من فرسان الأزارقة الشراة وشجعانهم، وحينما توفي زعيمهم سنة 68 للهجرة بايعه الأزارقة أميراً عليهم، ولشجاعته وبسالته في المعارك سموه أمير الموت. ريف سيد وفارس شجاع مقدام وخيب بليغ وشاعر حماسي وفلق، تميمي، مازني من ذوي النجدة والمروءة أهل القرن الهجري الأول. قاده خروجه إلى محاربة السلطان ومقارعة جنوده و –إن صح- تقتيله أطفال ونساء الجماعة وسبيه للمال والذرية على أن خطبه ورسائله تنم عن تقى وصلاح دين.
له شعر جزل يحض معظمه على الخروج ومن أشهر ما قال -مخاطبا أبا خالد القناني وهو أحد الخوارج الذين قعدوا: أبا خالد يا انفر فلست بخالدِ.. وما جعل الرحمن عذرا لقاعدِ، أتزعم أن الخارجي على الهدى..وأنت مقيم بين لص وجاحد
كما له شعر يبث به الشجاعة في نفسه ويطرد عنها الخوف حين ملاقاته جند بني أمية، وهو إن كان لا يخجل من الاعتراف بخوفه -خاصة حين يكون المهلب بن أبي صفرة على رأس الجيش الأموي- فإنه يتسجمع شجاعته ليتغلب بها على خوفه ذاك، ومن هذا قوله: أقول لها وقد طارت شعاعا..من الأبطال ويحك لا تراعي، فإنك لو أردت بقاء يوم.. على الأجل الذي لك لن تطاعي إلى أن يقول: ومما للمرء خير في حياة.. إذا ما عد من سقط المتاع
[عدل] أشهر قصائده
أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً
مِنَ الأَبطالِ وَيحَكِ لَن تُراعي
فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَوم
عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَن تُطاعي
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً
فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ
وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزٍّ
فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ
فَداعِيَهُ لِأَهلِ الأَرضِ داعي
وَمَن لا يُعتَبَط يَسأَم وَيَهرَم
وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاعِ
وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ
إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ
ويقول:
أَلَم يَأتِها أَنّي لَعِبتُ بِخالِدٍ
وَجاوَزتُ حَدَّ اللُعبِ لَولا المُهَلَّبُ
وَأَنا أَخَذنا مالَهُ وَسِلاحَهُ
وَسُقنا لَهُ نيرانَها تَتَلَهَّبُ
فَلَم يَبقَ مِنهُ غَيرُ مُهجَةِ نَفسِهِ
وَقَد كانَ مِنهُ المَوتُ شَبراً وَأَقرَبُ
وَلكِن مُنينا بِالمُهَلَّبِ إِنَّهُ
شَجىً قاتِلٌ في داخِلِ الحَلقِ مُنشَبُ
ويقول :
أَلا قُل لِبُشرَ إِن بِشَراً مُصَبَّحٌ
بِخَيلٍ كَأَمثالِ السَراحينَ شُزَّبِ
يُقَحِّمُها عَمرو القَنا وَعُبَيدَةٌ
مُفدىً خِلالَ النَقعِ بِالأُمِ وَالأَبِ
هُنالِكَ لا تَبكي عَجوزٌ عَلى اِبنِها
فَأَبشِر بِجَدعٍ لِلأُنوفِ مُوَعَّبِ
أَلَم تَرَنا وَاللَهُ بالِغُ أَمرِهِ
وَمَن غالَبَ الأَقدارَ بِالشَرِّ يُغلَبُ
رَجِعنا إِلى الأَهوازِ وَالخَيلُ عُكَّفٌ
عَلى الخَيرِ ما لَم تَرمِنا بِالمُهَلَّبِ