المعتمد بن عبّاد ملك من ملوك الطوائف في بلاد الأندلس رأى إمارات الأندلس وهي تسقط واحدة تلو الأخرى في أيدي النصارى فعلم بأن لا طاقة له في قتالهم فأرسل إلى دولة المرابطين طالبا العون منهم فقال له وزيره إن دخلوا الأندلس فلن يخرجوا منها فقال (( لأن أرعى الحمير خير من رعي الخنازير )) فدخل المرابطون وطردوا النصارى وقتلوا جميع ملوك الطوائف إلا المعتمد بن عباد فقد سجنوه في أغمات في بلاد المغرب فزارته زوجته وبناته في سجنه في يوم العيد فرأى البؤس وق جاورهن بدلا من النعيم الذي كن فيه وتذكر زوجته حينما أرادت ان تمشي على الطين إذ كان ملكا وكيف لم يرض أن تسير زوجته على الطين وهي زوجة الملك فأمر أن يملأ الممر بالمسك والعنبر والكافور لتسير عليه ، فقال هذه القصيدة المبكية :
فيما مضى كنت بالأعياد مســرورا <> فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطـمار جـائـعـــــة <> يغزلـن للناس لا يمـلـكـن قـطميـرا
برزن نحوك للتـسليـــم خاشعـــــة <>أبصارهــن حـسيـــرات مـكاسيـــرا
يطأن في الطين والأقدام حافيــــة <> كأنهـا لم تطـأ مســكـا وكـافــــورا
لا خد إلاويشكو الجدب ظـاهـــــره <> وليس إلا مع الأنفـاس مـمـطـــورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءته <> فعــاد فطــرك للأكباد تفطيــــــــرا
قد كان دهرك إن تأمره مـمـتـثــلا <> فـردك الدهـــر منـــهيا ومــأمـــورا
من بات بعدك في ملـك يسر بــه <> فإنما بات في الأحـــلام مغــــرورا