[center][البحر ملوث.. منع السباحة والصيد
كتب أحمد الحيدر
وحمد السلامة:
سيطر الهلع على أهالي منطقة مشرف عقب وقوع حادث تسرب الغاز، لا سيما قاطني القطعة 5 الذين لا تبعد المحطة عن بيوتهم سوى 300 متر فقط. اضافة الى منع الصيد والسباحة في شريط طويل من الساحل، يمتد من ديوانية الصيادين في البدع وحتى قرية المسيلة المائية، وصولا إلى قاعدة صباح الأحمد البحرية وبعمق ميل بحري.
وعلى صعيد تداعيات الحادث أمر وزير الاشغال ووزير الدولة لشؤون البلدية د. فاضل صفر بفتح تحقيق موسع مع مهندس محطة الصرف الصحي ومقاول الصيانة، كما أقر خطة طوارئ لمعالجة آثار تسرب الغاز بيئياً وصحياً، ويتم العمل حالياً على اعداد تقرير مفصل حول أسباب الحادث ليرفع الى مجلس الوزراء.
إلى ذلك.. وفيما باشرت الهيئة العامة للبيئة أخذ عينات من البحر في عدة مناطق للتأكد من خلوها من ملوثات الصرف الصحي، حذرت من معالجة الخطأ بالخطأ، واصفة الاجراءات التي اتخذتها الجهات المختصة لعلاج تسرب الغاز بأنها «كارثة بيئية» بسبب تحويل مياه الصرف الى البحر.
وقال مدير عام الهيئة صلاح المضحي لــ «القبس» ان القلق ليس فقط من طفح منسوب المياه في محطة الصرف الصحي، بل من سبل معالجة المشكلة، منتقدا غياب خطة الطوارئ الخاصة بوزارة الاشغال حتى الآن.
السباحة والصيد
وحذرت الهيئة العامة للبيئة، نظرا للعطل الطارئ الذي حدث في محطة الصرف الصحي بمشرف التابعة لوزارة الشغال العامة، وحفاظا على الصحة والسلامة العامة، المواطنين والمقيمين من مرتادي الشواطئ والصيادين، من السباحة والصيد على طول منطقة الساحل (المبينة على الخريطة) حتى اشعار آخر.
وتشمل هذه المناطق ساحل البلاجات بداية من ديوانية الصيادين في منطقة البدع وباتجاه الجنوب، حتى قرية المسيلة المائية وبعمق ميل بحري داخل البحر.
كما نصحت بعدم السباحة او الصيد على امتداد منطقة البلاجات، ونزولا جنوبا حتى قاعدة الشيخ صباح الأحمد التابعة لخفر السواحل بالفنطاس وبعمق 3 اميال بحرية داخل البحر.
مياه الصرف الصحي خطرة.. والكائنات البحرية والبشر الضحية
• محطة مشرف (تصوير: هشام خبيز)
كتب حمد السلامة ويوسف المطيري:
احذروا ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي.. خطر .. ولا تتهاونوا في القضية.
بهذه الكلمات التحذيرية اجمع المختصون على خطورة الوضع البيئي اثر ما حصل في محطة الضخ والرفع التابعة لوزارة الاشغال في منطقة مشرف، مؤكدين في الوقت نفسه ان توجيه مياه الصرف الصحي نحو البحر قد ينذر بكارثة على الحياة البحرية.
وقال المدير العام للهيئة العامة للبيئة صلاح المضحي لـ«القبس» ان القلق يسود اوساط المتابعين، ليس من طفح منسوب المياه في المحطة لكون المواد العضوية لن يضر تبخرها، بل من سبل معالجة المشكلة، اذ ان خطة الطوارئ الخاصة بوزارة الاشغال غير معروفة بعد.
اهالي المنطقة الذين استشعروا بالخطر، اكدوا ل«القبس» ان المطالبة بنقل المحطة ليست وليدة اللحظة وانما هي من وقت سابق، مشيرين الى ان المحطة قريبة من شارع المشاة، وبالتالي فإن الضرر سيعود على الهواة، خاصة في شهر رمضان، حيث يقبلون على ممارسة هوايتهم.
وقالوا اننا فوجئنا بالادخنة المتصاعدة في صباح يوم الواقعة ولم نجد من يحذرنا من ذلك.
وتساءلوا: من يضمن لنا ان اطفالنا الذين يستنشقون الغازات لن يكونوا الضحية؟!
وقالوا انهم منذ فترة طويلة وهم يستنشقون هذه الروائح ولم يجدوا اي تحرك حكومي.
الأهالي للمسؤولين:
انقلوا المحطة فالكويت لا تتحمل كارثة أخرى
سيطر الهلع على سكان منطقة مشرف عقب وقوع حادث تسرب الغاز من محطة الصرف الصحي، ومما زاد من خوفهم قرب المحطة بمضخاتها الضخمة من منازلهم، خاصة الأهالي القاطنين في القطعة 5 حيث لا تبعد عن بيوتهم سوى 300 متر فقط او أقل قليلا.
الأهالي أكدوا أن وجود المحطة بالقرب من مساكنهم كان يقلقهم منذ البداية، لكن خوفهم تضاعف عقب حادث تسرب الغاز، ولم تفلح تطمينات المسؤولين في تبديد قلقهم على صحتهم، وكان لسان حالهم يقول «يا روح مابعدك روح».
سكان القطعة 5 على وجه التحديد أكثر خوفا وقالوا: طالبنا مرارا وتكرارا بنقل المحطة عن المنطقة، فنحن نشم روائح كريهة في بعض الاحيان، وتساءلوا كيف يتم وضح ممشى بالقرب من المحطة.؟ كيف تقع هذه الحادثة، ولانعلم بأن هناك تسربا للغاز إلا عن طريق المسجات، إن قرب الخطر أصبح يهدد حياتنا.
السكان تابعوا احاديثهم الموجعة لـ «القبس» قائلين: لقد فوجئنا بأن تسربا للغاز انبعث من محطة الضخ والرفع التي لا تبعد عنهم الا 300 متر تقريبا، حيث فوجئ كثير منهم بهذا التسرب الذي كانوا تحت تهديده طوال الوقت، مشيرين إلى ان ما افزعهم أكثر هو غياب الشفافية واتضاح كل هذه الخطورة جراء تسرب غاز كبريتيد الهيدروجين.
«القبس» رصدت وضع المحطة التي بدت خاوية على عروشها ومغلقة تماما، ولا يوجد بها سوى بعض العمالة الوافدة، ولسان حالهم يقول لانعرف ماذا يحدث للمحطة، وعند اقترابنا منهم استفسرنا عن وضع المحطة وكان جوابهم «مايعرف اسألوا المهندس» لكننا لم نجد أي مهندس في المحطة، فضلا عن عدم توفير أي حالة للطوارئ بالقرب منها.
بعدها خرجنا لنرصد اوضاع المواطنين، وقال فهد الكندري لقد طالبنا مرارا وتكرارا بنقل هذه المحطة بعيدا عن المنازل القريبة منها، تحسبا لاي كارثة لكن بحت أصواتنا ويبدو أن المسؤولين ينتظرون وقوع كارثة حتى يتحركوا.
أنقذونا
وأضاف ان بعض الجهات الحكومية لاتراها تتحرك الا عند وقوع كارثة، مطالبا بعدم اهمال موضوع المحطة والاكتفاء باصلاحها وبتوفير مكان بديل لها بعيدا عن الاهالي، لان الارواح لايستهان بها.
من جانبه اوضح بدر الصايغ انه لم يعلم بهذا التسرب الا من خلال المسجات الاخبارية، والحديث عنه في العمل مستغربا كيف ينام الاهالي، وهم معرضون لاستنشاق غازات سامة من دون اخبارهم او تحذيرهم.
واضاف ان العناية الالهية هي التي حمت المواطنين من كارثة انفجار المحطة، وانبعاث السموم منها، مشيرا إلى ان المنازل لاتبعد المسافة الكافية التي تحمينا من المخاطر.
روائح كريهة
والتقط أطراف الحديث فيصل الشريدة، مؤكدا ان المحطة لاتخلو من انبعاث الروائح الكريهة منها احيانا، وتتعرض المنازل القريبة من المحطة خاصة القطاع 5 للانزعاج ناهيك عن الممارسين لرياضة المشي، حيث يعتبر الممشى قريبا من المحطة، فيضطرون احيانا الى الذهاب إلى ممشى جنوب السرة!
أما فاضل العلي فقال لقد واجهنا مخاوف انفجار المحطة في تمام الساعة الواحدة صباح يوم الحادث، ولم نستطع النوم خوفا من حدوث أي كارثة، فذهبنا الى منزل شقيقي كي نبتعد عن أي اذى، وبعد خروجنا من منزلنا ومرورنا بموقع المحطة كان منظرا كارثيا، حيث ازدحم المكان بسيارات المطافئ والطوارئ الطبية والمرور، وكان خطر المحطة سيعم المنطقة، لكن سرعة تواجد الجهات المختصة احتوت الموضوع، ولله الحمد ان المنطقة نجت من حدوث ما لا تحمد عقباه.
ووفق فارس الموسى، فإن وجود بعض محطات الكهرباء والمضخات الكبيرة بالقرب من المناطق السكنية يعتبر امرا يجب ان تخطط له الجهات المختصة قبل اعتماد انشائها، فماذا لو حدث خطأ ما، وتعرضت ارواح المواطنين للخطر فمن سيكون المسؤول؟
واضاف ان مثل هذه الاخطاء يجب ان تتلافاها الجهات المختصة، وان تضع خططا بعيدة المدى تحسبا لاي خلل، فماذا لو انفجرت المحطة، ودمرت المنازل التي القريبة منها، فالبلاد لاتتحمل مثل هذه الكوارث.
أين المسؤولون؟
اما خالد الطراورة فأكد ان انبعاث هذه الغازات خطر جدا وهل يضمن المسؤولون ان استنشاقنا لها لايعرضنا للخطر والامراض المستقبلية، واين دور المسؤولين من ابعاد مثل هذه المخاطر عنا، والاسراع في تجنيبنا مخاطرها.
واستغرب عدم اخلاء المنازل القريبة من الموقع او حتى ابلاغ المواطنين، بان الخطر قد يكون موجودا فور وقوع العطل في المضخة، فالادخنة وقت الحادث كانت تتصاعد، ولا نعلم ما في داخلها من خطورة.
وبين عباس الموسوي أن اغلاق المحطة وتركها بهذا الشكل يدعو الى التخوف من وقوع أي خطأ من دون تواجد رجال الامن او الطوارئ الطبية.
مطلوب خطط
وطالب الموسوي بضرورة وضع خطة وآلية جديدة تكون مضمونة بعيدة عن وقوع خطأ ربما يؤدي إلى كارثة وتعرض المواطنين للخطر، فيجب ان يتم اعتماد حلول تجعلنا نطمئن على حياتنا وحياة أبنائنا من مثل هذه الغازات السامة.
واتفق بدر القبندي على أن منطقة مشرف معرضة للتلوث البيئي بسبب وجود هذه المحطة، مستغربا اعتبار البعض أنها من المناطق الراقية، لكنها على العكس من ذلك، إذ إنها تعاني من الإهمال والدليل ماحدث جراء هذا التسرب.
كمّامات
ارتدى بعض رواد ممشى مشرف القريب من المحطة الكمّامات، خوفا من استنشاق الغاز.
تحرك جاد
ان قضية محطة مشرف تحتاج الى تحرك جاد، بهذه الكلمات، قال احد المواطنين الذي ابدى قلقه ومخاوفه من استمرار هذا التلوث الذي يخيم على المنطقة.
صحة الأطفال
أجمع العديد من سكان منطقة مشرف على ان هذا التسرب يهدد صحة الاطفال وأصبحوا في تخوف على حياتهم من هذه التسربات والملوثات.
المحطة خالية
خلت المحطة من أي موظف فيها، سوى بعض العمالة الوافدة، ما يدل على خطورة وضعها حاليا.
مفاجأة
اعتبر البعض أن انبعاث الأدخنة والغازات السامة بهذه الخطورة من المحطة كان مفاجأة لهم عند استيقاظهم من النوم وذهابهم الى العمل، وبينوا انهم لم يتوقعوا أن منازلهم قريبة من الخطر.
أين التلفزيون؟!
سيطر الهلع والتخوف من تطور العطل في مضخات المحطة على قاطني منطقة مشرف، حيث اوضحوا ان انشغالهم الشاغل حاليا كيف ومتى بدأ هذا التسرب الذي لم يتطرق إليه التلفزيون الرسمي إلا أخيرا؟!
المصدر / جريدة القبس الكويتية
/center]
البحر ملوث ...... منع السباحة والصيد
العرض العادي
