبّة=ربعي اللي ينطحون المواجيبي
فلما سمع بعض الظفير هذه القصيدة أخذوا بخاطرهم عليه وبعد ثلاثة أيام شعر مضحي البصمان أنه على خطأ وأن الظفير طلبوا منه عدم النزول خوفا على حياته وهو دخيل عليهم وفي وجههم ؟
وعندما رجعوا من الغزوة طلب مضحي البصمان من صديق له إسمه شويطر الرسمي أن يأخذ عنه فقال شويطر : أبشر لك بصوت عن صوتين يا أبو فارس فقال مضحي البصمان :
يا بكرتي ما بقيلك روح=وأنتي من الهجن مامونه
تلفين نايف وابن ملوح=خويّهــــم ما يخلونه
وأبو رخيّص بوجه نوح=أهل الرديــات يرجونه
فألتفت أبو رخيص فقال : أنا خو وضحة أنتم زعلانين على مضحي وهو يمدح ربعه العونة